إلهام عبدالفتاح
إلهام عبدالفتاح


هجمة مرتدة

ثقافة الاستغناء

إلهام عبدالفتاح

الجمعة، 03 مايو 2024 - 07:13 م

سادت فى مجتمعنا منذ ثمانينيات القرن الماضى ثقافة الاستهلاك وتطورت مع السنوات إلى امراض  مجتمعية مثل التفاخر والمنظرة ولعلاجها والقضاء عليها لابد من تغيير ثقافة الاستهلاك واتباع ثقافة الاستغناء.

لم يكن لدى عامة الشعب إرادة تغيير النمط الاستهلاكى حتى جاءت الظروف الاقتصادية الصعبة عقب جائحة كوفيد 19 والحرب الأوكرانية الروسية ثم حرب غزة .. مما وضع الشعب أمام إختيار واحد وهو إعادة تقييم تعاملاته الاقتصادية اليومية ووجد فى المقاطعة سلاحا حاسما فى كبح جماح الاسعار المبالغ فيها كأسلوب حضارى لا يتعارض مع قوانين الدولة.

وفى الاسابيع الاخيرة قامت الدولة بمجهودات مضنية لتوفير السلع الضرورية بأثمان معقولة وبالتحديد من قبل رمضان ومازالت مستمرة عبر العديد من المبادرات ولكن استمرت الاسعار فى ارتفاع غير مبرر بسبب جشع واستغلال طائفة من التجار للمستهلك المصرى الذى قرر ان يكون ايجابىت والبداية من مدينة بورسعيد ولأهلها كل التحية الذين قرروا الاستغناء عن  سلعة حيوية بالنسبة لهم وهى الأسماك بعدما رفع  تجار السمك الاسعار بشكل مبالغ.. وبمبادرة شعبية دعت لمقاطعة الاسماك والمأكولات البحرية تحت شعار «خليها تعفن» .

وظهرت بوادر نجاح الحملة بتخفيض الاسعار وانتقلت الحملة من محافظة لأخرى بفضل وسائل التواصل الاجتماعى والأمر مرهون بصمود المقاطعين.
وهى المرة الاولى التى تنجح حملة لمقاطعة سلعة معينة خلال السنوات العشرين الاخيرة فمثلا منذ عام ظهرت أكثر من مبادرة لمقاطعة البيض ولم تنجح ولكن الحراك الشعبى هذه المرة مختلف نتيجة استيعاب المواطن أن الجشع هو سبب الازمة ولابد أن يواجهه بنفسه فمهما بذلت الحكومة من إجراءات لخفض الاسعار فلن تستطيع تعيين مفتش تموين على كل محل او سوق.

النجاح الحقيقى لحملة المقاطعة هو استمرار خفض اسعار السلعة التى تمت مقاطعتها وهذا يتحقق بدعم الحكومة لجهود المبادرة الشعبية وزيادة الدور الرقابى على الاسواق والمحلات.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة