الضحية
الضحية


الشرطة تكشف لغز اختفاء موظف عثرت عليه مدفونًا بأرض زراعية

أخبار الحوادث

السبت، 25 مايو 2024 - 06:11 ص

حبيبة جمال

١٧يوما كاملة، ما بين صراخ الأسرة وبكاء الأطفال، وصدمة الأب المسكين ومساندة الجيران وأهالي القرية، الكل يبحث عن ناصر، ذلك الموظف الذي اختفى عن بيته فجأة دون أي مقدمات، كانوا على أمل أن يجدوه بخير ويعود لبيته ولأطفاله، لكن القلق والخوف من أن يكون قد أصابه مكروه ظلا يسيطران عليهم لأنه ببساطة استحالة أن يترك الاب أولاده وزوجته وحدهم في البيت ويغيب عنهم كل هذه المدة، لكن رغم كل هذا كانوا يعيشون على أمل أنه بخير وسوف يتصل هو بهم أو أن احدًا يخبرهم بوجوده فى مكان ما ولكن؛ بعد ١٧ يوما من الاختفاء عاد ناصر لكنه جثة هامدة بعدما غدر به المتهمون واستدرجوه لأرض زراعية وقتلوه، ما الذي حدث؟ ولماذا قتلوه؟.. في السطور التالية نسرد تفاصيل تلك القصة المأساوية.

تفاصيل تلك القصة بدأت في إحدى قرى مركز القناطر الخيرية، بمحافظة القليوبية؛ حيث يعيش بطل قصتنا ناصر جميل، موظف في أحد المصانع، يبلغ من العمر ٤٦ عاما، متزوج ولديه من الأبناء ٤؛ أكبرهم في الصف الأول الإعدادي.. ناصر هو أكبر واحد في أسرته، كانت سن والده وعكازه، مشهود له بالطيبة وحسن الخلق، لم يكن له أي عداوات مع أحد، حياته هو وأسرته كانت طبيعية جدا، في لحظة تغير كل شيء؛ انقلبت حياة تلك الأسرة من الهدوء للصخب، من الراحة للقلق، من الأمان للخوف والتوتر، عندما خرج ناصر ولم يعد للبيت مرة أخرى، فماذا حدث؟!

اختفاء

قبل ثلاثة أيام من اختفاء ناصر، توفى شقيق زوجته، فذهبت الزوجة لمنزل أسرتها لتكون معهم، وبقى الأطفال الأربعة معه، وكان ينوي الذهاب لعمله لأخذ إجازة حتى يكون هو الآخر بجانب زوجته في تلك المحنة والشدة.. ليلة الاختفاء خرج ناصر في تمام الساعة ١١ ونص مساء متجها ناحية الزراعات وفقا لشهود العيان، وبعدها اختفى تماما ولم يعد.

استيقظ والده فجرًا، لم يجده قد عاد شعر بالقلق، فليس من عادة ناصر أن يخرج ويغيب كل هذا الوقت ويترك أطفاله وحدهم، تصور انه خرج لأمر طارئ رغم ان احساسه يخبره بأن خطرًا يحدق بابنه، صلى الفجر ونام، وعندما استيقظ عرف أن ابنه ناصر مازال غائبًا هنا بدأ القلق يسيطر عليه، ووصل أقصى درجاته عندما حاول الاتصال به كثيرا لكن الهاتف كان مغلقًا، خرج الجميع للبحث عنه في كل مكان، الأهل وأقسام الشرطة حتى المستشفيات لكن بلا فائدة وكأن الأرض انشقت وابتلعته.. تحولت القرية الهادئة لحالة من الصخب الكل يبحث عن ناصر، وهم في حالة صدمة وذهول وأسئلة محيرة تدور داخل رؤوسهم أين ذهب ناصر؟

الرجل الغامض

سألت أسرته الجيران لعل أحد يكون شاهد شيئا غريبًا يساعدهم في حل اللغز، بالفعل أخبرهم أحد الأهالي أن ناصر كان يقف أمام البيت وجاء إليه شخص تحدث معه لدقائق ثم تركه، وبعدها تحرك ناصر ناحية الزراعات، أسرة ناصر عرفوا هذا الشخص وعندما ذهبوا إليه ليسألوه، أخبرهم أنه كان يريد سلفة منه، كلامه معهم لم يكن مطمئنًا.. وعندما يئست أسرة ذلك الموظف المسكين من الوصول إليه لم يكن أمامهم حلا سوى إبلاغ الشرطة.

بلاغ

تلقى اللواء نبيل سليم مدير أمن القليوبية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة القناطر الخيرية يفيد ورود بلاغ من «جميل الدالي»، باختفاء نجله ويدعى «ناصر» 46 سنة، موظف.

وأفاد في محضر الشرطة، أن نجله خرج من منزله مستقلا  دراجته النارية ولم يعد وبحثوا عنه في كل مكان لدى أقاربهم وأصدقائه، ولم يعثر عليه منذ الأول من شهر مايو الحالي حتى عثر على  دراجته النارية في إحدى القرى التابعة لمركز شرطة طوخ بجوار أحد المصارف المائية.

وناشد والده أجهزة الأمن بسرعة تكثيف البحث والعثور عليه لكي يعود إلى أسرته؛ حيث أنه متزوج ولديه 4 أبناء، موضحا، أن نجله المتغيب مشهور بين أبناء القرية بالشهامة وليست له أي عداوات مع أي شخص في القرية أو خارجها.

تشكل فريق بحث لكشف لغز الواقعة، وقاموا بعمل نشرة بصورته وأوصافه وتوزيعها على الأقسام والمراكز وفحص بلاغات الغياب والجثث المجهولة التي يتم الإبلاغ عنها في محاولة للوصول إليه..

١٧يوما كاملة ورجال المباحث يعملون ليلا ونهارا لحل اللغز، كان الرجل الغامض الذي تكلمت معه أسرة ناصر هو طرف الخيط في حل هذا اللغز، والإجابة على كافة الأسئلة المحيرة التي تدور بالأذهان، أرشد هذا الشخص عن مكان ناصر، وعثروا عليه لكنه كان جثة هامدة مدفون في أحد الأراضي الزراعية.. وألقت الأجهزة الأمنية القبض على عامل وآخرين ارتكبوا الجريمة، وتولت النيابة التحقيق ومازالت التحقيقات مستمرة لمعرفة الحقيقة كاملة وما هي طبيعة الخلافات التي تجعلهم يقتلوه.

حزن

سيطرت حالة من الحزن على أهالي القرية، وفي مشهد جنائزي مهيب حضره الكبير والصغير، ودعه الأهالي لمثواه الأخير، وأصبحت مطالب القرية بالكامل هي القصاص العادل ومن المتهمين حتى يعود حقه، فما ذنب أطفاله الأربعة الذين فقدوا عائلهم وسوف يعيشون في ظلمة اليتم دون أب يحمي ويراعي، ما ذنب زوجته التي فقدت زوجها وشريك حياتها وأصبحت أرملة، ما ذنب والده ووالدته اللذان كان يستندان عليه ويحتميان به.

حاولنا التواصل مع أسرته، فوالده كبير في السن والحزن يسيطر عليه فلم يقو على الحديث، ووالدته في حالة انهيار تام غير مصدقة ما حدث لابنها، كان لديها أمل أن تجده عائدا للبيت ويرتمي بين أحضانها ويخبرها أين كان كل هذه المدة، لكنها تفيق على كابوس مفزع وهو أن ابنها قتل بدم بارد، تواصلنا مع شقيقته، فقالت بنبرة صوت يعتليها الحزن: «كان عندنا أمل أن يعود إلينا بخير، ١٧ يوما ونحن نبحث عنه في كل مكان وهو مقتول منذ اليوم الأول، ناصر كان نعم الأخ ونعم الابن ونعم الزوج، لم يكن له أي عداوات مع أحد ومحبوب بين أهالي القرية، سوف نتابع محاكمة المتهمين الى ان يصدر القاضي حكمه العادل ويرتاح شقيقي في قبره وتبرد نار أسرته زوجته وأولاده الأربعة».

اقرأ أيضا : إحالة أوراق ربة منزل وزوجها للمفتي بتهمة قتل زوجة شقيقها في قنا

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة