د. آمال عثمان
د. آمال عثمان


أوراق شخصية

رسالة إلى القمر!

آمال عثمان

الجمعة، 08 مارس 2024 - 06:38 م

فصل جديد من فصول الجريمة الإنسانية، تستكمل به الولايات المتحدة الأمريكية، مواقفها الداعمة وانحيازها الصارخ للكيان الصهيونى عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، ومشاركتها فى القتل والحصار والتجويع والقهر والإذلال، وتحديها للإجماع الدولى على وقف الإبادة العرقية للشعب الفلسطيني، باستخدام حق النقض «الفيتو» بمجلس الأمن ثلاث مرات، على مرأى ومسمع من العالم أجمع، مثلما سبق واستخدمته 80 مرة لمنع إدانة إسرائيل، ومنحها شيكاً على بياض لتعيث فى الأرض فساداً، و34 مرة ضد قوانين تساند حق الشعب الفلسطيني!!

تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار جديد فى مجلس الأمن، يدعو بشكل عاجل لوقف إطلاق نار فورى مؤقت، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، صحيح إن أمريكا بذلك تراجعت عن موقفها السابق من وقف إطلاق النار الفوري، لكنه لمدة 6 أسابيع فقط، تستكمل بعده إسرائيل القتل والدمار كيفما تشاء، ويهدف لتحرير الأسرى الإسرائيليين، الورقة الوحيدة التى تملكها المقاومة، دون الحديث عن تحرير الآلاف من الأسرى الفلسطينيين!!

والقرار ليس بدافع أخلاقى أو إنساني، وإنما بسبب الضغوط الداخلية، وتراجع شعبية «بايدن» فى الحملة الانتخابية، والقلق من العواقب الوخيمة للوفيات بسبب المجاعة، تلك الجريمة التى لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية، إلى جانب ردود الفعل الدولية الغاضبة لقتل المدنيين خلال انتظارهم الشاحنات الغذائية. 

وتحضرنى هنا قصة الراعى المُسن من الهنود الحمر وحفيده، يعيشان فى محمية (Navajo) بولاية أريزونا، التقيا رواد فضاء من وكالة ناسا، يتدربون هناك استعداداً لرحلة «أبولو 11» إلى القمر.

سأل العجوز حفيده عما يفعل هؤلاء الرجال ذوو البدلات العجيبة والآليات الغريبة؟!، فأجابه أحد أفراد الطاقم بأنهم رواد فضاء يتدربون على رحلة إلى القمر.

استفسر العجوز إذا كان يمكنه إرسال رسالة صوتية إلى القمر، فرحب رواد الفضاء بالفكرة، وأحضروا له جهاز تسجيل، وبعد أن سجل الهندى رسالته، طلب رواد الفضاء من الحفيد ترجمتها، ولما رفض ذهبوا إلى زعماء القبيلة فرفضوا أيضاً ترجمة الرسالة، وحينما عرضوا الرسالة لاحقاً على مترجم الحكومة، كانت تقول: «يا أهل القمر احترسوا من هؤلاء، سوف يأتون لسرقة أراضيكم، كما فعلوا بأرضنا»، ذبحوا السكان الأصليين، واليوم يستكملون مشاركتهم بحرب الإبادة.. صحيح إذا كان وجهك قبيحاً فلا تلُم المرآة!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة