كرم جـبر
كرم جـبر


إنها مصر

عيد العمال.. القرارات المصيرية

كرم جبر

الثلاثاء، 30 أبريل 2024 - 07:31 م

سأل الرئيس جمال عبد الناصر عمال مصر وهو يضحك مازحا: «نفسى أدوس على زرار وأجيب لكم كل حاجة.. لكن دلوقتى قلت مصانع»، ونصح المصريين بتحديد النسل لأن عدد السكان 30 مليونا، وبعد سبع سنوات يزيدون بمقدار خمسة ملايين.

حدث ذلك فى خطاب عبد الناصر فى عيد العمال فى شبرا الخيمة فى الثانى من مايو 1967، قبل حرب يونيو بشهر واحد، ولم يكن اهتمامه الأكبر هو الحرب ضد إسرائيل، وإنما البناء والتنمية ونهضة البلاد والخطط الخمسية.

وفجأة انقلبت الأحداث رأسا على عقب، وحدث الحصار الاقتصادى والتجويع واستنزاف موارد البلاد فى حرب لم تكن مستعدة لها، ولاتزال تداعياتها مستمرة حتى الآن.

وبين مايو 1967 ومايو 2024 «57 سنة»، تغيرت أشياء وتشابهت أحداث.

فمصر هى مصر، تحمل فوق كتفيها أعباء القضية الفلسطينية، فى ظل ظروف إقليمية ودولية أكثر تعقيدا وصعوبة، ويدعمها رصيد من الخبرات التى تحصن إجراءاتها وقراراتها بالوعى والحنكة والثبات وعدم الانفعال.

الأزمات متشابهة، والدولة تتسلح الآن بالإدارة المتزنة لمجريات الأحداث فى غزة واتخاذ القرارات والإجراءات المدروسة، والإصرار على إحياء القضية الفلسطينية وحل الدولتين، والتحذير من مخاطر اقتحام رفح، الذى يعيد القضية إلى ما قبل نقطة الصفر.

والرئيس عبد الفتاح السيسى يعظّم الاستفادة من الدروس الناجمة عن الحروب، ويحقق توازنا شديدا بين مقتضيات حماية الأمن القومى المصرى من ناحية، والدفاع عن قضايا أمته العربية انطلاقا من دور مصر ومكانتها ومسئولياتها القومية.

وتمضى البلاد فى نفس الوقت بخطوات ثابتة فى إعادة بناء قوتها الذاتية، والتصميم على الاستمرار فى المشروعات الكبرى، كصمام أمان للبلاد ضد الأزمات الاقتصادية وحماية إنجازات الدولة ومكتسباتها.

فى ذاكرة الأمة وزعمائها مخزون استراتيجى من التجارب والخبرات، والدروس المستفادة تمنحها الوعى المتوازن، فلا تتخذ قرارات مصيرية، إلا إذا كانت تخدم مصالحها العليا، وفى صدارتها حماية سيناء.

كان عبد الناصر زعيما وطنيا مخلصا لبلاده، ويطمح فى رفع شأنها وعزتها وكبريائها، وتحسين الأحوال المعيشية للمصريين، وحالت المؤامرات بكافة صنوفها من تحقيق حلمه الكبير.

ويحكم مصر الآن زعيم وطنى ومخلص، استطاع رغم التحديات الكبيرة أن ينجو بمصر، متسلحا بخبرات أمة ووعى شعب يتحمل ويصبر، ويثق فى قدرة دولته على وضع الحلول الحاسمة للمشاكل والأزمات.

فى الاحتفال بيوم الشهيد منذ شهر تقريبا، قال الرئيس السيسى:

«لم أغامر بكم يوماً، ولم اتخذ قراراً أضيع به مصر أبداً»، فمن يبنى ويشيد ويتطلع أن تكون بلده أم الدنيا وأحسن بلد فى الدنيا، لا يغامر ولا يتخذ قرارات تضيع البلد، وإنما يتطلع إلى المستقبل بعزيمة وإصرار ورغبة فى أن تكون بلاده فى أحسن حال.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة