الأربعاء، 27 مارس 2024 - 07:57 م

اقترب العدوان الإسرائيلى على غزة من تجاوز الستة أشهر.. ليسجل بذلك أحد أطول الصراعات غير المتكافئة وأكثرها دموية وتدميراً التى يشهدها العالم.

هذا العدوان الذى شهد ارتكاب الاحتلال الإسرائيلى للعديد من الجرائم الوحشية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، بل شهد ارتكاب الاحتلال لجميع أنواع الجرائم تحت مرأى ومسمع العالم أجمع وبرعاية أمريكية كاملة.

هذا العدوان أدى إلى استشهاد الآلاف من الأطفال والنساء والرجال،.. ووفقاً لما أعلنته وزارة الصحة فى غزة من ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 32414 شهيداً و74787 مصاباً منذ أكتوبر الماضى.

رغم كل ذلك ورغم طول مدة الحرب إلا أن مجلس الأمن فشل على مدار الستة أشهر الماضية فى إصدار قرار بوقف العدوان الإسرائيلى على غزة، ولم يتمكن من تمرير مثل هذا القرار حتى لمجرد اعتبارات إنسانية.

ويرجع فشل المجلس فى إصدار القرار رغم مناقشته 7 مرات فى 7 اجتماعات، عندما تقدم بالمقترح عدد من الدول الأعضاء.. ولكن كان يحول دون إصدار القرار استخدام الجانب الأمريكى حق "الـڤيتو" فى عدم صدور القرار.. وهو النهج الذى ارتكنت إليه إسرائيل منذ العدوان الإسرائيلى على غزة فى أكتوبر الماضى.

إلا أنه أخيراً أو تحديداً يوم الاثنين الماضى نجح مجلس الأمن فى تبنى قرار بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة خلال شهر رمضان.

ليتبادر إلى الأذهان الأسئلة.. لماذا الآن؟ هل تغير الموقف الأمريكى الداعم لإسرائيل؟.. لماذا امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت فى مجلس الأمن الدولى لتمرير قرار بوقف فورى لإطلاق النار فى غزة والإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع الرهائن.. خاصة أن الموقف الأمريكى الأخير مثل صدمة غير متوقعة لنتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى؟.

فى الحقيقة واشنطن لم تتركنا كثيراً فى حيرة من أمرنا.. وخرجت التصريحات تؤكد أن امتناعها عن التصويت لا يعنى تغييراً فى موقفها السياسى الداعم لإسرائيل.. ولكنها ترى أن إسرائيل بما ترتكبه من جرائم لم يسبق لها مثيل فى إبادة البشر تفقد الدعم الدولى، وأنه على إسرائيل أن تنجز الأمر.. وأن تكون حذرة لأنها تخسر الكثير من العالم.

على أية حال ومهما كانت الأسباب وراء الموقف الأمريكى سواء كان تكتيكياً لصالح إسرائيل بالطبع، أم أنه مجرد غمضة عين أو غفوة لتبييض وجهها أمام العالم.. خاصة أن أمريكا هى القائمة على حقوق الإنسان فى العالم.. فإنه يجب الضغط بكل قوة لتنفيذ القرار بشكل فورى بموجب القانون الدولى.. مع توسيع نطاق تدفق المساعدات الإنسانية للمدنيين فى قطاع غزة بأكمله وتعزيز حمايتهم. وليكون القرار بداية لتحمل المجتمع الدولى مسئوليته تجاه وقف العدوان على المدنيين فى غزة وحمياتهم.. خاصة أن الوضح أصبح يمثل كارثة إنسانية.

وخطوة على الطريق لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى وتمكينه من الحصول على حقوقه فى العيش بأمن وسلام.