مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصري

اللهم بلغنا ليلة القدر

أخبار اليوم

الجمعة، 29 مارس 2024 - 05:19 م

قال الله جل جلاله: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ القَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القَدْرِ (2) لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ من أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ (5) ﴾ «القدر:1-٥».. وقال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّن الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ «البقرة:185».. الليلة هى الليلة الأولى من الليالى العشر الأواخر من شهر رمضان هذا العام، اللهم بلغنا ليلة القدر.

روى أحمد بإسناد صحيح - عن ابن عمر رضى الله عنهما - قال: قال رسول الله : (من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين).. وعن فضل ليلة القدر، روى مسلم وأحمد وأبو داود والترمذى وصححه - عن أبيِّ بن كعب أنه قال: (والله الذى لا إله إلا هو إنها لفى رمضان - يحلف ما يستثنى - والله إنى لأعلم أى ليلة هي، هى الليلة التى أمرنا رسول الله  بقيامها، هى ليلة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشمس فى صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها).

عَظَّمَ القرآنُ شأنَ هذه الليلة، فأضافها إلى (القدر) أى المقام والشرف، وأى مقام وشرف أكثر من أن تكون خيرًا وأفضل من ألف شهر؟ أى الطاعة والعبادة فيها خير من العبادة فى ألف شهر ليس فيها ليلة القدر..

وهى ليلة تتنزَّل فيها الملائكة برحمة الله وسلامه وبركاته، ويرفرف فيها السلام حتى مطلع الفجر.. وبحكم فضل ليلة القدر، يحذر النبى  من الغفلة عن هذه الليلة وإهمال إحيائها، فيحرم المسلم من خيرها وثوابها، فيقول لأصحابه، وقد أظلهم شهر رمضان: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم) «رواه ابن ماجه من حديث أنس، وإسناده حسن».

وعن عائشة ، قالت: كان رسول الله  يجاور فى العشر الأواخر من رمضان، ويقول: (تحروا ليلة القدر فى العشر الأواخر من رمضان) «متفق عليه».. وعن أبى سعيد أن النبى ، خرج إليهم صبيحة عشرين فخطبهم، وقال: (إنى أريت ليلة القدر ثم أنسيتها أو نسيتها فالتمسوها فى العشر الأواخر، فى الوتر) «متفق عليه»، وفى رواية: (ابتغوها فى كل وتر).. ومعنى (يجاور): أى يعتكف فى المسجد، والمراد بالوتر فى الحديث: الليالى الوترية، أى الفردية، وهى ليالى: 21، 23، 25، 27، 29..

ويتأكد التماسها وطلبها فى الليالى السبع الأخيرة من رمضان، فعن ابن عمر: أن رجالاً من أصحاب النبى  أروا ليلة القدر فى المنام، فى السبع الأواخر، فقال رسول الله : (أرى رؤياكم قد تواطأت «أى توافقت» فى السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها فى السبع الأواخر) «متفق عليه»..

وبحديث عائشة رضى الله عنها: أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر، فماذا أقول؟، فقال : (قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عنى) «رواه ابن ماجه والترمذى».

لنثق بالله ونكثر من الدعاء والاستغفار والذكر والصلاة على نبينا محمد  حتى ييسر الله لنا سبل الخلاص من آلامنا وعثراتنا.. ولندعُ الله، بأن يحفظ مصرنا الغالية، ويقينا شرور الأعداء والحاقدين.. ولندعُ الله، بأن يحفظ شعب فلسطين وينصره على غطرسة الكيان المحتل وحلفائه، ويقيه شرورهم، وينصره فى مقاومته ضد الكيان المحتل إحقاقًا للعدل.. واللهم تقبل صيامنا وقيامنا فى رمضان، وبلغنا ليلة القدر.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة