عبد الرحيم كمال
عبد الرحيم كمال


عبد الرحيم كمال: قرأت أكثر من 50 كتاباً قبل كتابة «الحشاشين»

رانيا الزاهد

السبت، 23 مارس 2024 - 09:37 م

«جزيرة غمام».. «القاهرة كابول».. «ونوس».. «الخواجة عبد القادر».. «شيخ العرب همام».. قائمة طويلة من الأعمال الخالدة فى ذاكرة الدراما المصرية ليس لجودتها الفنية والدرامية فقط بل لأهميتها الاجتماعية والسياسية أيضاً، فلا يفصل كاتبنا الكبير نفسه عن واقع مجتمعه ولا القضايا التى تشغله، بل يبلورها فى قوالب وشخصيات درامية ساحرة تلمس قلوب المشاهدين وتجذبهم للعمل حتى يشتبكوا مع كل تفاصيله كما حدث مع مسلسل «الحشاشين» للكاتب الكبير عبد الرحيم كمال.

أثار المسلسل حالة من الجدل والحراك الصحى بين الجمهور الذى بدأ يبحث ويقرأ عن شخصية قدمها عبد الرحيم كمال وفق رؤيته الخاصة مستندا لوقائع تاريخية. فى الحوار التالى يكشف الكاتب الكبير عبد الرحيم كمال لـ»أخبار اليوم» كواليس التحضير للمسلسل ورؤيته لاستخدام اللهجة العامية والتعاون مع الشركة المتحدة وكريم عبد العزيز وبيتر ميمى فى السطور التالية..

فى البداية حدثنا كيف بدأ مشروع مسلسل الحشاشين حتى اصبح حقيقة وواقعا يشيد به الجمهور المصرى والعربي؟

الحشاشين هو الحلم الذى حلمت به منذ 12 عاما وتحقق بفضل الله وسعادتى به لا توصف ليس لتحقيق هذا الحلم فقط ولكن لانه عمل فنى يليق باسم مصر ونجوم مصر والجمهور المصرى والعربي، لأن مصر تمتلك مبدعين فى جميع المجالات قادرين على صناعة عمل فنى تاريخى بجودة عالية، واستغرقت أكثر من عام فى كتابته واستطاع كل أفراد العمل إظهاره وتقديمه للجمهور على الشاشة بقيادة المخرج المبدع بيتر ميمي، فكل شخص اجتهد فى موقعه سواء على مستوى التصوير او الملابس او الديكور او الموسيقى وصولا لنجوم وأبطال العمل، وبالطبع احب ان أوجه الشكر لكريم عبد العزيز فهو نجم ليس له نظير ولا مثيل فى اتقانه للشخصية وخروجه بحسن الصباح على هذا النحو من الكمال، وبالطبع اوجه جزيل الشكر للشركة المتحدة للخدمات الاعلامية وشركة سينرجى على دعمهم الكامل لهذا المشروع وخروجه بهذا الشكل المشرف الذى يليق باسم مصر.

اقرأ أيضاً| عبد الرحيم كمال يكشف الطريقة التي اعتمدها أثناء كتابة "الحشاشين" | خاص

حسن الصباح استخدم الدين فى التأثير على الناس كيف استطعت خلق توازن بين إظهار الشر الكامن فى نفسه دون وقوع المشاهد فى فخ التعاطف معه؟
هذا الأمر امر بالغ الصعوبة والتعقيد فعلا خاصة ان من يقدم الشخصية هو الفنان كريم عبدالعزيز صاحب الرصيد الأكبر من المحبة والوجه البشوش والنجومية الطاغية ورسم الشخصية اى شخصية دراميا فى ظنى يجب ان يكون ليس عبر حكم صارم من المؤلف عليها ولكن الحكم يكون للجمهور وحسن الصباح فى النهاية مؤمن ايمانا حقيقيا بما يفعل ومؤمناً بشكل يصل للتجرد احيانا من اجل الوصول لحلمه المجنون ولكن الحلم المنحرف يبدو ايضا منذ اللحظات الاولى وخلف هذا الوجه الجميل الهادئ المطمئن يقبع شيطان مخيف همس منذ المشاهد الاولى فى الحلقة الاولى لزيد بن سيحون حينما سأله وماذا نفعل مع المؤذن الذى كشف شخصية ابن سيحون همس له همسة مبتسمة مع نظرة كلها تواضع وطيبة وقال: «نقتله». ومن هنا بدأت الشخصية وأصبحنا نمشى معا على حبل الدراما فيؤمن بها شباب القلعة ويكفر بها المشاهد.

المسلسل تعود احداثه لأكثر من ١٠٠٠ عام كيف استطعت صياغة هذه الاحداث بأسلوب بسيط يستطيع المشاهد التفاعل معه؟ 
صحيح هو من ١٠٠ سنة لكنه أخذ من عمرى أيضا ١٢ سنة وقرأت اكثر من خمسين كتابا متنوعا ليس عن الحشاشين فقط وحسن الصباح ولكن عن عصر بأكمله تاريخه وآدابه وفنونه وشخصياته وأبطاله وأباطيله هو عصر به زخم وتنوع مذهل ثم اتخذت قرارى أن يكون من وحى التاريخ وأن احترم التاريخ رغم تناقض المصادر وأصوغه وفق خيالى ومهنتى كدراماتورج فى صدق فنى استقر عليه ضميرى من كل القراءات التى قمت بها وبعد جهد كبير فى البحث ليكون دراما شيقة حية يتابعها الجمهور المعاصر من المحيط للخليج.

هل استخدام اللغة العامية المصرية جزء من رؤيتك لتبسيط الاحداث للمشاهد؟
اختيار اللغة العامية المصرية جاء بعد نقاش مع المخرج الموهوب اللماح بيتر ميمى واستقر رأينا على العامية المصرية وهى عامية فصيحة تخاطب جمهوراً عربياً ومصرياً ممتد يتجاوز الـ٤٥٠ مليون إنسان ولو كتبت بالفصحى لكان ذلك هو الاختيار الأسهل لى فانا والحمد لله قادر على ذلك ولى تاريخ طويل مع اللغة العربية الفصحى ادبا ودراما فقد كتبت الروايات والقصص القصيرة والمسرح وأكثر من ١٤ كتابا منشورا ودراما سابقة بالفصحى وأملك ناصيتها فى وقت ندر فيه ذلك ولكننى اخترت اللهجة المصرية العربية لقربها كوسيط وواقعيتها وبساطتها فى موضوع يكفيه ما فيه من تشابك وتعقيد.

هل اعتمدت خلال كتابة السيناريو على الاحداث الموثقة تاريخيا أم اعتمدت على الأسلوب الحر فى خلق دراما مستوحاة من احداث تاريخية؟ 
احترام التاريخ واجب والالتزام التام به مستحيل والعمل من وحى التاريخ وهناك اكثر من تاريخ كتبه بشر ليس كتابا مقدسا لكنه تاريخ متعدد مليء بالأغراض فمنهم من جعل حسن الصباح شيطانا ومنهم من جعله الها ومنه من جعل اتباعه فدائيين ثوارا مقاومين ومنهم من جعلهم مجرمين وهكذا التناقض فى كل شيء وفى كل تفصيلة فى ذلك العصر البعيد المتشابك المصالح وبعد احترام المصادر المتعددة المتناقضة يأتى خيال وضمير وروح ورؤية الكاتب وحرفيته ومهمته كصائغ دراما مادته التاريخ ولذا كتبنا من وحى التاريخ ووحى التاريخ هو الفن ذاته فالفنان يسير على الحبل بين احترام التاريخ كصياغة ومناخ وإطار ومعنى وبين صياغة الفن والخيال والسرد وطريق صنع حكاية تعرض على الجمهور وتمتعهم وتسليهم ايضا والالتزام الحرفى بالتاريخ ليس فقط مستحيلا لكن يخلق فنا ميتا ايضا والالتزام بالخيال فقط واهمال التاريخ يخلق فنا كاذبا والموازنة والتوازن الدقيق هو الفن وذلك ما صنعناه مع ذلك العمل الذى نفخر به جميعا وهو « الحشاشين».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة