د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد


من الآخر

د. أسامة أبوزيد يكتب: «هى الكورة فين»؟!

أسامة أبوزيد

الإثنين، 22 أبريل 2024 - 03:30 م

النجاح فى أى شىء يحتاج إلى تخطيط وجهد وعرق وعلم لأن «الفهلوة ودهان الهواء دوكو» أمور لم تكن موجودة على الخريطة الرياضية العالمية، وتحديداً كرة القدم التى تطورت بشكل رهيب وأصبح العالم العربى يمارسها ويلعبها بمنتهى الدقة والكفاءة والخوف على مستقبل اللعبة الشعبية الأولى بسبب عدم وجود أى تخطيط!
 

■ الفنان الراحل سمير غانم لخص أحوال الكرة المصرية فى فيلمه الشهير «زواج على الطريقة الحديثة»

الفنان الراحل سمير غانم أحد نجوم التمثيل التاريخيين من وجهة نظرى منذ أن كان شاباً وهو معجون فن وخفة دم غير طبيعية.. حفر فى الصخر مع الثنائى چورچ سيدهم والضيف أحمد.. وربما يكون عدد كبير جداً من الشباب لا يعلمون هذه الأسماء المبدعة نتيجة لعصر المهرجانات والتلوث الموسيقى واقتحام الأغنية الشعبية الهابطة وانتشار المطربين «الترسو» الذين عندما يتحدثون أو يقومون «بالطرش» عفواً فى اللفظ.. تكتشف أنهم لدغ ونص الحروف «طايرة»!

سمير غانم فى أحد «الاسكتشات» الفنية فى فيلم «زواج على الطريقة الحديثة» عندما جاءت الكرة فيه وهو يلعب دور المذيع للمباراة بين الرجال والسيدات على شط البحر.. قال إن كابتن «كاكا» كان دائماً يسأله «الكورة فين.. هى الكورة فين»؟!

أداء سمير غانم قمة فى الكوميديا ولذلك لم ينس أبداً من تابع هذا العصر أو شاهد الفيلم.. والعبارة أو السؤال كان فى المضمون.. فعلا هى «الكورة فين»؟!

اختلط الحابل بالنابل فى كرة القدم وسياستها غير الموجودة فى اتحاد الكرة.. قمة الكوميديا السوداء شاهدناها جميعاً فى نهاية مباراة إنبى والأهلى فى دورى الشباب 2003، فاز انبى 4/3 وفرحت جماهير إنبى واحتفلوا بالبطولة داخل الملعب.. وقامت جماهير الأهلى بالاحتفال داخل الملعب.. وكانت المباراة مذاعة على الهواء بقناة On Sportالمحترمة.. ولا أحد يعلم من البطل؟.
والمؤكد أن الجدال والعك الموجود أثبت أن هناك فوضى فى كرة القدم وأن احتجاج إنبى أن فريقه لعب مباراة مع المصرى وفاز الأخير.. له حق فى النقاط الثلاث لأن هناك حالة تزوير فى لاعب بصفوف المصرى!!

الورطة سببها تأخر اتحاد الكرة فى الرد على إنبى واتخاذ القرار.. لحسم الأمر.. وتأخير القرار زاد من الطين بلة وبالتالى لو تم اثبات التزوير وإلغاء نتيجة المباراة وفوز إنبى بالنقاط الثلاث سيكون هو البطل.. ولو ظل الوضع على ما هو عليه لأصبح الأهلى هو البطل.. المشهد مكرر.. ولم نتعلم ولم يحدث أى وقفة!!

الأمر الذى شاهدناه كان هزلياً وكارثياً وفوضوياً.. وبالتالى يحتاج إلى وقفة مع اللوائح وسرعة اتخاذ القرار.

كرة القدم تمر بلخبطة ليست فنية فقط.. لأن فعلاً «الكورة فين.. ورايحة على فين»؟!

لخبطة حقيقية فى اللوائح.. والمستويات الفنية تراجعت بشكل ملحوظ.. ولا مجال للضحك أو اللعب فى الوقت الحالى ونهج الدولة بالكامل لا ينظر إلى الوراء.. ولا يوجد مجال للهزار.. والجد أصبح عنواناً فى جميع القطاعات والمؤسسات لمواكبة الأحلام والطموحات التى بدأت فى الجمهورية الجديدة.
نحتاج تعديل الأوضاع الكروية وإصلاح ما يحدث الآن من تخبط فى الحكام والڤار وشكل المسابقات وتحديداً الدورى الذى لا تتساوى فيه الفرق فى عدد المباريات وهو ما يشكل معاناة وعبئاً كبيراً على فرق تنفق الملايين على اللعبة التى أصبحت صناعة.

نحتاج إلى رجال يستطيعون الإصلاح الفورى والتعديل دون أى مصالح شخصية أو مجاملة أو إلقاء بكرات النار أقصد الأزمات إلى اللجان حتى تكون فى الصورة أمام الأندية التى تمتلك جماهير وشعبية وأرضية.

يجب أن نضع المنتخب فى مقدمة الصفوف حتى نحقق المطلوب بالوصول إلى نهائيات كأس العالم.. ونفوز ببطولة أمم أفريقيا التى نحلم بها منذ سنوات.. وجاء الوقت لنحقق ما نصبو إليه على يد جهاز فنى وطنى مخلص.. حتى لو كان هناك اصابات وحالات فنية غير مستقرة فإن البحث والتنقيب عن المواهب أمل وطموح مشروع للمواهب التى يجب أن تأخذ فرصة فى الظهور والإبداع والمنافسة على تحقيق البطولات لأم الدنيا.

الحدوتة الكروية «ملخبطة» وتحتاج إلى «حلالين» للمشاكل وليس لمجموعة بتتفرج مثل الكثيرين!!

الكرة فى أوروبا وما نشاهده فى الدوريات العالمية مختلفة رغم أن المبالغ التى يتقاضاها لاعبونا فى الأندية الكبيرة خيالية ومحبطة لعينة كبيرة من الشعب.

نعم هو عرض وطلب لكن وجود سقف أو تسعيرة أمر سيجعل الأوضاع أفضل مع الوضع فى الاعتبار أننا لا نملك الاحتراف الحقيقى إلا فى الفلوس فقط التى تدخل جيوب اللاعبين!!
الله الموفق والمستعان

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة