د.نظير عياد
د.نظير عياد


الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: فلسطين قضية دين وكرامة.. ومصر قدمت تضحيات كبيرة

ضياء أبوالصفا

الإثنين، 01 أبريل 2024 - 05:42 م

الدّعوة إلى الله فريضةٌ إيمانيّةٌ، وضرورةٌ مجتمعيّةٌ، والعمل فى هذا الميدان هو مهمّة الأنبياء والمرسلين، وطريق العلماء والمصلحين.. حول تحديات الدعوة المعاصرة ودور الأزهر فى مختلف القضايا المعاصرة كان اللقاء مع د. نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الذى يوضح أن من أهم التحديات أمام الدعوة والداعية المعاصر هو وجود مشروعاتٍ منحرفةٍ وأجنداتٍ مموّلةٍ تستهدف الهويّات والعقائد والمناهج وهو أمر يتطلب مزيدا من القراءة الواعية، والدّراسة العميقة، والتّحليل الدّقيق، ووضع الخطط والبرامج العلاجيّة والوقائيّة، لمواجهتهـا والتّغلّب عليها، والتّقليل من مخاطرها و الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب تنبه لتلك التحديات وعمل على مواجهتها فأنشأ المراكز العلمية والوحدات البحثية والفرق الميدانية التى تعمل على مواجهة هذه التحديات وفق رؤية علمية مستنيرة تتجاوب مع الإسلام طرحًا وعرضًا وأصولا وفروعًا.

ماهى أبرز التحديات وسبل علاجها؟
التحديات كثيرة على الصّعيدين الدّاخليّ والخـارجيّ، وهى تستوجب الهمّة الصّادقة والعمل الرّشيد، ومن تأمّل الحراك الدّعويّ ومناهج الدّعاة وجد ميلًا غريبًا لدى بعض الدّعاة عن رحابة الشّريعة وسعة أحكامها إلى تعصّبٍ مذهبيٍّ مظلمٍ أو إلى دعوةٍ حزبيّةٍ ضيّقةٍ، وعن عرض شموليّة الإسلام لكلّ جوانب الحياة إلى حبسه فى ركنٍ قصيٍّ من أركانها، وعن الواقع وما يفرضه من مستجدّاتٍ إلى ماضٍ لا يكاد يخرج منه، وعن تعدّديّةٍ مثريةٍ إلى أحاديّةٍ مغلقةٍ، ناهيك عن الأمراض القلبيّة الّتى تسلّلت إلى المتصدّرين من الدّعاة من حبّ الزّعامة والظّهور، والعجب واتّباع الهوى!، وإضافة إلى هذا البلاء الدّاخليّ بلاءً وافدًا استقبلته عقولٌ معطّلةٌ، وأنظارٌ قاصرةٌ، وقلوبٌ عمياء، هو ذلكم التّطـرّف بشقّيه إمّا إلى الإفراط بالتّشدّد، أو التّفريط بالإلحاد والتّشكيك، وذلكم الانحراف عن القيم الإسلاميّة المستقرّة المتعلّقة بالأسرة الطّبيعيّة إلى شذوذٍ ومثليّةٍ، وكلّ ذلك شرٌّ، وأنّ من الوعى الدّعويّ أن ندرك أنّ من يحرص على بذر هذه الآفات فى نفوسنا وبلادنا، إنّما يريد أن تظلّ أمّة الإسلام مشغولةً عن تأكيد خيريّتها، فلا تأمر بمعروفٍ، ولا تنهى عن منكرٍ، ولا تؤمن بالله.

ألا يستوجب ذلك التكامل بين المؤسسات الدعوية والدينية؟
- التّكامل المعرفيّ والدّعويّ بين المؤسّسات المختلفة،واجب لمواجهة التّحديات الّتى تواجه الدّعوة الإسلاميّة، وللإسهام فى تصحيح بعض المفـاهيم الخاطئـة السّائدة؛ لتقديم الإسلام للعالم بصورته المشرقة، وبيان قدرته علـى إنقاذ البشريّة ممّا هى فيه من الشّقاء والظّلم، وأن من تمام الوعى الفكريّ أن تدرك مؤسّسات الدّعوة أنّ صناعة الدّعاة ينبغى أن تزاوج بين الثّقافة الدّينيّة المبنيّة على أصولٍ من الوحى السّماويّ وما حوله من علومٍ شارحةٍ وبين معطيات الزّمان والمكان؛ ليكون الدّعاة بذلك تراثيّين مع اتّصالٍ وثيقٍ بالواقع، ومعاصرين دون بعدٍ من الماضي؛ حيث حرص مجمع البحوث الإسلاميّة .

القضية الفلسطينية وما يحدث فى غزة يتطلب دورا قويا من الأزهر للتفاعل مع هذه المأساة..كيف ترون ذلك؟
القضية الفلسطينية لم ولن تغيب عن ضمير الأزهر الشريف بجميع هيئاته وقطاعاته المختلفة على مر العصور منذ بدايتها؛ فالقضية الفلسطينية ترتبط بدين وشرع وكرامة وعزة، فالمتتبع للتاريخ يدرك أنه منذ اللحظة الأولى يجد أن الأزهر الشريف بقيادة علمائه عبر عصور مختلفة كان له الحظ الأوفر والنصيب الأكبر فى العمل على تبصير الناس بحقيقة هذه القضية، وخصوصًا ما سطره علماء الأزهر الشريف؛ فالناظر إلى فتاوى علماء الأزهر الشريف وتراثهم العلمى الزاخر بخصوص هذه القضية؛ يجد عدداً من الفتاوى والبيانات الصادرة عنهم بخصوص هذا الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينيَّة.

كما أن موقف الأزهر من قضية فلسطين لم يكن يوما قاصرًا على ترديد الشعارات كما يدعى البعض، بل اقترن بالفعل والتضحيات الكبيرة التى دلت على حقيقة الجهود المشرفة التى قام بها الأزهر وعلماؤه وطلابه من أجل قضية فلسطين؛ فمنذ ظهور الأطماع الصهيونية بشكلها القبيح فى فلسطين، لم يمل الأزهر الشريف من الدفاع عن قضيتها بكل السبل بوصفها قضية محورية لمصر، وكان لعلماء الأزهر وطلابه مواقف مشرفة مع فلسطين، ومن بين هذه الجهود تلك التى تبذلها لجنة القدس بالمجمع لفضح الانتهاكات الصارخة لهذا الكيان الغاصب من خلال بياناتها المتتالية ودعوتها للعالم بإيقاظ الضمير والوقوف ضد هذا الكيان الإجرامى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة