شعار الناتو
شعار الناتو


الحرب الباردة تعود.. «الناتو» ينقل الصواريخ قرب حدود روسيا

سامح فواز

الأحد، 10 مارس 2024 - 10:51 م

في خطوة تعكس عودة نسائم الحرب الباردة، يعتزم حلف شمال الأطلسي (الناتو) نشر أنظمة صواريخ دفاعية متطورة في دول البلطيق المتاخمة لروسيا، في محاولة لتعزيز قدرات الغرب العسكرية على الحدود الشرقية للحلف وسط تصاعد التوترات مع موسكو على خلفية الحرب في أوكرانيا، ما يهدد بإشعال فتيل صراع جديد بين الكتلتين العسكريتين المتنافستين.

عودة الحرب الباردة 

في تطور خطير يعيد إلى الأذهان ذكريات الحرب الباردة القديمة بين المعسكرين الشرقي والغربي، كشف وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوشاوسكاس، في مؤتمر صحفي، عن تفاصيل نموذج دفاعي جديد يقوم على تناوب نشر أنظمة الدفاع الجوي المتطورة في دول البلطيق الثلاث المتاخمة لروسيا، مؤكدًا أن هذه الأنظمة ستكون جاهزة للعمل في بلاده في وقت لاحق من العام الحالي. 

وجاء هذا القرار الخطير بعد اتفاق دول حلف الناتو على إنشاء نظام دوري لنشر أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة لفترات محددة، وذلك خلال قمة الحلف الصيفية في فيلنيوس العاصمة الليتوانية.

نشر منظومات باتريوت

ورغم عدم كشف أنوشاوسكاس عن هوية الدول الغربية المشاركة في المرحلة الأولى من نشر هذه الأنظمة في ليتوانيا، إلا أنه أكد أن المعدات تشمل أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات الأمريكية المتطورة "باتريوت"، مشيرًا إلى أنها تم توفيرها من قبل حليف أوروبي وليس الولايات المتحدة نفسها. 

وقال الوزير الليتواني لوسائل الإعلام المحلية: "المتوقع أن يكون هذا النظام الدوري ليس حدثًا لمرة واحدة لعدة أشهر فحسب، بل سيغطي جميع أشهر السنة ويعزز بشكل كبير قدراتنا في مجال الدفاع الجوي".

مخاوف متصاعدة

وتأتي هذه الخطوة الاستفزازية في ظل مخاوف متصاعدة لدى العديد من الدول الأوروبية من أن الحرب الروسية الأوكرانية قد تتسبب في نهاية المطاف بنزاع أكبر وأشمل بين موسكو وحلف شمال الأطلسي، حيث اتخذ الأخير سلسلة من الإجراءات العسكرية لتعزيز أنظمته الدفاعية على حدوده الشرقية خلال الأشهر الأخيرة، بما في ذلك إجراء تدريبات عسكرية ضخمة في ربيع هذا العام شارك فيها أكثر من 90 ألف جندي من جميع الدول الـ 32 الأعضاء في الحلف في البلدان المتاخمة لروسيا مثل دول البلطيق وبولندا.

استعداد لأي هجوم روسي

وكانت ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا من أبرز الأصوات داخل حلف الناتو التي نادت بشكل ملح بضرورة استعداد الغرب لأي هجوم روسي محتمل على المنطقة، حيث حذرت الاستخبارات الخارجية الإستونية من احتمال استعداد موسكو للحرب ضد دول عضو في الحلف العسكري خلال العقد المقبل. 

وقد ظلت التوترات مشتعلة بين موسكو والغرب طوال فترة الحرب المستمرة في أوكرانيا التي دعمتها دول حلف الناتو بشكل لا لبس فيه سياسيًا وعسكريًا، حيث لام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفوذ الحلف على حكومة كييف باعتباره أحد الأسباب الرئيسية التي "أجبرت" بلاده على شن الحرب.

كما أكد بوتين مرارًا أن هذا الصراع الدامي الذي دخل عامه الثالث لن ينتهي إلا إذا وافقت أوكرانيا على الحياد وعدم الانضمام إلى أي تحالفات عسكرية كحلف الناتو، في حين اتهمت موسكو بشكل متكرر الغرب بتطويل أمد الحرب ودفع أطرافها إلى طريق مسدود من خلال تعزيز القدرات العسكرية لكييف وتزويدها بأسلحة متطورة، محذرة في الوقت نفسه من أن نشر دول الحلف الأطلسي لقواتها الخاصة للقتال في أوكرانيا سيعتبر "تجاوزًا لخط أحمر" وتصعيدًا خطيرًا قد يؤدي إلى تداعيات لا يحمد عقباها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة