فكرة
فكرة


كنوز| فكرة!

عاطف النمر

الأربعاء، 01 مايو 2024 - 05:31 م

إننى أؤمن بالمثل الذى يقول: إن الغـالى ثمنه فيه .. وإن الجمهور مستعد أن يدفع خمسين قرشاً إذا أحس أن ما يُقدم له یساوی خمسين قرشاً .. وغير مستعد أن يدفع قرشاً واحداً إذا أحس أن ما يُقدم له لا يساوى إلا 9 مليمات !

وقد ثبت هذا فى سوق الصحف ..عندما أقبل الجمهور على شراء مجلات ثمنها سبعة قروش وأعرض عن شراء مجلات ثمنها قرش وقرشان !

وثبت هذا عندما أحضرت إلى القاهرة فريق البرازيل لكرة القدم ليلعب مع المنتخب القومى، واتهمنی الناس وقتها بالجنون!

قالوا إن جمهور القاهرة لم يتعود أن يدفع أكثر من أربعة آلاف جنيه فى إيراد أى مباراة .. وإذا بهذا الجمهور يدفع ٢١ ألف جنيه فى المباراة الأولى، و18 ألف جنيه فى المباراة الثانية بعد تخفيض أسعار الدخول ! 

دفعت عشرة آلاف جنيه أجرة الطائرة ومصاريف إقامة الفريق البرازيلى، وعشرين ألف جنيه للفريق .. وبقی ربح قدره سبعة آلاف جنيه سلمته لاتحاد كرة القدم !

ومعنى هذا أن الجمهور مستعد لأن يدفع إذا أحس أن ما سيشاهده يسـاوى المبلغ الذى دفعه. 

وبهذا يجب ألا نتجه الى إنتاج الأفلام الرخيصة.

ويجب أن نعود الى إنتاج أفلام مرتفعة التكاليف.

ونشرك عدداً من الكواكب والنجوم فى الفيلم الواحد.

ونختار أحسن المخرجين والمصورين والمؤلفين للاشتراك فى إخراج الفيلم الكبير.

يومها سيزيد الإقبال على مشاهدة هذا الفيلم، ونضرب الأرقام القياسية فى الإيراد التى تمر بها اليوم، فهذه الأرقام القياسية يجب أن تكبـرُ وتتضاعفُ وتتزايد عاماً بعد عامٍ، فقد زاد عدد القادرين على الذهاب الى السينما .. وبقى علينا أن نجذبهم الى الروايات .. ونغريهم على ترك منازلهم والحضور الى دور السينما ..

فالجمهور الذى دفع 31 ألف جنيه فى مباراة واحدة يلعبها فريق البرازيل فى القاهرة مستعد لأن يدفع مئـات الألوف فى رواية واحدة تعيش فى ذاكرته كما عاش مع فريق البرازيل !

على أمين « الكواكب» - 13مارس 1962

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة