مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصري

«ذواتا أفنان»

أخبار اليوم

الجمعة، 15 مارس 2024 - 05:39 م

استوقفنى «بوست» نشره الصديق مهندس كيميائى جمال الجزار، على صفحته «فيس بوك»، جاء فيه:

(يقول الدكتور زغلول النجار: كنت أقرأ سورة الرحمن يوما مًا، فسمعنى رجل كبير، فقال لى معلومة جعلتنى أشعر بأنى أقرأ سورة الرحمن لأول مرة، وكأنى لم أقرأها من قبل، هذا الرجل الكبير سألنى سؤالاً، فقال: الله جل جلاله يقول فى سورة الرحمن الآية ٤٦: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾، ويقول فى الآية ٦٢: ﴿وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾، فهذا يعنى أن هناك أربع جنان تنقسم اثنتين/ اثنتين، فما الفرق بينهما؟، فقلت: لا أعرف، قال: سوف أوضح لك، وهنا كانت الصدمة أن هناك فرقًا شاسعًا بينهما.

إن الجنتين الأفضل هما للمُتقى الذى يخاف ربه.. وهما ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾ «الرحمن: 48»، أى تحتوى على شجر كثيف يتخلله الضوء، وهذا منظر بديع جميل يسر النفس والقلب.. والجنتان الأقل منهما ﴿ مُدْهَامَّتَانِ﴾ «الرحمن: 64»، أى تحتوى على شجر كثيف جدًا ولكن لا يتخلله ضوء، أى أن هناك ظلاً كاملاً، فالمنظر أقل جمالًا.

الجنتان للمُتقى ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ «الرحمن: 50»، وماء العيون الجارية هو أنقى ماء ولا يتعكر لأنه يجرى.. والجنتان الأقل منهما ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ﴾ «الرحمن: 66»، أى: فوارتان، يعنى ماء يفور ويخرج من العين لكنه لا يجرى.. وطبعًا قد تتصف العينان اللتان تجريان بأنها أيضًا نضاختان وفوارتان، لكن لا يجوز العكس.

الجنتان للمُتقى ﴿فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ﴾ «الرحمن: 52»، أى، نوعان، رطب ويابس، لا ينقص هذا عن ذلك فى الطيب والحسن.. والجنتان الأقل منهما ﴿فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ﴾ «الرحمن: 68»، يعنى نوع واحد، وهو فى المتعة أقل.

الجنتان للمُتقى ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ﴾ «الرحمن: 54»، تخيل أن هذا وصف البطائن فما بالك بالظواهر؟ وقد جاء عن النبى- أنه قال: ظواهرها نور يتلألأ»، الشجر يدنو له وهو مضطجع يقطف منها جناها، تخيل العظمة أن الشجر يأتى لمكانك وأنت مضطجع تختار وتقطف من ثماره.. أما الجنتان الأقل منهما ﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ﴾ «الرحمن: 76»، وصف الظاهر فلا تعرف عن الباطن شيئًا، وهو أقل من وصف الباطن وترك الظاهر مبهمًا، صاحب الجنتين الأقل قد عمل أعمالًا صالحة، لكنه فى الخلوات أحيانًا قد يعصى الله جل وعلا ظنًا منه أن لا أحد من الناس يراه، فلك أن تتخيل أن ذنوب الخلوات جعلت الفرق الشاسع بينهما فى الجنة.. وقد أجمع العارفون بالله على أن ذنوب الخلوات هى أصل الانتكاسات، وأن عبادات الخفاء هى أصل الثبات، فكن من المتقين وحافظ على خلواتك).. «انتهى البوست».

واتساقًا مع ما تقدم.. فإننا فى شهر رمضان الكريم، ما أروعه من فرصة للتدبر والسعى لفعل الأعمال الصالحات، حتى نكون إلى الله أقرب.. ولنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد، ، حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، أن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، أن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصرهم فى مقاومتهم ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.. واللهم تقبل صيامنا وقيامنا فى رمضان. 

حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادةً، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة