الإثنين، 11 مارس 2024 - 06:50 م

أخطاء التوزيع الموسيقى!!

هو فعل إيجابي ومهم بالتأكيد.. اتساع وتزايد الحفلات والمشاريع الموسيقية، لإعادة إحياء التراث الغنائى بصورة عصرية، وتقديم روائع رواد الطرب والموسيقي، تحديدا إعادة تقديم أغنيات أم كلثوم (واحيانا استنساخ صوت أم كلثوم بالذكاء الإصطناعي)!!... وإعادة تقديم أغانى عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ووردة ومحمد فوزى بتوزيعات جديدة، بهدف الوصول

لصيغة عصرية حديثة، وخلق تواصل مع الأجيال الجديدة.. والسؤال المهم أيضا.. إلى أى حد يضيف التوزيع الموسيقى الجديد والعصرى الى الأغنية التراثية؟.. والى أى حد يفسد اللحن الأصلى ويفسد الذاكرة؟.. سؤال أفزع الجمهور فى حفل مطربة الأوبرا (مى فاروق) بموسم الرياض، عندما قدمت أغنيات لأم كلثوم وعبد الحليم بتوزيعات غربية، اعتمدت موسيقى الجاز والبوب والهيب هوب!!. بإيقاعاتها السريعة الصاخبة.. وآلات النفخ النحاسية.. والـ»دى.جي»   انتهت بانسحاب الجمهور من الحفل، معلنا عن استيائه... ودفع مى فاروق فى الجزء الثانى من الحفل، لإلغاء التوزيعات الجديدة لبقية الأغنيات!!.

وسبق للمطرب محمد الحلو أن رفض غناء (لا مش أنا اللى أبكي) لمحمد عبد الوهاب، فى حفل(١٠٠ سنة غنا) بالأوبرا.. بسبب قيام الموزع الموسيقى بتخفيض طبقة الأغنية بشكل أقرب للطبقة النسائية.. اعتبره الحلو بعيدا وغريبا عن مساحة صوته!!.

وبالتأكيد التوزيع الموسيقي، هو إبداع مضاف للأغنية.. ليس مجرد تدوين اللحن، ولا تحديد السرعة والإيقاع... ليس مجرد توظيف الآلات الموسيقية لخدمة الجمل اللحنية... لكن هو بالأساس إبداع فوق إبداع .. رؤية موسيقية مضافة، تنطلق من ثقافة موسيقية واسعة، ووعى عميق باللحن الأصلي.. رؤية لابد أن تساهم فى إثراء اللحن الأصلي، لا خلخلته ولا تفريغه من روحه الإبداعية.