د.أسامة أبوزيد
د.أسامة أبوزيد


من الآخر

شهداؤنا الأحياء .. ومكتسبات القمة

أسامة أبوزيد

الجمعة، 08 مارس 2024 - 08:59 م

مصر دائمًا لن تنسى أبناءها الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وجسدوا معانى الولاء والانتماء فداءً لرفعة وعز الوطن الغالى.. اليوم التاسع من مارس ذكرى احتفال قواتنا المسلحة الباسلة بيوم الشهيد، تأكيدًا على فكرة العطاء والتضحية بالروح والدم من أجل كرامة الأوطان وعرض الأمة وشرفها، لذلك تعد هذه المناسبة أغلى المناسبات، فيكفى أن بدمائهم الطاهرة الزكية تبنى الأوطان ويتحقق الأمن والأمان لمصر .. فسلام على أرواح شهدائنا الذين مازالوا فى عقل وقلب كل مصرى بتضحياتهم الغالية ، فارقونا بأجسادهم الطاهرة ولكن أرواحهم وبطولاتهم مازالت تعيش بيننا..

تحيا مصر ويحيا شهداؤنا الأبرار فى جنات النعيم . 

الأجواء الرائعة التى أقيمت فيها قمة نهائى الكأس بين الأهلى والزمالك بالمملكة العربية السعودية، وهذا الزخم الجماهيرى والاهتمام الإعلامى يؤكد أن القطبين كانا ومازالا هما الأكبر فى المنطقة من حيث المكانة والتاريخ والشعبية والبضاعة الرائجة التى لا خاب من قام بتسويقها أو اشتراها.

حسنًا فعل اتحاد الكرة بقبول طلب هيئة الترفيه السعودية برئاسة المستشار تركى آل الشيخ الحصول على حق تنظيم نهائى كأس مصر بملعب «الأول بارك « التحفة المعمارية الرياضية بالمملكة، لتخرج الكأس من أرض الكنانة لأول مرة منذ تاريخ إقامتها موسم 1921-1922 والتى فاز بها بالمناسبة الفارس الأبيض، المكاسب التى تحققت لا يمكن حصرها بداية من الحصول على مقابل مادى كبير للجبلاية وللفائز والخاسر فى اللقاء وكلاهما كسب فى النهاية بجانب الحضور الجماهيرى الرائع حيث رسمت الجماهير تابلوهًا جميلًا فى المدرجات أعاد للأذهان أيام الزمن الجميل، والنقل التليفزيونى بأحداث الكاميرات والتقنيات والإخراج العالمى وتواجد نجوم عالميين فى الاستديو التحليلى بقيمة جوزيه مورينيو.. كل حاجة كانت حلوة فى نهائى الكأس.

أجاد تركى آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودي تسويق نهائى الكأس المصرى على أرض المملكة ضمن فعاليات موسم الرياض بفضل توافر كافة عوامل النجاح لهذا الحدث الكروى الكبير والمنتج المتميز من جودة اللاعبين فى الفريقين الأهلى والزمالك والارتكاز على قيمتهما التاريخية وشعبيتهما الجارفة فى الخليج بصفة عامة وليس مصر فقط ولن أبالغ بأن ديربى القاهرة مازال يستحوذ على الاهتمام الأكبر فى المنطقة رغم التطور الرهيب فى صناعة الساحرة المستديرة الذى تعيشه الكرة السعودية باستقطاب نجوم عالميين بحجم كريستيانو رونالدو وساديو مانى فى النصر ونيمار وياسين بونو مع الهلال وكريم بنزيما وكانتى مع اتحاد جدة وفيرمينيو مع أهلى جدة وغيرهم بجانب الاهتمام بالبنية التحتية الأمر الذى مكن السعودية من استضافة أحداثاً كروية مهمة.

العلاقة الوطيدة والأخوة التى تجمع مصر بشقيقتها السعودية ساهمت بشكل كبير فى نجاح نهائى الكأس لتخرج الصورة حلوة من الجميع خاصة فى ظل العلاقة الرائعة بين مسئولى الأهلى والزمالك اللذين ظهرا جنبًا إلى جنبٍ يتبادلان الحديث والوجوه مبتسمة فى أكثر من مناسبة قبل المباراة لتلبية دعوة السفير المصرى بالسعودية أو د. أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة لدى وصوله، ليتأكد للجميع أن اللى جاى أفضل فى الجمهورية الجديدة التى أرسى قواعدها الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل سنوات وتنطلق لتثبيت أعمدتها وجنى ثمارها قريًبا وقريبًا جدًا بعون الله وحوله.

الاستثمار فى مكتسبات إقامة نهائى الكأس بالسعودية وظهوره بهذا الشكل الحضاري الرائع قبل وأثناء وبعد المباراة مهمة اتحاد الكرة والأهلى والزمالك لإعادة الجماهير بكثافة الى مدرجاتنا، والأهم تحقيق أكبر قدر من التناغم والانسجام للمنظومة التى تحتاج كثيرًا لضبط إيقاعها ولوائحها وقراراتها التحكيمية حتى نعود الأقوى والأفضل والأمتع ليس فقط عن طريق القطبين الكبيرين ولكن من خلال وقوف منتخباتنا الوطنية على منصات التتويج القارية والعربية وطرق أبواب العالمية.

أتصور أن حسام حسن المدير الفنى لمنتخب مصر وجهازه أكثر المستفيدين من تلك الأجواء الرائعة التى أصبحت تغلف العلاقة بين الأهلى والزمالك خاصة بعد قمة نهائى الكأس بالسعودية، ولذا عليه أن يستثمر فى ذلك بالتعامل بميزان العدل فى اختياراته كما عودنا وكما يتحدث منذ تكليفه بالمهمة ولكن الاستثمار الأكبر للعميد سيكون فى إنهاء الجدل حول علاقته بالنجم العالمى محمد صلاح ولما لا يذهب التوأم لمشاهدة إحدى مباريات ليفربول فى الدورى الإنجليزى لعقد جلسة مع « مو» على الطبيعة والتأكيد أن العلاقة فى العمل حاجة والكلام فى استديوهات التحليل حاجة تانية خالص.

محمد صلاح قيمة فنية كروية عالمية وبالتأكيد النفخ فى نيران الجفاء بين حسام حسن و«مو» سيكون الخاسر فيه كلاهما، ولكن يبقى منتخب مصر بتاريخه ونجومه وقيمته أكبر من العميد أو صلاح نفسه وهذه هى الحقيقة الثابتة من الآخر. 
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة