محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

أمريكا.. ومجلس الأمن

محمد بركات

الخميس، 28 مارس 2024 - 07:32 م

تمخض مجلس الأمن الدولى فولد قرارًا دوليًا ينص على الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة،..، ولكن مضت عدة أيام «ولا حس ولا خبر».. بمعنى لم يتم توقف لإطلاق النار، ولم تتوقف المذابح الإسرائيلية الجارى تنفيذها ضد أهالى غزة وخاصة النساء والأطفال والشيوخ،..، ولم تتوقف حرب الإبادة الممنهجة على الفلسطينيين.

المثير للانتباه بقوة هو أن أحدا من الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن، وهى أمريكا وإنجلترا وفرنسا وروسيا والصين، لم يسأل لماذا لم يتم تنفيذ القرار حتى الآن، اتساقا مع كلمة «فورًا» التى تضمنها النص الذى صيغ به القرار.

أما الأكثر إثارة،..، ليس للانتباه فقط.. بل إثارة للأسف البالغ، فهو أنه على الرغم من أن العالم كله يعلم أن قرارات مجلس الأمن، هى تعبير عن الإرادة الجمعية للمجتمع الدولي، وبالتالى فهى قرارات ملزمة وواجبة التنفيذ،..، إلا أن إسرائيل ترفض التنفيذ وتدعى إن القرار غير ملزم، لأنه صدر فى إطار البند أو الفصل السادس لمجلس الأمن.

وإذا كان من الطبيعى أو المتوقع أن تدعى إسرائيل هذا الادعاء، نظرا لكونها اعتادت على عدم الالتزام بالقرارات الدولية باعتبارها محمية أمريكية.
وليس هناك من يستطيع إجبارها أو الضغط عليها لتنفيذ ما لا تريد تنفيذه، فى ظل الحماية الأمريكية التى تمنعها من المساءلة أو العقاب.

إلا أن ما هو غير طبيعى ولا مقبول أن تقوم الولايات المتحدة نفسها بالادعاء، بأن قرار مجلس الأمن غير ملزم، وذلك خلال محاولتها احتواء الغضب الإسرائيلى العارم بعد إصدار القرار وعدم استخدام أمريكا «للفيتو» لحقها فى النقض لوقف إصداره، حيث ذكرت عدة تصريحات أمريكية بأنه لا مبرر لثورة الغضب الإسرائيلية لأن القرار غير ملزم،..، وهو ما لا يصح ولا يقبل من دولة كبري، لأنه يعنى التقليل من شأن المجلس وقراراته.

ولعلى لا أخالف الواقع فى شيء على الإطلاق، إذا ما قلت إن الموقف الأمريكى تجاه تنفيذ القرار الصادر عن مجلس الأمن، وما ستقوم به الولايات المتحدة من خطوات عملية لتنفيذ القرار، وتحويله إلى واقع على الأرض، بحيث تتوقف بالفعل حرب الإبادة والقتل والدمار اللا إنسانية، التى تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين فى غزة، سيكون له تأثير كبير على صورة الولايات المتحدة فى عيون العالم بصفة عامة والعرب والفلسطينيين بصفة خاصة.

فهى إما أن تكون مع العالم ضد العدوان،..، أو أن تكون بالفعل شريكة لإسرائيل فى عدوانها.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة