خالد محمود
خالد محمود


المشهد

مهمة الفخرانى الدرامية فى «عتبات البهجة»

الأخبار

الخميس، 14 مارس 2024 - 05:00 م

المهمة  التى يقوم بها الفنان الكبير يحيى الفخرانى  عبر مسلسل «عتبات البهجة»، صعبة للغاية، لكنها ليست مستحيلة على نجم تعود أن تكون كل أعماله بمثابة حائط صد ضد اليأس والزيف والخداع والانكسار  ومواجهة أشرار المجتمع الجدد الذين يتلونون حسب متطلبات الزمن ..

الفخرانى اختار هذه المرة فى مهمته الإنسانية الدرامية أن يرتدى شخصية «بهجت الأنصارى» رجل ستينى، يمر بأزمة وجودية عميقة تقوده إلى تأملات حول معنى الحياة والبهجة والسعادة، يحاول أن يتعايش مع مفردات العصر الجديد فلم يرتد عباءة الواعظ أو الشخصية المثالية المرفوضة لدى الجيل الجديد، يتحاور بصوت وصورة وبلغته فى الحياة مع  أحفاده، لتتوالى الأحداث فى سياق ممتع وشيق وكم لمسنا مدى صدقه وتلقائيته عندما ظهر كمقدم محتوى يتحدث فى لايف مع جمهوره عن قضايا أراها مهمة تحمل رسائل قوية رغم بساطتها، حول  التحرش بكل ملامحه وتقلبات لغته، عن لحظات السعادة الحقيقة التى علينا اقتناصها دون تحايل، عن أصول التربية والتعليم التى بات لها مفرداتها الجديدة.

فى أحد مشاهد المسلسل دار حوار تحدث فيه مدرس الكيمياء عن فوائد تحفيظ الطلاب معادلات الكيمياء بأغانى المهرجانات، وهو ما دفع بهجت لأن يعلق قائلا: «من المؤسف تحول مادة أساسها العلم والإبداع لمادة حفظ وتنطيط».

المسلسل طاف بنا لمناطق حياتية عديدة محاطة بفلسفة عميقة فى حبكة درامية مميزة وممتعة بفضل تلقائية الفخرانى الجبارة وقدرته على عيش الأحداث على الشاشة وكأنها حقيقة، والرؤية الفنية للمخرج مجدى أبوعميرة، وبالقطع لكون العمل مأخوذا عن رواية الكاتب إبراهيم عبد المجيد تأثير كبير فى سرد تفاصيل عالمه، ونجح وسط هذه التأملات فى طرح أسئلة حول المصير والمكانة، محاولًا فهم سبب شعور الإنسان  الدائم بالفراغ والضياع.

ذهب العمل  مع البطل فى رحلة بين الماضى والحاضر بحثا عن أوقات البهجة والسعادة التى عاشها، وفى مرحلة أخرى بالانغماس فى الأحداث الاجتماعية، ومدى تأثيرها على أفكاره ثم النظر إلى المستقبل والتركيز معه، مُحاولًا التغلب على مشاعره السلبية والبحث عن الأمل مما يجعله وجبة شهية لمحبى هذا النوع من الدراما التى تدعو للتفكير.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة