الخميس، 23 مايو 2024 - 06:09 م

اعتدنا فى الآونة الأخيرة، التى هى عدة سنوات بمقياس الزمن، على استنكار ظاهرة غياب بعض الطلبة عن الانتظام الدراسى فى المدارس، والتى أصبحت ظاهرة سلبية لافتة للانتباه فى بعض، إن لم يكن العديد من المدارس الإعدادية والثانوية، خلال السنوات الماضية وحتى الآن، فى بعض المدارس بالقاهرة وبقية المحافظات.

والاستنكار يأتى كتصرف طبيعى ورد فعل تلقائى من غالبيتنا، تجاه تصرف مستهجن من بعض الطلبة الذين يتغيبون عن المتابعة اليومية للعملية التعليمية، التى هى واجبهم الأول ومهمتهم الأساسية، وهو ما يستوجب حرصهم على التواجد والحضور للمدرسة بصفة منتظمة،...، فإذا ما غاب الحرص على التواجد والانتظام،...، وجب التنبه والاهتمام ووجبت المساءلة.

وفى العادة كانت ولا تزال المدارس تلجأ إلى وسيلة شبه متفق عليها، وهى إحاطة أولياء أمور هؤلاء الطلاب علما بالسلوك الخاطئ لأبنائهم، وذلك بإرسال خطابات تبلغهم فيها بالسلوك السلبى والخاطئ لأبنائهم، وتطالبهم بتفسير هذا السلوك وعدم تكراره.

وفى حالة تكرار هذا السلوك يتطور الأمر ويتصاعد، وصولًا إلى استدعاء ولى الأمر للمدرسة، كى يقوم بتفسير الأسباب التى أدت إلى هذا التكرار، والالتزام بعلاجه حتى لا يؤثر على المستقبل التعليمى أو الدراسى للطالب.

هذا هو ما اعتدنا عليه وما درجت على الأخذ به المدارس عندنا، وأحسب أن هذا الإجراء مازال معمولا به حتى الآن فى كل المدارس بالقاهرة وغيرها من المحافظات سواء فى الحضر أو الريف. ولكن المدارس البريطانية لم تتوقف عند ذلك الحد، بل لجأت إلى أسلوب ووسيلة أخرى لمكافحة ظاهرة غياب الطلبة الإنجليز عن المدارس، حيث طلبت هذه المدارس من الشرطة البريطانية التوجه إلى منازل الطلبة الذين يتغيبون باستمرار عن الحضور فى فصولهم الدراسية، والقيام بتوجيه تحذير قوى إلى أولياء أمور هؤلاء الطلبة.

ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، بل وفى محاولة جادة للسيطرة على تلك الظاهرة، فرضت الحكومة البريطانية على جميع المدارس الحكومية فى انجلترا، تقديم سجلات حضور الطلبة يوميًا إلى وزارة التعليم، اعتبارا من سبتمبر المقبل، وفرض غرامات مالية على أولياء الأمور للطلبة غير الملتزمين بالانتظام والحضور للمدارس.

والآن.. ما رأى القائمين على العملية التعليمية فى بلادنا.