د. جيهان جمال الدين
د. جيهان جمال الدين


أعداء الأسرة والحياة l د. جيهان جمال الدين : المتشددون دينيًا نشأوا على عدم احترام المشاعر والأحاسيس والعاطفة

أخبار الحوادث

الجمعة، 10 مايو 2024 - 06:11 ص

نهى‭ ‬رجب

 النظر إلى المرأة نظرة دونية ومعاملتها باستهانة وتحقيرها وسلبها حقوقها المشروعة والانتقاص من قدرها ومكانتها والحرمان من التعليم والعمل والميراث وتزويجها فى سن مبكرة أو تجبر على الزواج من رجل لاترتضيه لنفسها زوجًا وختان الإناث وضرب الزوجة، كلها أفكار متشددة لاتزال للاسف تحظى بالقبول لدى البعض وبالرغم من صدور العديد من القوانين التي تجرم العنف ضد المرأة بكل أشكاله إلا أن هناك بعض التيارات الدينية المتشددة أمثال الإرهابية والمتسلفة تعارض بشدة فكرة تجريم العنف ضد المرأة، وترى أن من حق الزوج تأديبها بالطريقة التي تحلو له، فهم دائما يرونها سبب هلاك المجتمع وفي الوقت ذاته تجدهم يعيشون بازدواجية؛ يهمشونها ويتزوجون كثيرًا ويطلقون أكثر؛ «أخبار الحوادث» اجرت حوارًا مهمًا مع الدكتورة جيهان جمال الدين أستاذ الصحة النفسية والإرشاد الاسري حول إشكاليات هذه الازدواجية المرعبة التي يمارسها التيار السلفي مع المرأة، وتقديم الحلول المناسبة والروشتة الصحية لتعامل المرأة مع مثل هذه الافعال الشاذة، وإلى نص الحوار.

لماذا يرى هذا التيار أن عمل المرأة لايكون إلا فى بيتها وهناك من يسمح بالعمل لفئات خاصة مثل الطبيبات والممرضات بشرط ارتداء النقاب وموافقة الاهل، وهناك محاولات عديدة لتقليل نسبة الأمية فى بعض القرى تحديدًا ومع ذلك هناك بعض الافكار المتشددة التي تحرم الفتيات من إكمال دراستهن ومن العمل بزعم أن الإسلام يمنع عمل المرأة؟

تجيب د. جيهان جمال الدين قائلة: أولا كفل الاسلام للمرأة حقها فى التعليم وفى العمل وفى الميراث وفى اختيار الزوج وحقها فى الحياة الكريمة؛ فساوى بينها والرجل فى الحقوق والواجبات وخاطب الرجال والنساء على حد السواء قال تعالى؛ «فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض» سورة أل عمران، وقال الرسول الكريم صل الله عليه وسلم؛ «استوصوا بالنساء خيرا».

هناك دور كبير على رجال الدين والعلماء ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة وكافة شرائح المجتمع في توعية المرأة بحقوقها وتقديم يد المساعدة لهن وبذل كل ما فى وسعهم للقضاء على العنف وكافة أشكال التمييز التي يمارسها هؤلاء ضد النساء.

العنف ضد المرأة سببه فى أغلب الحالات بعض الأفكار المتطرفة من المتشددين دينيًا، فما هى الأسباب والدوافع النفسية؟!

التنشئة الاجتماعية لهؤلاء الاشخاص هى السبب الرئيسي لتشكيل الوجدان وتحديد سمات الشخصية والتأثر العميق بالبيئة والافراد المقربين مثل الاب والام وخاصة الام التي تقوم بدورها فى إعطاء اولادها الحب والحنان والرعاية والشعور بالطمأنينة، فإذا أفتقد الشخص هذه الاشياء تحول لشخص قاسي ومتحجر المشاعر ومن ثم يكون فريسة سهلة للأفكار والمعتقدات المتطرفة، فهؤلاء تربوا على عدم المحبة والرحمة، الزواج بالنسبة لهم جنس وليس مشاعر واحترام متبادل.

هناك نظرية تسمى المصدر والتبادل لـ «وليم جود» وهو من ابرز علماء الاجتماع ظهرت هذه النظرية ظهرت لاول مرة فى العام 1971وأثارت مشكلة عنف الزوج ضد الزوجة وأراد وليم فى هذه النظرية أن يوضح الادلة الدافعة والدوافع النفسية والاسباب التي تؤدي لعنف الزوج؛ فوجد أنه كلما زاد الرجل فى النجاح والقوة كلما قل عنفه ضد المرأة إذن الرجل يلجأ للعنف عندما يشعر بالنقص سواء فكريًا أو ماديًا أو اجتماعيًا، هم باختصار لا يعرفون معنى إماطة الأذى لا عن المرأة فقط وإنما الناس.

ما هى الآثار النفسية المترتبة على الابناء بسبب تلك الافكار الشاذة؟!

الآثار النفسية الناجمة عن العنف المتطرف أو المتشدد يتسبب فى جعل المرأة بشكل عام والزوجة والام بشكل خاص مقهورة مكتئبة تشعر بالضغط والقهر النفسي، لا تملك أداة تنفيس عن روحها أو عن المشاعر السلبية التي تشعر بها بسبب القلق الدائم وافتقادها للامن والسلام النفسي، مهددة دائما بخراب البيت لذلك تجبر على الاوضاع المهينة وتتحول لزوجة خاضعة لانها لاتملك البدائل مثل المسكن أو انها لاتعمل أو من اجل أطفالها ولكن هذا الخضوع لايستمر طويلا فالكبت دائما يؤدي إلى الانفجار وهنا تكمن الكارثة فقد يؤدي ذلك للتفكير فى الانتحار والتخلص من النفس أو اللجوء للإدمان وبالتالي بسبب ذلك نجد أبناء غير أسوياء.

 لابد من وجود أيدولوجيات تحكمنا خاصة عند اختيار شريك الحياة ومعرفة انتمائه وأفكاره عاداته وتقاليده أيضا لابد من التكافؤ على جميع المستويات سواء فكريًا او ماديًا او اجتماعيًا حتى لاتقع الفتاة أو المرأة فى فخ هؤلاء الأشخاص المنحرفين فكريًا؛ فالتدين على الطريقة السلفية يخرب البيوت ويزلزل كيان الأسرة، ويدفع المرأة في النهاية إما إلى الاكتئاب والانتحار أو ارتكاب جريمة قتل أحيانا، وفي كل الأحوال تدفع هى وأبناءها ثمن اختياراتها الخاطئة.

ما رأيك فى أحقية الرجل فى تأديب زوجته بالضرب والهجر سواء المعنوي أو الجسدي؟

العنف مرفوض تماما بكافة أشكاله وللأسف الشديد هى أفكار مرتبطة بالعادات والتقاليد الخاطئة المتوارثة والتي تجعل المرأة فى مرتبة متدنية نتيجة فكر عقيم؛ بأن الولاية على المرأة تعني التحكم فيها والعدوان وتأديبها بكل وسائل التأديب التي يرونها لذلك لابد من تغير هذه الثقافة المتوارثة، فالقوامة هى تكليف الرجل بالقيام على شؤؤن النساء ورعايتهن وليس القوامة انتقاص حقوقها وإهدار كرامتها وممارسة العنف ضدها.

وما رأيك فى النساء والفتيات اللاتي يتعرضن للعنف من أزواجهن ولايشتكين ولاحتى يعبرن عن رفضهن لتلك التصرفات المؤذية؟

للاسف حالات العنف الاسري زادت بشكل كبير، فنجد زوجة مثلا تتعرض للعنف من زوجها تشتكي لوالدتها مثلا فتقول لها بإن عليها أن تتحمل من باب طاعة الزوج وبالتالي أصبح اعتداء الزوج على زوجته أمرًا عاديًا مما أسهم فى تفاقم هذه المشكلة وأيضا عدم معرفة النساء والفتيات بحقوقهن.

هل الرجل بشكل عام والمتشدد بشكل خاص الذي يضرب زوجته وأولاده يحتاج إلى علاج نفسي؟!

بالطبع هو مريض نفسي وغير متزن ولديه شعور دائم بالنقص وفى حالات قد يتطور فيها العنف الى قتل وتعذيب لذلك لابد توعية النساء بحقوقهن وتعزيز ثقتهن بانفسهن يليه دور القانون فى سن التشريعات التي تقضي بأشد العقوبات على كل من يعتدي بالضرب على زوجته وأبنائه بداعي التربية والتهذيب، وهذا ما ننتظره في قانون الأسرة الجديد.

نريد روشتة صحية وحلول لمواجهة الافكار المتطرفة التي تؤدي للعنف ضد المرأة؟!

أولا الاستماع لتجارب مختلفة تتعلق بالعنف ضد المرأة بأي شكل من الاشكال، التوعية بخطورة الزواج المبكر والعمل على تقاسم المسئوليات بالتساوي ونشر الوعي بين أفراد المجتمع خاصة سكان الريف ودراسة الظروف الصعبة التي تعيشها المرأة فى تلك المناطق وتعزيز قدراتهن على العمل وكسب المال وتحقيق ذواتهن بأنفسهن وأخيرا تجاوز فكرة بقاء المرأة متحملة عنف الرجل فقط لكونها مغلوبة على أمرها.

اقرأ أيضا : شبكات الإرهابية تسيطر على سجون بريطانيا وتبيع المخدرات داخلها

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة