صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات| قرية عربية تمنع دخول الرجال.. ما القصة؟ |صور وفيديو

أحمد الشريف

الجمعة، 17 مايو 2024 - 02:12 م

وسط جثامين القتلى، ورائحة الموت، وخنادق الإرهاب، وصوت الرصاص والقنابل والقذائف، هربن متمسكات بقشة أمل، ليس في جيوبهن إلا بضع حياة، وليس في أيديهن إلا سنبلة سلام، واستوطنوا قرية في شمال شرق سوريا، ومنعوا دخول الرجال إليها، واقتصروها على النساء، ملجأ لكل من عانت ويلات الحرب أو ظلم العائلة أو من أغلقت في وجهها كل الأبواب ولم تجد بيتا يئويها أو سند يحيمها، أنهن نساء قرية جينوار الواقعة في منطقة الدرباسية بقضاء الحسكة شمال شرق سوريا.

هذا ما تردد عن قرية جينوار الواقعة بالمنطقة الواقعة في شمال شرق سوريا، والتي يعني اسمها "مساحة للنساء" باللغة الكردية، وتم بنائها عام 2018، وتضم 30 منزلا، وتستضيف 20 أسرة من النساء والأطفال، وتوجد بها مدرسة وأكاديمية تدريب ومخبز وبعض الحقول التي تزرعها النساء، كل هذا وأكثر يتردد عن القرية.. فما حقيقية ما يشاع عنها؟.

ملجأ للهاربات
إسماعيل شريف صحفي سوري من شمال شرق سوريا، أكد ما يشاع عن القرية من أنها يعيش فيها النساء فقط، وأنها شيدت بواسطة النساء، وتعد ملجأ للنساء الهاربات من عوائلهم واللاتي فقدن أزواجهن في الحرب بين مقاتلي تنظيم داعش ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، مشيرا إلى أن القرية أخذت طابع نسوي وبشكل نظري هذا شئ جيد في ظل إحتوائهم لكل أنثى عانت من الظلم أو ويلات الحرب، مستطردا ولكن الشئ السلبي أن هناك «عسكرة» بالقرية، حيث يتم تجنيد الأطفال للانضمام لقوات «قسد».

وأوضح شريف، في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من قضاء الحسكة، أن القرية تقع بين مدينتي عامودا والدرباسية بريف الحسكة، لافتا إلى أن نسائها ليس جميعهن من الأكراد، ولكن هناك أيضا نساء عرب، وذلك عائد إلى أن «قسد» إدارة ذاتية متعددة الأعراق والأديان للقوات التي يغلب عليها الطابع الكردي. 

وأضاف شريف، أن نساء القرية لا يسمحن للرجال بزيارة القرية إلا في أثناء النهار لجلب مواد أو توصيل أغراض، ولكن لا يُسمح لهم بالمبيت، كما أن النساء يتناوبن على مراقبة الداخلين والخارجين للقرية، إذ إنهن يحملن السلاح أثناء النوبات الليلية لتأمين القرية.

لعبة إعلام
بدوره، قال اللواء محمد عباس نائب مدير الأكاديمية العسكرية العليا سابقا في الجيش السوري، إنه حين يتم الحديث عن قرية مثل جينوار شمال شرق سوريا، إنما يُراد التسويق الإعلامي إلى أن قوات سوريا الديموقراطية «قسد» قد قامت بتحرير المرأة وشيدت لها قرية نموذجية لا يدخل إليها الرجال وتضم النساء فقط وفيها حوالي 30 بيتا من كل القبائل والأطياف والمذاهب، وهذا عكس الحقيقة، فكيف لهذا العدد القليل من المنازل أن تضم كافة الطوائف السورية، فسوريا بها أكثر من 75 شريحة مجتمعية فكيف لـ 30 بيتا أن يضم كل الألوان والأطياف والمذاهب.

وأضاف عباس في تصريحات خاصة لـ «بوابة أخبار اليوم» عبر الهاتف من العاصمة دمشق، أن ما يقال عن القرية هي في الحقيقة لعبة إعلام  يروج أن «قسد» قد حررت المرأة وأنها في باقي أرجاء سوريا تتعرض للانتقاص من قيمتها ولا تأخذ حقوقها وكرامتها، ومن المهم الإشارة إلى ما وصلت إليه المرأة في سوريا فهي الآن تتقلد منصب نائب رئيس الجمهورية، وكان لها دور رئيس البرلمان ويتم تمكينها في مختلف مفاصل الدولة وهي تتحمل المسؤولية في عدة حقائب وزارية في الحكومة السورية وعضوة بالبرلمان وأستاذة جامعية وفي مواقع عالية في سلسلة صنع القرار وفي القيادات العسكرية فهي اليوم برتبة جنرال في الجيش والشرطة..

وأضاف أن هذا النوع من الترويج إلى فكرة وجود قرية تختص بالنساء في منطقة تسيطر عليها المجموعة الانفصالية والإرهابية «قسد»، والتي تعتبر نظيرا علمانيا لتنظيم داعش الإرهابي التكفيري، هو أمر غير واقعي يهدف لتكريس دور إنساني لمنظمة إرهابية انفصالية هي قوات سوريا الديمقراطية، موضحا أن الاحتلال الأمريكي يستثمر في السلوك الانفصالي لهذا التنظيم الذي يتكامل في دوره مع تنظيم القاعدة وداعش وجبهة النصرة، ويتم العبث بالمكونات الاجتماعية الوطنية الأخرى من العنصر العربي لخدمة المشروع الأمريكي الرامي إلى سلخ المنطقة الشرقية والشمالية عن سوريا، وبما يعزل سوريا عن محيطها العربي، وتفكيكها إلى كيانات هزيلة جديدة على حساب الوطن الأم، والترويج إلى أن كل ما يجري هو ثورة الديمقراطية والحرية لتحقيق دولة  الخلافة المزعومة على حساب سوريا.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة