د. هبة جمال الدين
د. هبة جمال الدين


د. هبة جمال الدين تكتب: رسائل الإعلانات في الشهر المبارك

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 04 أبريل 2024 - 03:50 م

يأتي الشهر الكريم فرصة للعبادة والغفران، وينظر إليه البعض كمغنم لكسب المال والترويج والربح فهو كنز لمن يتعبد، ومن يتكسب.

ومع فرصة المكسب وحتي الأموال، جاءت الإعلانات لتكشف عن فاعلين جدد وقيم جديدة وربما تساؤلات فريدة وهذا ما سأطرحه خلال القراءة السريعة لمحتوي تلك الاعلانات:

- قيم الوحدة والعزلة: جاء أفطار المطرية ليعكس تشوق المجتمع المصري  إلي دفء الاسرة الممتدة ولمة العائلة المصرية، وظهر ذلك في الشخصيات المشاركة من فنانيين ولاعبي كرة مشهورين، وساسة وغيرهم حتي الأجانب وجدوا هذا الافطار فرصة للتعرف علي جوهر المجتمع المصري وخوض تجربة العائلة المصرية الممتدة.

والغريب مشاركة سكان اعلانات اغلي كمباوندات بمصر . حيث حرصت اعلانات الكمباوندات علي الظهور في أبهي حلة مع رسالة تكرس الوحدة والعزلة خلاف ما اعتادت عليه الشخصية المصرية. ففي احد تلك الاعلانات يأتي نجم شهير قائلا "احلي لمة" وهو بمفرده في عرض البحر فعن أي لمة يتحدث؟، وأعلان اخر تأني كل نجمة وحيدة في وحدة سكنية مبهرة فهل الابهار بالعزلة!؟، وكي لا أكون متحاملة فهي مجرد اعلانات فلنأت للواقع من منا لم يلحظ خلو الكمباوندات باهظة الثمن من البشر والسكان، فثقافة السور العازل خلقت عزلة داخلية قتلت قيم اللمة والدفء . قديما كانت جدتي تحدثني قائلة "المكان بناسه" فعن اي ناس الان نتحدث. ولكن هنا يأتي السؤال هل ستنتصر المطرية والدفء المحيط بها أم ان قوي التغير والعزلة سيكون لها الغلبة؟

- ⁠كيانات اقتصادية عملاقة: ظهرت اعلانات تتناول اسماء كيانات معروفة واخري جديدة علي أسماعنا بعضها كبير بالفعل وبعضها يعلن عن نفسه بأنه أكبر كيان اقتصادي بالجمهورية الجديدة، فبناء علي اية مؤشرات تم الحكم بأنه الأكبر، هل مدة العمل، هل عدد المستفيدين، هل راس المال، هل مجالات النشاط، هل عدد العمالة، هل الدول التي يتم العمل بها، تساؤلات عديدة يطرحها الاعلان، خاصة ان هذا الكيان الاكبر بالجمهورية الجديدة يتضمن صور لمستشفيات عليها اسم الصدر والحميات لا اعلم اذا كانت مستشفيات الدولة ام هذا الكيان الأكبر  يهتم بإنشاء مستشفيات لعلاج امراض الصدر والحمي؟ المهم مبروك ونهنئه علي هذا الإعلان.

- ⁠تبرعوا للجراحات: تعلن عدد من الجمعيات الأهليه عن اجراء جراحات حساسة ودقيقة بمستشفياتها الغير جامعية التي تتبع وزارة التضامن الاجتماعي ولا اعلم علاقة وزارة الصحة بها ومدي اشرافها عليها، خاصة ان من بينها من يعلن عن زراعة امعاء وكبد وخلافه فهل لدينا زراعة اعضاء يوافق عليها الازهر الشريف والكنيسة المصرية لنعلن عن جمع التبرعات عليها، وهل لدينا سوق من المتبرعين يسمح بوجود طلب يحتاج للتبرع من أجله؟ . عموما شفي الله كل مريض وننتظر الاجابة.

- ⁠اخوة الشيطان ام الإنسان: تاني حرب غزة بكل من تعرضه من ابادة شنيعة تقشعر لها الابدان في ظل صمت دعاة ما يسمي بالاخوة الانسانية التي ينادون خلالها بالاخوة مع الصهاينة ضمن اتفاقات ابراهام وكأن اهل غزة ليسوا من الانسانية ، ثم تطالعنا الاعلانات هذا العام بجمعية تحمل اسم تلك الانسانية واخوتها الزائفة فهل هي تتبع هذا المعسكر ام انها اخوة مغايرة، واذا كانت مغايرة فلماذا ليست اخوة وطنية لماذا انسانية وعن اي انسان ننادي؟ والعجيب ان تلك الجمعية ترفع شعارات التبرعات وكأنها مزحة فالتبرعات ستوجه لأي أخوة يا أهل الانسانية ؟

- ⁠كمباوند دقوا الشماسي، عن اي شماسي ترغبون في تسويقها ربما كانت الشمس حارقة فعجزنا عن رؤية البحر وتصميم الكمباوند، والالعاب الترفيهية به ولم نلاحظ الا فتاة تغني بطريقة اثارت مشاعر البعض وذكرتهم بألم العندليب. فأين المنتج التسويقي؟

وأخيرا رمضان كريم وكل أعلانات ونحن بخير وأهل غزة في القلب والضمير، غفر الله لنا ولكل مشاهدي الاعلانات.

كاتبة المقال رئيس قسم الدراسات المستقبلية بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة