القارئ وليد سيد عبد الشافى هلال
القارئ وليد سيد عبد الشافى هلال


القارئ وليد سيد عبد الشافى هلال.. نقيب قراء القليوبية:أبى من جيل الكبار.. ولا أعيش فى جلبابه!

عبدالهادي عباس

السبت، 06 أبريل 2024 - 09:35 م

يتميز بصوت قوي، يخرج من حنجرته هو، لا حنجرة أبيه، قد يشبه إلى حد ما صوت والده، لكنه يبقى حالة وحده حيث اجتهد وثابر حتى كانت له فرادته، حتى وصل إلى المكانة نفسها التى وصل إليها والده القارئ الراحل؛ إنه النقيب ابن النقيب، القارئ وليد سيد عبد الشافى هلال، نقيب قراء القليوبية، وابن نقيبها السابق.


يقول الشيخ وليد إن والدى القارئ سيد عبدالشافى هلال، رحمه الله، يصدق فيه القول: «لله قوم أخلصوا فى حبه فأحبهم واختارهم خداما»؛ وهو نقيب قراء القليوبية طوال ٢٥ عاما، وقد توفى فى الثامن عشر من شهر يوليو عام ٢٠١٣م، تاركا إرثا كبيرًا من العلم وحلاوة الصوت، فهو لم يبحث عن منصب أو شهرة، لكن كان هدفه الأول خدمة كتاب الله ونشر رسالته فى شتى بلدان العالم. وقد عاش أبى وكل همّه القرآن، كما قد مثّل مصر فى أكثر من ٢٠ دولة حول العالم، منها: المجر، وإفريقيا، وأمريكا، ودول أوروبا.
من جيل الكبار
ويوضح الشيخ وليد أن والده كان قارئًا من جيل الكبار؛ وقد ولد فى ٢٩ مايو ١٩٤٥م بقرية دمنهور، شبرا الخيمة، بالقليوبية، ونشأ لأسرة بسيطة الحال، لكنها اشتهرت بحبها للعلم والثقافة والتفقه فى الدين، وحفظ القرآن الكريم، وتمنى والده أن يكون ابنه عالمًا أو قارئًا مشهورًا.


وأضاف أنه عندما بلغ سن الخامسة من عمره ذهب به والده إلى كتاب الشيخ «فرج عبد العاطي» بقرية «باسوس» التابعة لمركز القناطر الخيرية، بمحافظة القليوبية، فاقترح الشيخ «فرج» على والده أن يترك المدرسة الإلزامية من الصف الرابع بمدرسة القرية؛ لأنه أدرك بحسه أن ذلك الصبى به نبوغ غير مسبوق، ولديه إقبال شديد على القرآن الكريم؛ بالإضافة إلى تمتعه بصوت عذب يستميل إليه القلوب والعقول، وقد وافق والده على هذا الاقتراح.
برواية «حفص»
ويضيف الشيخ وليد عبد الشافي: بدأ والدى بالفعل فى حفظ القرآن حتى أتم حفظه كاملا فى سن الثانية عشرة، ثم جود القرآن برواية «حفص عن عاصم» على يد الشيخ «محمد عبد الغني» بقرية «نوى» بشبين القناطر بمحافظة القليوبية، ثم نصحه الشيخ عبدالغنى بأن يلتحق بمعهد القراءات بالأزهر الشريف كى يدرس علوم القرآن والقراءات والفقه والنحو والصرف وغيرها من العلوم الشرعية، وبالفعل التحق بمعهد القرآن بالأزهر، وعلى الرغم من فترة دراسته بالمعهد فإنه كان يشارك فى إحياء المناسبات الدينية، سواء فى شهر رمضان أو خلال الأيام العادية، ما زاد من شهرته فى قريته والقرى المجاورة لها، وكان عمره وقتئذ لم يبلغ السابعة عشرة، ولهذا كان والده يفتخر به. كما سافر أبى إلى العديد من الدول الأوربية والآسيوية والعربية، وأسلم على يديه أربعة عشر رجلا وامرأة؛ وسافر إلى الإكوادور، وسويسرا، وإلى كثير من دول أمريكا اللاتينية، وساحل العاج، والإمارات، والسعودية.
ويؤكد الشيخ وليد أن سيرته قريبة من والده، رغم أنه لا يعيش فى جلبابه؛ ويقول: حفظت القرآن الكريم على يد الشيخ «حامد عليوة» بقرية «باسوس»، وأتممت حفظ القرآن فى سن 15، ثم  جودته على أبي، رحمه الله، وأخذت أيضا على يديه قراءة «ورش عن نافع»؛ وكان من توجيهاته ونصائحه لى ألا أقلده فى تلاوته، وأن أنفرد بنفسي، ومنها الاستماع إلى جميع القراء المتقنين، وأن أتعلم منهم، ونصحنى أن أتقى الله فى تلاواتي، وألا أخرج عن خشوع القرآن بنغم زائد عن اللازم، وها أنا الآن أكمل مسيرته؛ وبفضل الله أصبحت قارئا للقرآن الكريم فى سن الثامنة عشرة من عمري، وأولى الحفلات الكبرى التى قرأت فيها كانت فى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، وكانت سنى 20 سنة، وقرأت أمام فضيلة شيخ الأزهر الأسبق د. جاد الحق على جاد الحق، وقد أثنى على تلاوتي، وقال لي: سيكون لك مستقبل مثل أبيك؛ وهكذا تطورت حتى أصبحت قارئا معروفًا ونقيبا لقراء القليوبية؛ كما أننى سافرت إلى العديد من الدول مبعوثا من وزارة الأوقاف.


إنجازات النقابة
ويضيف أن مجلس نقابة القراء له أفضال كثيرة فى الحفاظ على هيبة التلاوة المصرية؛ ولا أنسى الدور الكبير للشيخ محمد صالح حشاد، نقيب القراء، وشيخ عموم المقارئ، فله الفضل أن أكون نقيبا للقليوبية؛ ومن إنجازاته أنه فى الوقت الحالى يتم ضبط إيقاع القراء غير الملتزمين من خلال النقابة، وأنه يتم تقديم دعم من الدولة والمسئولين خاصة (وزارة الأوقاف)، حيث إن لها الفضل الكبير، للتحفيز على حفظ وتعلم كتاب الله تعالى.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة