صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«لن نُحارب بالخطوط الأمامية».. أمريكا تصدم أوكرانيا

سامح فواز

الأربعاء، 17 أبريل 2024 - 09:57 م

في خضم الحرب المستعرة في أوكرانيا، أثار البيت الأبيض جدلاً واسعاً بتصريحاته الصادمة حول عدم التدخل المباشر للقوات الأمريكية في القتال أو إسقاط الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية الموجهة نحو الأراضي الأوكرانية.

اقرأ أيضًا: «رغم اتهامه لها بالتقاعس».. المستشار الألماني يتقرب للصين لأجل أوكرانيا

تلك التصريحات جاءت هذه التصريحات على لسان جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في تناقض صارخ مع الدور الذي لعبته واشنطن مؤخراً في مساعدة إسرائيل على صد هجوم إيراني كبير الحجم بالصواريخ والطائرات المسيرة في نهاية الأسبوع الماضي. 

وعندما سُئل كيربي عما إذا كان من الممكن استخدام نفس التكتيكات التي استُخدمت لحماية الأراضي الإسرائيلية في الصراع الأوكراني، أجاب بأن الوضعين مختلفان تماماً من حيث طبيعة الصراع ومجاله الجوي والتهديدات المحتملة.

على الرغم من التعهدات المتكررة من قِبل القوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، بتقديم المساعدات العسكرية والمالية لكييف "لأطول فترة ممكنة" من أجل التغلب على الجيش الروسي وهزيمته، إلا أن هذه القوى رفضت بشكل قاطع فكرة الانخراط المباشر مع القوات الروسية على الأرض الأوكرانية. 

ولم تكن الحكومة الفرنسية، التي لم تستبعد نشر قواتها في أوكرانيا، استثناءً من هذا الموقف، إذ أوضحت أن أي مهمة افتراضية لقواتها ستكون بهدف تخفيف الأعباء عن الجنود الأوكرانيين في المهام غير المتعلقة بالقتال المباشر، وذلك حتى تتمكن كييف من إرسال المزيد من قواتها إلى خطوط المواجهة مع الجيش الروسي.

 وتماشياً مع الموقف الأمريكي، علّق وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون على الاقتراح بإمكانية استخدام نفس الأساليب التي استُخدمت لحماية إسرائيل في الصراع الأوكراني، قائلاً إن "وضع قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في صراع مباشر مع القوات الروسية سيكون تصعيداً خطيراً للأزمة". 

واقترح كاميرون بدلاً من استخدام "الطائرات الغربية التي تحلق فوق السماء الأوكرانية في محاولة لإسقاط الأهداف الروسية"، أن تحتاج أوكرانيا إلى أنظمة دفاع جوي متطورة لحماية أراضيها وسمائها من الهجمات الروسية. 

وتأتي تصريحات كاميرون في ظل الموقف الروسي المتشدد الذي أكد فيه الكرملين أن موسكو ستعتبر أي أصول عسكرية تنخرط بشكل مباشر في الأعمال العدائية على الأراضي الأوكرانية أهدافاً مشروعة، بغض النظر عن الجهة التي تديرها أو تشغلها.

تنظر موسكو إلى الصراع في أوكرانيا على أنه حرب بالوكالة بقيادة الولايات المتحدة ضد روسيا، حيث يتم استخدام الأوكرانيين كـ "وقود للمدافع"، إذ حذرت من أنها ستعتبر أي أصول عسكرية تنخرط بشكل مباشر في الأعمال العدائية أهدافًا مشروعة، بغض النظر عمن يديرها. 

ويبدو أن بعض تصريحات المسؤولين الغربيين تدعم الرؤية الروسية لهذا الوضع، إذ ادعى رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة وحلفاءها يحصلون على "قيمة رائعة" من الأموال المنفقة على أوكرانيا، لأن "هؤلاء الرجال دون وجود حتى زوج واحد من الأحذية الأمريكية على الأرض يقاتلون من أجل الغرب".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة