كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

النظرة العادلة لزعماء مصر!

كرم جبر

الإثنين، 22 أبريل 2024 - 07:59 م

الملك فاروق، بعد رحيله قالوا عنه إنه كان فاسداً عاشقاً للنساء، وفى عصره وقعت البلاد فى قبضة البوليس السياسى الذى اغتال الحريات، وألقى بالأحرار فى السجون، وغير ذلك عن مجتمع النصف فى المائة، «والريس عبد الواحد» فى «رد قلبي»، رغم أن «عبد الواحد» كان له ولدان، أحدهما ضابط جيش والآخر شرطة، فكيف سمح لهما النظام البائد بذلك؟.


والرئيس جمال عبد الناصر.. اختزلوا إنجازاته الكبيرة فى مزاعم عن التعذيب، مثل أفلام «البريء»، و»إحنا بتوع الأتوبيس»، ومشاهد تثير الكراهية والغضب فى النفوس، وأضافوا مذبحة القضاء ونكسة يونيو والتأميم، وترصدوا لفترة حكمه بالنظارة السوداء.


لو كان الرئيس جمال عبد الناصر يعلم أن الزمن دوار، لطلب معياراً عادلاً على حكم ما قبل الثورة، حتى يطبق عليه نفس المعيار العادل، ولكن البعض يرى أن علو الشأن لا يكون إلا بهدم الآخرين، والوقوف فوق أنقاضهم.


المُؤكد أن الملك فاروق لم يكن فاسداً مائة فى المائة، وأن عبد الناصر لم يكن ديكتاتوراً رهيباً، ففى عصرهما ازدهرت القوة الناعمة المصرية من أدباء ومثقفين، وكل الأسماء الرائعة نمت وترعرعت فى تلك السنوات، من أم كلثوم حتى عبد الحليم حافظ وطه حسين والعقاد وزكى نجيب محمود، وبقية عظماء مصر الذين يتجاوز عددهم مئات الآلاف.
أما الرئيس السادات فكان خليطاً من التسامح والعقل والحكمة، وبدأ حياته بالإفراج عن المعتقلين فى السجون ومعظمهم من الإخوان، ولكنهم لم يقابلوا الإحسان بالإحسان، بل بالغدر والخيانة والمنصة، وكما اغتالوه حياً حاولوا اغتياله ميتاً.
لو خضع الرئيس السادات لابتزاز «حرّاس الهزيمة»، لاهتز القلم فى يده، وما كان فى استطاعته أن يوقع قرار حرب أكتوبر المجيدة، وكان فى منتهى القوة والحكمة والثقة بالنفس، وهو يستثمر الانتصار فى غرف التفاوض، لكنه لم يسلم من الاتهامات الكاذبة بأنه فرط فى القضية.
أما الرئيس مبارك فكان نصيبه من الهجوم أكبر من كل زعماء مصر السابقين، ووضعوا كل أخطاء الحكام السابقين فى فترة حكمه، ولسوء حظه أن الذى تولى مقاليد الحكم بعد 25 يناير، كان جماعة الإخوان الإرهابية، التى ناصبت كل زعماء مصر العداء والكراهية.
والنظرة العادلة لزعماء مصر يجب أن تكون المصالحة والمصارحة مع أحداثٍ وسنوات فيها نجاحات وأيضاً إخفاقات، وكان كل زعيم يراهن على أن ينهض ببلده، وليس إضعافه والإضرار بشعبه.
والدرس المُستفاد هو النظرة العادلة لزعماء مصر، ليس بإخفاء الأخطاء والعيوب، ولكن بالتقييم العادل والموضوعي، فى سياق ما كان سائداً من فترات حكمهم من أحداث وضغوط وتوازن قوى محلية وإقليمية وعالمية.
النظرة العادلة تضيء شموع الأمل بتجنب الأخطاء وتعظيم الإيجابيات، وهو ما تفعله الدولة الآن بالتعامل مع سيرة زعماء مصر بالعدالة والاحترام والموضوعية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة