السبت، 30 مارس 2024 - 05:51 م

لا زالت مدينة نبروه بالدقهلية تتربع على عرش تصنيع الفسيخ والأسماك المملحة فى مصر، ورغم أن محال البيع المنتشرة بالمدينة تفتح أبوابها على مدار العام إلا أنها تلقى رواجًا كبيرًا طوال أبريل؛ حيث يفد إليها المواطنون من مختلف المحافظات لشراء الفسيخ وتخزينه استعدادًا لتناوله فى أيام عيد الفطر وشم النسيم.

«الأخبار» قامت بجولة داخل المدينة لرصد عملية التصنيع فى مراحلها النهائية وحركة البيع للحصول على فسيخ العيد ووجبة شم النسيم الرئيسية.

المدينة التى تقع على بعد 15 كم من مدينة المنصورة بدأ يفد إليها العديد من المواطنين لشراء الفسيخ والمتوقع تضاعف أعدادهم خلال الأيام القادمة.

عبد المنعم المحلاوى أحد أبناء نبروه يشير إلى أن الظاهرة اللافتة للنظر هذا العام هى فتح عدد من محال بيع الفسيخ بأطراف المدينة لتستقبل المواطنين مباشرة وتوفر عليهم الدخول لشوارع المدينة المزدحمة، وأوضح أن عدد محال بيع الفسيخ زاد مؤخرًا ليتجاوز الـ 50 محلاً .

ويضيف بأن المدينة هى الأقدم فى صناعة الفسيخ، حيث بدأت بها منذ أكثر من مائتى عام وتتوارث بعض العائلات صناعته مثل عائلات شعير واليمانى والغلبان والملاح والحداد.
ويؤكد محمد الحمادى مدير عام إدارة تموين نبروه الأسبق بأنه من أهم أسباب شهرة نبروه فى الفسيخ أنه المنتج الأجود والأقل سعرًا ويشير إلى أن عملية التصنيع تبدأ باختيار السمك الذى يتم تصنيعه بعناية فائقة كما يتم استخدام الملح الخشن الجيد والصناديق الخشبية التى يتم إعدادها لعملية التخزين لأن الصناديق المعدنية تكون معرضة للصدأ والصناديق البلاستيكية تتفاعل مع الملح.

خالد شعير، أحد أشهر تجار الفسيخ بالمدينة، توارثها عن أجداده الذين كانوا أول من قاموا بتصنيع الفسيخ منذ زمن بعيد، يؤكد على أنه من الطبيعى أن تتصدر نبروه صناعة الفسيخ فى العالم لأن تلك الصناعة نشأت بها على أيدى أجداده ثم حرصت الأجيال المتتابعة على أن يظل الفسيخ بالمدينة هو الأجود والأرخص.

وأشار إلى أن زبائنه يفدون إليه من كل محافظات مصر والكثير منهم من مدن شهيرة بتصنيع الفسيخ لثقتهم الكبيرة فى عملية التصنيع وفى جودة الأسماك حيث نحرص على شراء أجود أنواع البلطى والطوبار ويتم التدقيق جيدًا أثناء التصنيع فى سلامة الأسماك واستبعاد الأسماك التى لا تصلح للتمليح. وأشار شقيقه مسعد شعير إلى أن ارتفاع أسعار السمك وراء ارتفاع سعر الفسيخ هذا العام ولكن رغم ذلك نراعى أن يكون هامش الربح محدودًا للحفاظ على الزبائن لذا فإن سعر الكيلو من الفسيخ الجيد سيتراوح بين 200 و250 جنيهًا وفقًا لحجم السمك المملح.

ويشير أحمد اليمانى، تاجر فسيخ، إلى حرص تجار الفسيخ بنبروه على الحفاظ على تميز المدينة وتربعها على عرش صناعة الفسيخ .

وأضاف بأنه سيكون هناك هذا العام موسمان للفسيخ أحدهما موسم العيد والثانى موسم شم النسيم لأن العامين الماضيين كان موسمًا واحدًا حيث كان يتزامن شم النسيم مع رمضان لذا فإنه من المتوقع أن يتزايد الإقبال على شرائه على مدار شهر أبريل سواء فى النصف الأول من الشهر لموسم العيد أو النصف الثانى لموسم شم النسيم.