د. سارة الذهبى
د. سارة الذهبى


يوميات الاخبار

آباء فى عيون أبنائهم

الأخبار

السبت، 23 مارس 2024 - 08:53 م

فى أوقات لازم الأهالى يكون لها وقفة وتصدر قرارات وتقول لأ بقوة، عشان ولادهم يتعلموا ان ليهم كبير وان الدنيا مش سايبة وكل تصرف فى الدنيا له عواقب وتبعات

سألت نفسك قبل كده: هما ولادى شايفينى ازاى؟ 

شايفينى أب بيدعمهم؟ أُم قريبة منهم؟ والا أهل متعنتين وبُعاد عنهم؟

كلنا كأهالى بنشتكى من ولادنا.. 

ونشتكى من صعوبات التربية، لكن هل جربنا نشوف نفسنا فى عيون أولادنا..

هل اهتمينا نعرف هما شايفيننا ازاي؟ وبيقولنا علينا ايه بينهم وبين نفسهم؟ 

تخيلوا ان أساس المشاكل وصعوبات التربية فى أحيان كتير بيكون نابع من الأهالى نفسهم، وللأسف بنلوم ولادنا رغم ان أحياناً احنا اللى بنكون سبب الضغط والتوتر فى العلاقة..

ولتوضيح كلامى، تعالوا نعرف ايه هم أنواع الأهالى ومنها هتوضحلك الصورة بشكل أكبر..

النوع الأول:

الأهالى اللى بتسعى للكمال 

..أهالى لا تقبل الا بكل حاجة صح بلا أخطاء.. والنوع ده بيجهد أولاده جداً من كتر الطلبات ورفع سقف التوقعات.. هتشوفهم فى الأهالى اللى ولادهم مينفعش يغلطوا مهما كان سنهم وبيحاسبوهم على الصغيرة قبل الكبيرة. 

يبقى طفل صغير جداً ومينفعش يشخبط على حيطة.. مينفعش يبوظ لعبة.. مفيش أى مساحة للغلط لأى شخص فى البيت..

النوع الثاني:

أهالى محركها الأساسى إرضاء من حولهم

مهتمين جداً ان علاقتهم تكون قوية جداً بأولادهم.. هدفهم اسعادهم مهما كان الثمن ومهما كان ده بيضغطهم.. بيهملوا فى نفسهم وفى حقوقهم وأهم حاجة عندهم تحقيق طلبات أولادهم حتى لو مش فى مصلحتهم وحتى لو هتفسدهم من فرط التدليل.. 

والنوع ده بيتعب جداً فى حياته، ويعتبر مُريح جداً لأولاده لإنه عايش يحقق رغباتهم ولكن بيئذيهم ان مفيش طلب بيتقال عليه لأ وده بيأثر بالسلب على شخصيتهم وحياتهم طول عمرهم.

النوع الثالث:

أهالى ترغب فى التفرُد

عايزين ولادهم متفردين فى الرياضة، فى العلم، فى الفن.. المهم ان ولادهم يوصلوا لنجاح محدش وصله لا قبلهم ولا بعدهم.. ودول الأهل اللى مينفعش ابنهم يتفوق وبس، لازم يطلع الأول على الجمهورية.. مينفعش بنتهم تاخد ميدالية ذهبية، لازم توصل للأولمبياد.. وأكيد انتوا متخيلين الضغط اللى بيقع على ولادهم خصوصأ لو اهتماماتهم مختلفة عن أهاليهم .. هما عايشين يحققوا حلم أهاليهم مش حلمهم هما وده فيه ظلم كبير للأولاد وبيخلق خلافات لا حصر لها.

النوع الرابع:

المُفكر 

أهم حاجة فى حياتهم ان ولادهم يذاكروا ويقرأوا ويتعلموا وبيهملوا أى تفاصيل تانية تخص ولادهم.. يعنى لو الابن عنده موهبة محدش بيهتم بيها ولا يعيرها اهتمام لإن الأهم المذاكرة وبس، وأى حاجة تانى تضييع للوقت..النوع ده ولاده لازم يطلعوا دكاترة زى باباهم، أو مهندسين زى أعمامه.. أهم حاجة التعليم اللى هما شايفينه صح ومناسب للأولاد من وجهة نظرهم هما، بغض النظر عن ولادهم عايزين ايه أو نفسهم يدرسوا ايه.. حتى لو متفوقين فيه..

النوع الخامس:

مُحبى المغامرة 

أهالى بتحب المغامرة والحرية.. بيعطوا ولادهم مساحات كبيرة من الاستقلالية بشكل مبالغ فيه ممكن يضرهم.. يسمحوا للولاد تسافر من غير ما يعرفوا باقى التفاصيل، مسافرين مع مين وهتقعدوا فين وهتعملوا ايه؟ كل دع مش مهم بالنسبالهم، مش بيتابعوا معاهم الأحداث ظناً منهم ان ولادهم محتاجين يعتمدوا على نفسهم ويستقلوا بذاتهم.. ودى مهارة مهمة جداً المفروض الأبناء يكتسبوها ولكن استخدامها فى المطلق بيعلم الولاد الاستهتار، ان قراراتهم من دماغهم حتى لو غلط ومش مدروسة، بيحسوا ان مفيش أهل فى ضهرهم يدعموهم أو يوجهوهم..

النوع السادس:

الأهالى المتحكمة 

بيتحكموا فى كل حاجة تخص ولادهم.. كإن أولادهم روبوت.. هما دول الأهالى اللى بيمنعوا ولادهم يعيطوا عشان مفيش رجالة بتعيط حتى لو كانوا لسه أطفال..

هما دول الأهالى اللى ولادهم مش بيتحركوا حركة الا بإذنهم طول عمرهم.. ميقدرش يتجوز الا اللى أهله اختاروهالوه، ولا يقدر يعيش الا فى بيت العيلة.. ولا يقدر يسافر عشان يبنى مستقبله لإن مش مسموح له يبعد عن أبوه وأمه، لإن حياته كلها ملك أهله يتصرفوا فيها كيفما شاءوا.. 

النوع السابع:

المُسالم 

مش عايزين مشاكل من أى نوع لا مع ولادهم ولا مع شريك حياتهم.. بيكبروا دماغهم عن كل حاجة.. لدرجة سلبية ومؤذية.. فاكرين ان ده سلام ولكنه سلام زائف.. بيفقد فيه الأهل دور الدعم والسند لأولادهم فا للأسف الأبناء بيبحثوا عن أشخاص خارجية تلعب الدور ده وممكن للأسف يستغلوا اختفاء دور الأهل ويجذبوا الأبناء لسكة غلط .. سكة اللى يروح ميرجعش.

النوع الثامن:

صاحب الولاء

النوع ده من الأهل أهم حاجة عندهم العيلة ولكن بدرجة مبالغ فيها.. لدرجة ممكن تعمل مشاكل وصراعات، يشبهوا النوع المتحكم السابق ذكره.. هتلاقى عندهم تحكمات وكلها لصالح العيلة مش لصالح الأبناء..

وللعلم الأهالى قليل لما يكونوا نوع واحد فقط من الأنواع السابقة، غالباً بيلعبوا كذا دور مع بعض.. على حسب مراحل أبنائهم العمرية وحسب الظروف المحيطة..

والنوع المثالى هو النوع الوسطي.. وده النوع الأصعب..

يهتم بأولاده ويكونوا أولوية بدون تدليل مفرط.. يستجيبوا لطلبات أولادهم فى أحيان ويرفضوها فى أحيان أخرى مع ابداء الأسباب - ليس اعتراض من أجل الاعتراض. 

يهتموا بتعليم ولادهم ولكن لا يجبروهم على مسار محدد فى الدراسة، لإن ولادنا متخلقوش عشان يحققوا أحلامنا اللى مقدرناش نحققها ولا اتخلقوا عشان يكونوا استنساخ مننا.. ولادنا ليهم شخصية وهوية مستقلة ولازم نحترم قراراتهم ونوجههم اذا احتاجوا رأينا..

جميل نعلم ولادنا الاستقلالية لكن مينفعش نسيب الحبل على الغارب.. لازم يكون فى رقابة وحوار ونقاش مفتوح بين الأهل وأبنائهم، حوار قائم على الاقناع والاستماع مش مجرد اصدار أوامر بدون فهم أو ابداء أسباب.. الطريقة دى يا هتربى أولاد بيكذبوا وبيخبوا على أهاليهم لانهم زهقوا من الأوامر والخناقات، يا هتربى أولاد بلا رأى وبلا شخصية، بينفذوا الأوامر عميانى وبيفقدوا القدرة على اتخاذ أى قرارات فى حياتهم بعد كده..

جميل ان أولادكم يتربوا ان العيلة قيمتها كبيرة ولازم يحترموها ويضعوها أولوية ولكن مينفعش بسبب حبنا للعيلة مستقبلنا يتعطّل أو نضيّع فرص فى حياتنا عشان مينفعش نسافر ونسيب العيلة رغم ان مفيش ظروف تمنع السفر..

جميل اننا نحاول كأهالى نقلل الخلافات قد ما نقدر بس مينفعش نتحاشاه فى المطلق ونكبّر دماغنا وندّعى ان ده سلام وعلاقة صحية مع أولادنا.. فى أوقات لازم الأهالى يكون لها وقفة وتصدر قرارات وتقول لأ بقوة، عشان ولادهم يتعلموا ان ليهم كبير وان الدنيا مش سايبة وكل تصرف فى الدنيا له عواقب وتبعات..

جميل ان ولادك يلعبوا رياضة لكن مش لازم يبقوا أبطال بالعافية فى رياضة مش بيحبوها.. ولو محققوش فيها التقدم اللى بتحلموا بيه تلوموهم وتوصموهم بالفشل..

اليوميات النهارده هدفنا اننا نعرف ان مش دايماً الخلافات بتكون بسبب أولادنا، ساعات بدون قصد احنا كأهالى بنتصرف غلط وبنضغط ولادنا وبنجبرهم على وضع مش مناسب بالنسبة لهم.. ساعات بنطلب من ولادنا يكونوا استنساخ لينا وده مش من حقنا وبنلوم عليهم لو محققوش أحلامنا الشخصية ولا نسمح انهم يعيشوا أحلامهم هما..

كلنا هنتغير لما نتعامل مع ولادنا بالطريقة اللى كنا نتمنى ان أهلنا يتعاملوا بيها معانا من واحنا صغيرين.. ساعتها هنحس بيهم وهنقرب منهم وهنشوف نفسنا فى عيونهم بجد..
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة