الشيخ أحمد محمد عوض
الشيخ أحمد محمد عوض


المسلم لا يمل من كتاب الله أبداً والشافعى كان له 60 ختمة فى شهر الصيام

الشيخ أحمد محمد عوض: يجب استثمار المتبقي من رمضان في قراءة القرآن وتدبره

نادية زين العابدين

السبت، 30 مارس 2024 - 07:22 م

شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغى أن يكثر العبد المسلم من قراءته، وقد كان حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبى صلى الله عليه وسلم القرآن فى رمضان، وكان عثمان بن عفان- رضى الله عنه- يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختمه فى قيام رمضان فى كل ثلاث ليالٍ، وبعضهم فى كل سبعٍ، وبعضهم فى كل عشر، فكانوا يقرأون القرآن فى الصلاة وفى غيرها، فكان للشافعى فى رمضان ستون ختمة، يقرأُها فى غير الصلاة.

وها شهر القرآن قد قارب على الانتهاء ونجد البعض لم يقرأ منه شيئاً وهو بذلك يخسر كثيراً، فمن أراد أن يناجى ربه فعليه بقراءة القرآن، فالمسلم كلما قرأه عاد إليه فلا يمل ولا يكل من قراءته أبداً، لأنه حبل الله المتين والصلة بين العبد وربه، ومن قرأ حرفاً واحداً منه فله به عشر حسنات والله يضاعف لمن يشاء.وحول مكانة القرآن وأصناف الناس فى التعامل معه فى رمضان.. يقول الدكتور أحمد محمد عوض من علماء الأزهر: قال الله تعالى: ( شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، القرآن الكريم نزل فى رمضان وأيضاً جميع الكتب السماوية وكأن صيامنا فى شهر رمضان احتفال واحتفاء بنزول القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وفرحة بأن خص الله أمة الإسلام بأن جعلها أمة القرآن وكان ممكناً أن يقول شهر رمضان الذى فيه الصيام وهذا يوضح مكانة وأهمية القرآن خاصة فى رمضان.

ويضيف: أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن، فالنبى صلى الله عليه وسلم كان يمكن أن يقال كان أجود ما يكون حين يصوم، ويصوم المسلمون ولكن قال حين يأتيه جبريل فيدارسه القرآن وهذا أيضا لمكانة وعظمة القرآن ومن عطاءات الله تعالى للقرآن ولأهله.

وروى الشيخان من حديث ابن عباس: (كان النبى صلى الله عليه وسلم يعارض جبريل القرآن كل ليلة فى رمضان). فكان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام، وعارضه القرآن مرتين فى السنة الأخيرة من عمره صلى الله عليه وسلم، وأسر إلى فاطمة الزهراء بحديثٍ فبكت رضى الله عنها، ثم أسر إليها بحديثٍ آخر فضحكت، فلما سألت عائشة رضى الله عنها فاطمة الزهراء عما أسر به رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها قالت: (ما كنت لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما لحق النبى صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، أخبرت بأن النبى صلى الله عليه وسلم أخبرها بأن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن مرة واحدة، وأنه فى هذه السنة عارضه القرآن مرتين، وقال: «ما أرى ذلك إلا لقرب أجلى« ، فبكت فاطمة رضى الله عنها، ثم أسر إليها بأنها أول أهله لحوقاً به فضحكت رضى الله عنها، وتوفيت فاطمة الزهراء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، فكانت أول أهله لحوقاً به).

ويقول: ولأهمية القرآن فى رمضان كان الصحابة والتابعون وسلفنا الصالح لا ينشغلون بغير القرآن فمنهم من كان يختم القرآن فى ثلاثة أيام، و كان الإمام الشافعى رضى الله عنه له ٦٠ ختمة فى رمضان فى غير الصلاة .. والإمام مالك كان إذا دخل رمضان أغلق على كتبه وأخذ المصحف ومنع الفتوي، وقال: هذا شهر القرآن .. فيمكث فى المسجد حتى ينقضى الشهر.

أما فى وقتنا الحاضر ، فالناس على ثلاثة أحوال مع القرآن: الصنف الأول تراه مهتماً اهتماماً بالغاً بالقراءة والختم وهذا أمر محمود لأنه ينبغى أن نهتم بالقرآن فى رمضان وغير رمضان اتباعاً لسنة النبى صلى الله عليه وسلم .. حيث قال :«اقرأوا القرآن فإنه يأتى شفيعاً لأصحابه يوم القيامة»، وأيضا قوله صلى الله عليه وسلم: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أى ربى منعته الطعام والشراب فى نهار رمضان فشفعنى فيه، ويقول القرآن: أى ربى منعته النوم بالليل فشفعنى فيه فيُشفعان»، والصنف الثانى يقرأ القرآن ولكن بقلب لاهٍ لا يتدبر ولا يتأمل .. كل همه أن يختمه أكثر من ختمةٍ ليباهى الناس.

والصنف الثالث هو الذى لا يقرأ القرآن، لا فى رمضان ولا غير رمضان؛ بحجة أنه لا يستطيع قراءته قراءة جيدة. وأقول لهؤلاء: اقرأ وتهجى على قدر معرفتك حتى لو وجدت مشقة فلك أجر على ذلك أما الذى لا يعرف القراءة فعليه الاستماع من المذياع أو حضور مجالس القراءة ،التى تُنظم فى المساجد فى رمضان وهو أيضاً له أجر .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من استمع إلى آية من كتاب الله كانت له حسنة مُضاعفة ومن تلاها كانت له نوراً يوم القيامة».. وقد علمنا أن النظر فى المصحف عبادة كما أن النظر إلى الوالدين والكعبة المشرفة أيضاً عبادة.

أما عن كيفية التعامل مع القرآن فيؤكد : أنه لا يُكتفى بالقراءة فقط، بل الأفضل أن يصاحبها التأمل والتدبر والفهم من خلال كتب التفاسير المُبسطة، فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم لا ينتقلون من حفظ آية إلى أخرى إلا بعد فهمها والعمل بها والخشوع والتلاوة المستمرة أى الورد اليومى وحضور القلب والحرص على الطهارة عند القراءة .. وأيضا المكان الذى يُتلى فيه ويُستحب الاستياك عند قراءته وتعلم أحكامه .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة