إناء البطة العجيب
إناء البطة العجيب


«إناء البطة العجيب» قطعة أثرية من الفن المصري القديم في الولايات المتحدة

شيرين الكردي

الإثنين، 27 مايو 2024 - 12:18 م

يعتبر إناء البطة العجيب من أبرز القطع الأثرية التي تعكس مهارة الفنان المصري القديم ودقة صنعه للأدوات اليومية؛ هذا الإناء يعود إلى عصر الأسرة الثالثة عشرة في مصر القديمة (1799- 1550 ق.م)، ليس مجرد أداة للتجميل، بل هو عمل فني يعكس ثقافة وتقاليد تلك الحقبة. 

يُصنع الإناء من حجر أنهيدريت أزرق باهت؛ وهو حجر نادر وغامض في مصدره، مما يضيف إلى قيمته التاريخية والفنية، كما أكده الباحث الآثري الدكتور حسين دقيل المتخصص في الآثار اليونانية الرومانية.

فن مصري قديم بأبعاد مذهلة

وقال الباحث الآثري حسين دقيل، إن إناء البطة العجيب هو جرة كبيرة تأخذ شكل بطة، ويبلغ حجمها 6.2 × 15 × 7.4 سم. يُظهر الإناء مهارة فنية عالية في تصوير تفاصيل رأس الطائر والأجنحة المطوية والأقدام المكشوفة. العيون مطعمة بعناية لتزيد من واقعية الشكل وتفاصيله الدقيقة. 

لغز الأنهيدريت الأزرق في الفن المصري القديم:

وأوضح «دقيل»، أن الإناء مصنوع من حجر أنهيدريت أزرق باهت، وهو نوع من كبريتات الكالسيوم اللامائي. مصدر هذا الحجر الجميل لا يزال مجهولاً، مما يضيف لغزًا آخر لهذه القطعة الأثرية الرائعة. يُظهر الإناء قدرة الفنان المصري على تحويل المواد الطبيعية إلى قطع فنية رائعة ذات وظائف عملية.

رمز الجمال وأدوات الزينة في مصر القديمة

كان الإناء مخصصًا لأدوات الزينة والتجميل، التي كانت تحظى بأهمية كبيرة في مصر القديمة. استخدم كل من الرجال والنساء أدوات الزينة مثل الكحل الذي كان يحمي العينين من أشعة الشمس والرمال، والعطور التي كانت تُصنع من الزيوت أو الدهون المعطرة بالورود والأعشاب والتوابل. البط والإوز كانت أشكالًا شائعة للأواني المستخدمة في حفظ أدوات التجميل، مما يعكس مدى ارتباط الفن بالطبيعة والحياة اليومية في ذلك الوقت.

فن الأسرة الثالثة عشرة ودمج الجمال بالوظيفة

وأشار «دقيل»، إلى أن الإناء يعود إلى عصر الأسرة الثالثة عشرة، وهي فترة شهدت ازدهارًا في الفنون والصناعات اليدوية. كانت أدوات الزينة جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للمصريين القدماء، حيث ارتبطت بالجمال والحماية الروحية. يعتبر إناء البطة العجيب مثالاً على كيفية دمج الفن مع الاستخدام العملي في الحياة المصرية القديمة.

تحفة مصرية في الولايات المتحدة منذ الستينيات

هذا الإناء موجود في الولايات المتحدة الأمريكية منذ ستينيات القرن الماضي. انتقل إلى هناك كجزء من انتقال القطع الأثرية المصرية إلى المتاحف والمجموعات الخاصة حول العالم، مما يعكس مدى الإعجاب العالمي بالفن المصري القديم وتأثيره الكبير على الحضارات اللاحقة.

الشمس تعانق وجه رمسيس في معبد «أبو سمبل»

إن إناء البطة العجيب ليس مجرد قطعة أثرية، بل هو رمز لتاريخ طويل من الإبداع والفن والثقافة في مصر القديمة. يعكس هذا الإناء المهارة الفنية العالية والقدرة على تحويل المواد الطبيعية إلى أدوات تستخدم في الحياة اليومية بشكل جمالي ووظيفي. بقاؤه حتى اليوم يعزز فهمنا لتاريخ الفن المصري القديم ويذكرنا بقدرة الإنسان على الإبداع والتكيف مع محيطه.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة