د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا


الله أكبر.. صيحة النصر العظيم

محمد حسن البنا

الأربعاء، 20 مارس 2024 - 10:57 م

مصر تحتاج الى أجيال واعية ومدركة لحجم المؤامرات التى تحاك بها وبالشعب العظيم 

أمس رن فى أذنى صيحة العبور «الله أكبر»، لنتذكر معا نصر العاشر من رمضان الموافق 6 أكتوبر عام 1973. هذا النصر العظيم على العدو الصهيونى الذى كان يحتل أرضنا حتى الضفة الشرقية لقناة السويس. هذا النصر الذى أعاد لنا الأرض والعرض. هذا النصر الذى أعاد لنا وللأمة العربية الكرامة والعزة. هذا النصر الذى تبعه السلام.

هذا النصر الذى نستلهم منه البناء والتنمية لربوع أرضنا الغالية. هذا النصر الذى نستلهم القيم والأخلاق التى نربى عليها أجيالنا. تحية للقوات المسلحة المصرية التى قهرت المستحيل يوم العبور العظيم. تحية لكل شهيد ولكل قطرة دم سالت على أرض مصر لتحقق هذا العبور العظيم. شكرا لله سبحانه وتعالى الذى أمدنا بمدده العظيم، وألهم الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، وقادة حرب أكتوبر ليتم هذا النصر المبين.

الأجيال الجديدة

وبهذه المناسبة العظيمة، أتمنى أن نفيق إلى أجيالنا الجديدة. وأن يستلهم الآباء والأمهات روح وقيم النصر العظيم فى العاشر من رمضان المبارك وأكتوبر العظيم فى تربية الأبناء. لدينا ذخيرة ضخمة من قصص أبطال النصر، وقصص الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أن نعيش نحن. ولدينا العديد من الوثائق التى نشرتها قواتنا المسلحة عن نصر أكتوبر المجيد. ولدى كتاب الدراما الكثير من القصص الملهمة لأعمال سينمائية وأفلام و مسلسلات تخلد العبور العظيم. مصر تحتاج أجيالا واعية ومدركة لحجم المؤامرات التى تحاك بها وبالشعب العظيم.

تحتاج إلى فهم عميق لأهمية وجود مصر القوية، مصر القيم، مصر الأخلاقيات والمبادئ. نحن نعيش وسط عالم تموج فيه الصراعات الدولية، وتهوى فيه الدول القوية السيطرة على الأخرى الضعيفة. لهذا من المهم أن ندرك ما يدبر للدولة المصرية من مؤامرات لتخريبها وإسكات صوتها. الأشرار يحاولون ضرب القوة الناعمة المصرية، ويسعون إلى تخريب الأجيال القادمة. لهذا أشد على يد الرئيس عبد الفتاح السيسى وخطته للاهتمام بالأجيال القادمة التى تحمل المسئولية فى المستقبل.

ولا أنسى التنويه إلى الرسالة المهمة للقارئ العزيز هانى صيام بهذه المناسبة، والتى يقول فيها: أتطلع بشغف بالغ إلى إشراقة شمس ذلك اليوم الذى يشهد إبرام (بروتوكول تعاون) بين التليفزيون المصرى وإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، يحصل الطرف الأول بمقتضاه على نسخة من إنتاج الطرف الثانى من الأفلام التسجيلية التى ترصد أمجاد العسكرية المصرية وتروى سير أبطال وطننا المفدى مثل فيلم (ويبقى الأثر)- الذى شاهده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى إطار مراسم الاحتفال بيوم الشهيد- ليقوم التليفزيون بوضعها على خريطة برامجه تمهيدا لعرضها تباعا على الشاشة الصغيرة من حين لآخر وتحديدا فى إطار الاحتفالات بأعيادنا الوطنية ومناسباتنا القومية مما سيكون له أكبر الأثر فى إذكاء روح الوطنية وتوطيد دعائم الإنتماء فى نفوس المواطنين على اختلاف أعمارهم وتعزيز جينات البطولة فى نفوس الشباب المصرى وترسيخ مفاهيم التضحية والفداء من أجل غاية كريمة ومقصد رفيع من خلال إتاحة الفرصة لجمهور المشاهدين للإطلاع على صفحات مضيئة من تاريخ الوطن تزخر بأحداث عظيمة تبعث على الفخر كما يعد بث هذه النوعية رفيعة المستوى من الأفلام التسجيلية بمنزلة احتفال قومى واسع النطاق لتأبين شهداء الوطن تخليدا لذكراهم العطرة واحتفاء بما قدموه لبلادهم من أجل رفع راياتها عالية خفاقة وإن كان الثمن حياتهم!! تأفل شمس الأبطال يوما و(يبقى الأثر) دائما وأبدا ماثلا بالأذهان حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

التيك توك!

خناقة عالمية كبيرة بين الصين «صاحبة منصة التيك توك» والولايات المتحدة الأمريكية، انتهت إلى قرار من البرلمان بحظر تيك توك. وتهديد صينى باتخاذ إجراءات مضادة!.

تيك توك تطبيق إليكترونى غزا العالم وفطنت أمريكا أنه يؤثر على أجيالها. ومازال يهدد العالم بما يحمل محتواه من قيم مختلفة، ونشر للإباحية. ومن المهم أن تكون لدينا رقابة ما على محتواه. ويكفى أن أدلل على الحروب الإليكترونية التى تستهدف الأطفال والمراهقين والشباب بما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية مؤخرا.

تحقيق موسع عن شبكات دولية من المجرمين تفترس الأطفال والقصر عبر الإنترنت. وذكرت أن 36 مليون طفل أمريكى مستهدف، لهذا سارع الكونجرس الأمريكى ببحث كيفية مواجهة هذا الخطر القادم إليهم عبر شبكات الإنترنت. واستمع فى جلسة مهمة لرأى أصحاب شبكات التواصل الاجتماعى.

أشارت «واشنطن بوست» إلى أن هناك شبكات دولية تقوم بهجمات سيبرانية، تحمل رقم 764، يديرها مجموعة من المجرمين، تسعى لابتزاز الأطفال والقصر حول العالم. وتم رصدها من خلال مكتب التحقيقات الفيدرالى. حيث تبين أنها تعمل خلسة وراء شاشة الإنترنت لاستدراج الضحايا، تستهدف افتراس الأطفال والقصر.

وتعمل على جمع الأموال ونشر المحتويات الإباحية، وتمجيد الوحشية، وتشويه حياة الضحايا ودفعهم نحو الانتحار. بدأت مخاطرها فى السيطرة بالمظاهر السادية على الأطفال من خلال تطبيقات ممكن أن تكون مغلقة، مثل «روبلوكس وتيليجرام وديسكورد» بعد تضييق الخناق على تطبيق «الحوت الأزرق». قائمة الضحايا تشمل الأطفال الذين يعانون من الانعزالية والاضطرابات النفسية والميل للعنف.

إذا كان هذا فى أمريكا فما بالنا بما يهدد مخاطر أطفال مصر. نحن نحتاج إلى عودة الأب والأم إلى الأبناء وعودة المسجد والكنيسة والمدرسة إلى دورها فى التربية والتوجيه والتعليم، وعودة وزارات الثقافة والإعلام والشباب والرياضة إلى دورها فى التوعية والتقويم للأجيال التى نأمل أن تتحمل المسئولية فى المستقبل. ولا ننسى ما تقوم به قواتنا المسلحة والشرطة فى تقديم أجيال عديدة تحمل راية المستقبل لمصر.

جريمة أمريكية !

نشرت مجلة «لوبوان» الفرنسية قصة «قنبلة المثلية» التى وضع الجيش الأمريكى تصورا لها قبل عقود ومهمتها تحويل جيش العدو إلى مجموعة من الراغبين بشدة بممارسة الجنس فيتحولون بذلك إلى شواذ. أشارت المجلة إلى أن شعار «مارسوا الحب وليس الحرب» لم يكن مناسبا جدا فى هذه الحالة التى نتحدث فيها عن مثل هذه القنبلة.

ولفتت إلى أن المهندسين العسكريين الأمريكيين فكروا بصورة جدية فى تصنيع قنبلة كانت ستؤدى بمجرد إسقاطها إلى تحويل الآلاف من الأشخاص إلى مثليين: «قنبلة المثليين». يرجع تاريخ الفكرة إلى وثيقة صدرت عام 1994 وتحمل اسم «المضايقة والإزعاج» و»تحديد المواد الكيميائية» الخاصة بـ»الرجل السيئ».

وجاء فى النص الذى أعده المهندسون أنه مطلوب لإنتاج وتطوير هذا السلاح مبلغا وقدره 7,5 مليون دولار. يوضح مهندسو المختبر أن «المثال غير السار، ولكن غير المميت، قد يكون المنشطات القوية، خاصة إذا كانت المادة الكيميائية تسبب أيضا «سلوكا مثليا». «الهدف هو تطوير نوع من جرعة الحب القوية» على حد تعبيرهم.

وبمجرد إسقاط القنبلة، ينجذب جنود العدو جنسيا لبعضهم البعض. والنتيجة : «لن يعودوا لشن الحرب، بل سيحبون بعضهم فقط».

تقول المجلة الفرنسية: كانت هناك فكرة قنبلة تجذب الحشرات والمخلوقات الضارة إلى موقع العدو وجعل هذه المخلوقات عدوانية وابتكار آخر يقدم «منتجات كيميائية» تترك آثارا كبيرة ولكنها غير مميتة على البشر.

واعترف البنتاجون أنه اطلع على هذه المشاريع. تقول منظمة «صن شاين بروجكت» غير الحكومية التى تحارب إساءة استخدام التكنولوجيا الحيوية العسكرية، إن البنتاجون «قدم الاقتراح إلى أعلى هيئة مراجعة علمية فى البلاد للنظر فيه». ولكن المشروع لم يبصر النور فى نهاية المطاف.

وحتى ندرك حجم المخاطر من قنبلة المثلية، أنقل لكم تقريراً آخر نشرته الصحيفة الشهيرة «ديلى ميل» تقول: أطلق خبراء تحذيرا مقلقا من الارتفاع الكبير فى حالات انتشار البكتيريا الخارقة عن طريق الجنس بين الرجال المثليين ومزدوجى الجنس.

والتى تنتشر عادة عن طريق ممارسة الجنس الشرجى، ويمكن أن ينتقل أيضا عن طريق الأيدى غير المغسولة، إذا تناول شخص ما طعاما ملوثا بالبكتيريا.

إسماعيل يونس

ربما لا يذكره الجيل الجديد، لكنه علامة من العلامات المضيئة فى عالم الفكر والصحافة. كان صاحب رؤية صحفية متميزة عن أقرانه، وصاحب رأى وفكر مستقل. كنا نطلق عليه تعبير مجازى أنه «أسطى» فى مهنة الصحافة. ربما لم يأخذ حقه حيا وميتا. لكنه لا ينسى. تعلمت على يديه الكثير والكثير من أسرار المهنة، فقد كان صاحب أسلوب ممتع وسهل، يصل إلى القارئ على اختلاف ثقافته.

إسماعيل يونس بدأ محررا بالحوادث والقضايا بمعشوقتنا «الأخبار» كان يعتمد عليه قادة الجريدة الحمامصى وموسى صبرى وأحمد زين فى تغطية الحوادث والقضايا الكبرى. ثم أصبح محررا برلمانيا متميزا بلقطاته البرلمانية، صاحب مقال شهير «تحت القبة».

كان يميل إلى الفكر الناصرى، وهو ما سبب له الإبعاد عن قيادة الجريدة فى وقت الرئيس السادات، إضافة إلى أنه كان شقيق أحمد يونس رئيس الاتحاد التعاونى السابق وصاحب القضية الشهيرة أيام حكم السادات، وشقيق الكاتب والمفكر اليسارى إبراهيم يونس، رحمهم الله. تميز إسماعيل يونس بعشقه لنادى الزمالك وقد رأس تحرير مجلة الزمالك فى عهدها الذهبى، واختارنى ـ رغم أهلويتى ـ مديرا لتحريرها لسبب وحيد أنه يفضل الحرفية والمهنية على الانتماء!.

أتذكر الآن إسماعيل يونس الكاتب الشهير بجريدة «الأخبار» وصاحب «اليوميات» المتميزة، والذى كان مدرسة صحفية عشقها القارئ. وتتلمذ على يديه الكثير من الصحفيين الذين تولوا قيادة الصحف بعد ذلك.

أتمنى من نقابة الصحفيين أن تتذكره كرائد من رواد مهنتنا المظلومة. لقد أصيب بجلطة فى المخ فى أواخر عمره وظل فى بيته فى شبه غيبوبة قرابة الخمس سنوات حتى توفاه الله. رحم الله أستاذنا إسماعيل يونس.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة