الثلاثاء، 19 مارس 2024 - 04:43 م

لقد شهدت العديد من الدول الاوربية التى تهتم بالمعابر والقناطر على الانهار التى تمر بأرضها وتحافظ على مياهها نقية، ولدينا فى مصر المحروسة قناطرتاريخية على نهرالنيل الخالد، ومنها القناطر المجيدة او الخيرية بمحافظةالقليوبية، والتى كان الغرض منها رفع مستوى الماء وراءها، ولذلك أمرمحمد على باشا فى عام1833بإقامتها، وتم البدء فى تنفيذها بعد عشرسنوات، وبالتحديد فى 12 مايو 1843، وظهر خلال التنفيذ خلل فى بعض عيونها بسبب ضغط المياه.

قبل اكتمال المشروع توفى محمد على باشا، فاستكمله الخديوى عباس حلمى الأول، وقام الخديوى إسماعيل بتقويتها، وظلت التجديدات تتوالى عليها حتى أصبحت القناطرالقديمة وقلعتها معلما اثريا هاما، وتقع فى المنطقة التى يتفرع فيها نهر النيل الساحر لفرعيه رشيد ودمياط، وتتحكم فى تدفق المياه لثلاثة رياحات رئيسية فى الدلتا، هى المنوفى والتوفيقى والبحيرى.

 وفى عام 1939 تم إنشاء قناطرالدلتا الجديدة خلفها، بعد ان اقتصراستخدامها على أغراض المرور، وتتميز القناطر الخيرية بمساحات كبيرة جدا من الحدائق والمتنزهات، وهى من أهم المعابر لوسط الدلتا، وتتميز بجوها النقى ومناظرها الخلابة، كما انها واحدة من أعظم أعمال الرى، فأراضى الوجه البحرى حتى أوائل القرن التاسع عشر كانت تروى بطريقة الحياض، فلا يزرع فيها إلا الزراعات الشتوية، وأراد محمد على تغيير هذا النظام تدريجيا فأخذ فى شق الترع وتطهيرها، وإقامة الجسور، ليضمن توفير مياه الرى معظم السنة، وصارت الترع تروى الأراضى فى غير أوقات الفيضان، وذلك بعد إقامة القناطر والتى توجها بإنشاء القناطر الخيرية، أعظم اعمال الرى نفعا.

وعلى بعد 250 كيلو مترا من القاهرة، تم انشاء قناطر أسيوط على شريان الحياة للمصريين، وهى عبارة عن مجموعة من السدود، قام بتصميمها المهندس البريطانى ويليام ويل كوكس فى عام 1903 لتحويل مياه النيل إلى قناة الإبراهيمية، وبعد انتهاء عمرها الافتراضى تم انشاء قناطر جديدة فى عام 2017.. أما قناطر ديروط فقد تم البدء فى بنائها عام 1869 والانتهاء منها بعد عامين، وعرفت باسم «قناطر التقسيم»، والتى تضم قناطر بحر يوسف، ترع الدلجاوى والساحل والديروطية والموازية لترعة الإبراهيمية، وقنطرة الصرف التى تنقل المياه إلى نهر النيل، وتستعمل للتخفيف..

اما قناطر نجع حمادى فقد اقيمت فى عهد الملك فؤاد الأول، وتم افتتاحها عام 1930للرى الحوضى لـ480 ألف فدان من نجع حمادى وحتى أسيوط  بالمياه الصيفية، وانتهى عمرها الافتراضى، وتم إنشاء قناطر جديدة عام 2008..

وفى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى عام 1908 تم بناء قناطر إسنا عام 1908 للتحكم فى تدفق المياه أثناء فترة الفيضان، وتحسين الملاحة، وضمان استمرارية رى زمام ترعتى أصفون والكلابية، وفى عام 1994 تم بناء قناطرجديدة خلف القديمة لسد الاحتياجات المتزايدة للرى، وتوليد طاقة كهربائية، وإنشاء هويس يسمح بمرور وحدتين ملاحيتين كبيرتين فى وقت واحد.. وللحديث بقية..