صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«حلم العضوية الكاملة».. تاريخ محاولات فلسطين للانضمام للأمم المتحدة

سامح فواز

الخميس، 18 أبريل 2024 - 06:34 م

في قلب الصراع العربي الإسرائيلي المستعر منذ عقود، تكمن قضية فلسطين كواحدة من أكثر الملفات إثارة للجدل على الساحة الدولية، فبينما تحاول السلطة الفلسطينية بشتى الطرق نيل الاعتراف الكامل بدولتها المنشودة، تُبقي إسرائيل على موقفها الرافض لأي خطوات من شأنها المساس بأمنها ومصالحها.

في خضم هذا الصراع الدائر، تتجدد بين الحين والآخر محاولات فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، في سعي حثيث لاكتساب الشرعية الدولية والاعتراف بحقوقها على الأرض، لكن هذه الجهود الدبلوماسية المضنية تصطدم دوما بعراقيل سياسية وقانونية معقدة، تعكس حجم التحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية على المستوى العالمي.

 

محاولات تاريخية

تعود أولى محاولات فلسطين للانضمام إلى الأمم المتحدة في عام 1948، عندما تقدمت بطلب للعضوية الكاملة بعد إعلان قيام دولة إسرائيل، إلا أن طلبها واجه الرفض آنذاك، ومنذ ذلك الحين، شهدت الساحة الدولية العديد من المحاولات الفلسطينية المماثلة، لكن كلها باءت بالفشل.

ففي عام 1988، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية قيام دولة فلسطين على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وتقدمت بطلب عضوية كاملة لكن جهودها لم تحصل على الأغلبية المطلوبة في مجلس الأمن.

وفي محاولة أخرى عام 2011، واجهت السلطة الفلسطينية معضلة مشابهة عندما رفضت لجنة الانضمام الجديد في الأمم المتحدة النظر في طلبها.

 

محاولة وسط طريق شائك

لكن في مطلع أبريل من العام الحالي 2024، عادت القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد الدولي بقوة، حيث أقدمت البعثة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة على تقديم طلب جديد للعضوية الكاملة، وقد أثار هذا الطلب موجة جدل واسعة داخل أروقة المنظمة الدولية وخارجها.

وتعد هذه الخطوة ذات أهمية كبيرة للفلسطينيين، إذ سيترتب عليها اعتراف الأمم المتحدة رسميًا بدولة فلسطين في حال تمرير القرار، لكن للحصول على صفة العضوية الكاملة يتطلب أولًا الحصول على 9 أصوات مؤيدة على الأقل من أصل 15 دولة في مجلس الأمن، ليتم عرض القرار للتصويت.

ثم يجب حصول القرار على موافقة مجلس الأمن في اجتماع اليوم الخميس 18 أبريل، قبل إحالته لاحقًا للتصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يتطلب تمريره موافقة ثلثي الأعضاء.

مجلس الأمن الدولي

داعمون ورافضون وممتنعون

ووفقًا لما أشار موقع أكسيوس الأمريكي، فمن المتوقع أن تؤيد 8 دول في مجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضوًا الطلب الفلسطيني بمنح فلسطين العضوية الكاملة، وهي: روسيا والصين والجزائر ومالطا وسلوفينيا وسيراليون وموزمبيق وغيانا.

بينما من المرجح أن تمتنع بريطانيا عن التصويت، أما باقي الدول الأعضاء مثل فرنسا وسويسرا واليابان وكوريا الجنوبية والإكوادور، فتسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى حثها للتصويت ضد القرار الفلسطيني أو الامتناع للحيلولة دون حصوله على 9 أصوات أو أكثر.

ويأتي هذا التحرك الفلسطيني في وقت حرج للغاية، إذ تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا في العنف والاحتقان بين الفلسطينيين والإسرائيليين أبان عملية طوفان الأقصى العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة المستمر منذ 195 يوم.

ولا شك أن نجاح أو فشل الطلب الفلسطيني الأخير سيكون له تداعيات كبيرة على مستقبل عملية السلام برمتها.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة