السبت، 11 مايو 2024 - 07:55 م

أخيراً صدر تقرير الخارجية الأمريكية عن مراعاة الدول التى تتلقى مساعدات عسكرية أمريكية للقانون الدولى والقوانين الأمريكية. وكما هو متوقع عكس التقرير التخبط الذى تعانيه السياسة الأمريكية حين يتعلق الأمر بإسرائيل "!!" التقرير الذى قدمه وزير الخارجية "بلينكن"، لمجلس الشيوخ جاء حافلًا بالتناقض؛ لأن الهدف منه هو التهرب من المسئولية !!

التقرير يتحدث عن منطقية التقييم الذى يقول إن إسرائيل استخدمت السلاح الأمريكى بطريقة لا تتفق مع القانون الدولى، ويقر المستويات العالية من الضحايا المدنيين الفلسطينيين.. لكنه يقول إن الولايات المتحدة "بكل إمكانياتها!!" لم تستطع التوصل لنتائج قاطعة عن انتهاكات إسرائيل للقوانين "!!"، ولهذا ليستمر الوضع على ما هو عليه، ولا عزاء فى مصداقية الدولة الأعظم، ولا فى اعتراف رئيسها قبل يومين من التقرير علنًا بأن السلاح الأمريكى قد استخدمته إسرائيل لقتل المدنيين !!

يحدث ذلك.. بينما إسرائيل توسع عدوانها الخطير على مدينة "رفح"، وبالسلاح الأمريكى الذى يمثل نحو ٨٠٪ من أسلحة جيش إسرائيل ضاربة عرض الحائط بتحذيرات العالم من كارثة إنسانية غير مسبوقة، ومعرضة سلام المنطقة كلها لأفدح الأخطار، ومتجاهلة تصريحات الرئيس الأمريكى بايدن عن منع السلاح عنها إذا اجتاحت رفح !! وحتى الآن مازال البيت الأبيض يتحدث عن استبعاد الاجتياح الكامل لرفح من جانب إسرائيل وكأنه يتعامل مع عقلاء، وليس مع نتنياهو وبن غفير!!

تعرف الولايات المتحدة جيدًا خطورة الموقف، وتدرك أن جنون نتنياهو يمكن أن يفجر المنطقة، وأن ينسف أوضاعًا استقرت، واتفاقات صمدت لتحديات كثيرة، ومصالح عديدة أولها مصالح أمريكا فى عالم عربى لن ترضى شعوبه - مهما حدث- إلا بفلسطين حرة وقدس عربية شرطًا للسلام. لم يعد هناك وقت لهذا التخبط فى السياسة الأمريكية. إيقاف حرب الإبادة فورًا على كل الأرض الفلسطينية هو مسئولية أمريكا كما كانت الحرب واستمرارها هو قرارها حتى الآن "!!".