الدكتور عمرو علوان
الدكتور عمرو علوان


الدكتور عمرو علوان يوضح 5 أعمال تساعدك على مواصلة الطاعات بعد رمضان

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 07 أبريل 2024 - 06:53 م

حث الدكتور عمرو علوان من علماء الأزهر الشريف والأوقاف، جميع المسلمين على مواصلة الطاعات والعبادات حتى بعد انتهاء شهر رمضان الكريم.

وقال الدكتور عمرو علوان: "أوشك رمضان على الرحيل وإن ما يثير العجب أن نجد بعض الناس في شهر رمضان من الصائمين القائمين والمنفقين والمستغفرين والمطيعين لرب العالمين ، ثم ما أن ينتهي الشهر إلا وقد انتكست فطرته وساء خلقه مع ربه، فتجده للصلاة تاركاً ولأعمال الخير، فيعصي الله جل وعلا بأنواع شتى من المعاصي والآثام مبتعداً عن طاعة الملك القدوس السلام ، فبئس والله القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان".


وتابع: "إن بقاء المسلم ومصابرته على العمل الصالح بعد رمضان علامة قبول له عند ربه الكريم المنان ، وإن تركه للعمل الصالح بعد رمضان وسلوكه مسالك الشيطان دليل على الذلة والهوان والخسّة والدناءة والخذلان وكما قال الحسن البصري : ( هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم ) ، وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد قال تعالى : ( ومن يهن الله فما له من مكرم ) الحج/18 .


ينبغي على المسلم أن يجعل رمضان صفحة جديدة للتوبة والإنابة والمداومة على الطاعة ومراقبة الله في كل وقت وساعة، فينبغي على المسلم بعد رمضان أن يداوم على الطاعات ويجتنب المعاصي والسيئات امتداداً لما كان عليه في رمضان من أمور تقربه إلى رب البريات".


واستشهد "علوان" بقوله تعالى: ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ ) هود/114،  وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ).

واستطرد: "أخشى ما أخشاه مع انتهاء رمضان أن تُترَك الفرائض، وتُعطَّل المساجد، وتُرتكَب المعاصي، ويُهجَر القُرآن، فلا يعودون إلى ذلك إلا في مناسبة أخرى.. أخشى أن تتحقَّق العودة إلى الخلف، المصاحف تشكو إلى الله هجرها، والمساجد تشكو إلى الله قِلَّة عُمَّارها، والبيوت تشكو إلى الله خرابها، والأرحام تشكو الله قطعها، والشوارع تشكو إلى الله فِسْقَها، والعبادات تشكو إلى الله إهمالها!
عباد الله، قيل لبِشْر الحافي: إنَّ قومًا يتعبَّدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضان تركوا، قال: "بئس القوم، لا يعرفون الله إلا في رمضان"، وقال الحسن البصري: "لا يكون لعمل المؤمن أجل، دون الموت، ثم قرأ: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].
 هل ينتهي رمضان، فتنتهي معه الخشية والإنابة لربِّ رمضان؟! "من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد انتهى، ومن كان يعبد الله فإنَّ الله حيٌّ لايموت".


                               من الفائز بعد رمضان؟


تحدث الدكتور عمرو علوان عن الفائز بعد رمضان قائلا: "الفائز من ثبت على الطاعة بعد رمضان:- تبقى قضية من يثبته الله تعالى بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، فمن يثبته الله على الأعمال الصالحة بعد رمضان ، فإن الله جل وعلا يقول : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور ) فاطر/10 ، فلا ريب أن العمل الصالح من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله في كل زمان،ثم إن رب رمضان هو رب جمادى وشعبان وذي الحجة وحرم وصفر وسائر الشهور، وذلك لأن العبادة التي شرعها الله جل وعلا لنا متمثلة في أركان خمسة منها الصيام وهو مؤقت محدد ،وقد انتهى فتبقى أركان أخرى من حج وصلاة وزكاة نحن مسؤولون أمام الله جل وعلا عنها،ولا بد أن نؤديها على الوجه الذي يرضي الله عز وجل وأن نسعى لذلك لنحقق ما خلقنا من أجله؛ قال الله جل وعلا : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات/56 .


والنبي صلى الله عليه وسلم أرشد أصحابه إلى التسابق في الخيرات والمسارعة فقال : (سبق درهم مائة ألف درهم فقال : رجل وكيف ذاك يا رسول الله قال : ( رجل له مال كثير أخذ من عرضه مائة ألف درهم تصدق بها ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به ) وبيّن عليه الصلاة والسلام أن المتصدق وهو شحيح صحيح يخشى الفقر ، ويطمع في الحياة فإنه حينئذ تكون صدقته عند الله عز وجل في ثقل الموازين وفي الأعمال الصالحة ،أما من يسوّف وإذا جاءه المرض قال قد كان لفلان وقد كان لفلان ولفلان كذا وكذا فإن هذا والعياذ بالله يخشى من أن يرد عليه عمله فيحبط قال الله تعالى : ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً ،وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً ) النساء/17-18 .


                  إياك وهبوط العزيمة 


أوضح الدكتور عمرو علوان، أن من الأشياء التي تسر النظر وتفرح القلب وتشرح الصدر في رمضان منظر المسجد وهو مملوء بالمصلين في الخمس صلوات فعينك تقع إما على راكع أو ساجد او مبتهل بالدعاء وإما قارئ للقرآن، حيث تجد الكل مملوء بالطاقة والحيوية والعزيمة والنشاط ومع أول أيام العيد يحدث الفتور والكسل والخمول فمنا من يؤخر الصلاة ومنا من يقوم بوضع المصحف في المكتبة لرمضان القادم ويترك الدعاء حتى قيام الليل.


ووجه "علوان" 5 نصائح للمسلمين لمواظبة الأعمال الصالحة حتى بعد انتهاء رمضان كما يلي:

 
1-  المحافظة على الصلوات الخمس جماعة وخصوصا صلاة الفجر 


فنحن أثبتنا لأنفسنا في رمضان اننا قادرون على اداء صلاة الجماعة في المسجد وقادرون على صلاة الفجر يوميا فلنحافظ بعد رمضان على الصلوات في المسجد قدر استطاعنا فان لم نستطع فلتكن في اول الوقت مع السنن الراتبة في أي مكان انت فيه حاول الا تؤخرها لا تدع فرصة للشيطان اثبت على ذلك لمدة أسبوع .


2- القرآن

 لا تكن ممن يقرآن القرآن في رمضان فالقرآن انزل لنتلوه في رمضان وغير رمضان ... أنت استطعت ان تقرأ كل يوم جزء او جزئيين أو ثلاث واجتهدت في ذلك وخصصت وقت لذلك من يومك فحاول أن تجعل لنفسك ورد يومي ثابت من القرآن ولو صفحة واحدة يوميا .


3- ذكر الله

 اجتهد بعد رمضان على ان تحافظ على اذكار الصباح والمساء اذكار النوم ، اذكار الخروج من المنزل، استغل وقت فراعك في العمل أو ذهابك إليه بذكر الله .


4- الصحبه الصالحة

 اختر من يعينك على طاعة الله فالمرء على دين خليله والأخلاء بعضهم يومئذ لبعض عدو الا المتقين ، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا فاختر صاحبا إذا رأى منك معصية حذرك ودلك على طريق الخير ، وكما تريد أنت صديق حسن الخلق فصديقك يريد أيضا صاحب يشد على يديه فانوي الخير في نفسك لتنال ما تريد .


5-الدعاء

 ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) ، (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ( من لم يسال الله يغضب عليه ) الكثير من الآيات والأحاديث في فضل الدعاء ومكانته فاحرص بعد رمضان على الدعاء ، أم ليس لك عند الله حاجة بعد رمضان فكلنا فقراء إلى الله وهو الغني الحميد فخصص وقتا للدعاء يوميا ولو لدقيقتين بعد أي صلاة أو اجعله في أخر يومك المهم أن لا يمر يوم دون أن تدعي واسأل الله أن يثبتك على الطاعة .

ووجه الدكتور عمرو علوان، نصيحة للمسلمين في ختام رمضان قائلا: "كما لا تحرم نفسك أيضا من قيام الليل ولو يوم واحد في الأسبوع ولمعرفة فضل قيام الليل وأثره طالع احد الكتب أو قم بزيارة أي المواقع الإسلامية وابحث عن فضل قيام الليل ،والصوم أيضا فهناك صيام الاثنين والخميس والأيام البيض من كل شهر هجري ، اختر لنفسك ما تستطيع فعله من الطاعات المهم أن تحدث تغييرا في حياتك بعد رمضان إلى الأحسن وانتصر على نفسك وشيطانك.. رمضان نقطة بداية وليس نقطة نهاية .. شهر رمضان فرصة للتغيير ، فرصه لكسب المزيد من المهارات ، ففي رمضان نتعلم كيف ننظم الوقت نأكل في موعد محدد ونمسك عن الطعام في وقت محدد ، وتتعلم منه أيضا فن الاتزان فنحن في رمضان نوازن بين غذاء الروح وغذاء البدن ففي بقية شهور السنة نركز على غذاء البدن ونهمل غذاء الروح فيحدث الكسل والفتور وعدم المقدرة على العبادة أما في رمضان فيزيد تركيزنا على غذاء الروح مثل الذكر قيام الليل القرآن فتنشط الروح وإذا نشطت الروح أصبح الجسد قادرا على الطاعة والزيادة فيها ، ونتعلم من رمضان أيضا الصبر والمسامحة والإيثار فكثيرا ما كنت أجد على مائدة الإفطار أخوة لي قبل أن يأكل أحدهم تمرته ينظر إلى من بجانبه فأن لم يجد أمامه تمرا آثره على نفسه والكثير من الأخلاق ، فلماذا بعد رمضان نترك كل هذا بعد أن تعودنا عليه".

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة