قصر الأميرة تتر ومدرسة الأيتام
قصر الأميرة تتر ومدرسة الأيتام


قصر الأميرة تتر ومدرسة الأيتام.. تراث إنساني وتعليمي في قلب القاهرة التاريخية

شيرين الكردي

الأحد، 16 يونيو 2024 - 01:04 م

تعتبر مدرسة الأميرة تتر الحجازية واحدة من المعالم التاريخية البارزة في مدينة القاهرة، حيث تمثل نموذجاً فريداً للمدارس الإسلامية القديمة التي كانت محوراً للتعليم والثقافة في العصور الوسطى.

فمدرسة الأميرة تتر الحجازية؛ هي مدرسة أثرية مصرية تحمل رقم (36) بسجلات الآثار الإسلامية، وتقع بعطفة القفاصين، المتفرعة من شارع الجمالية، بالقاهرة، في منطقة كانت تعرف سابقاً باسم "رحبة باب العيد".

** قصر الأميرة تتر ومدرسة الأيتام: تراث إنساني وتعليمي في قلب القاهرة التاريخية

تتميز مدرسة الأميرة تتر الحجازية بموقعها الاستراتيجي في منطقة القاهرة التاريخية، وقد كانت مركزاً حيوياً للعلم والتعليم في العصور الوسطى، أسست هذه المدرسة في القرن الرابع عشر على يد السيدة (خوند تتر ابنة الناصر محمد بن قلاوون) وهي تحمل بصمات تاريخية وثقافية تعكس الاهتمام الكبير بالتعليم والعلم في تلك الحقبة الزمنية، منذ ما يقرب من سبعة قرون وبالتحديد عام (762هـ/ 1360م)، التي كانت تعرف بدورها الفعّال في دعم التعليم ورعاية الأيتام والفقراء.

والسيدة (خوند تتر الحجازية)؛ عُرفت بالحجازية نسبة إلى زاوجها من الأمير المملوكي (ملكتمر الحجازي)؛ وقد كانت موضع تقدير واحترام كبيرين من عامة المصريين وبخاصة أهل العلم والتصوف لما بذلته من عناية بالعلم وأهله.

وتُعتبر مدرسة الأميرة تتر الحجازية مركزاً لتعليم المذاهب الشافعية والمالكية، حيث كانت توفر التعليم الديني والدنيوي للأطفال، بالإضافة إلى توفير الكسوة والغذاء للطلاب المحتاجين، كما كانت تضم المدرسة مساجد ومكتبات ومآذن تعكس روعة العمارة الإسلامية في تلك الحقبة.

وعلى الرغم من الأضرار التي لحقت بالمدرسة عبر العصور، إلا أن بقاياها اليوم تعتبر شاهداً على تاريخها العريق وأهميتها الثقافية والتربوية، إن حفظ هذا التراث والمحافظة عليه يعد من المسؤوليات التاريخية لضمان استمرارية الذاكرة التعليمية والثقافية في مصر.

تعتبر مدرسة الأميرة تتر الحجازية شاهداً على الفترة العريقة من تاريخ مصر الإسلامي، حيث كانت تمثل مركزاً هاماً للعلم والتعليم ورعاية الفقراء والأيتام، يجب على المجتمع الحفاظ على هذا التراث وتوثيقه ليظل شاهداً على تراثنا الثقافي والتعليمي للأجيال القادمة.

وجعلت بهذه المدرسة درسا للفقهاء الشافعية، ودرسا آخر للفقهاء المالكية، وجعلت بها منبرا للخطبة، يخطب عليه يوم الجمعة، ورتبت لها إماما راتبا يقيم بالناس الصلوات الخمس، وجعلت بها خزانة كتب كبيرة (مكتبة)، وأنشأت بالمكتبة منارا عاليا من حجارة ليؤذن عليه.

** ضياع تراث تعليمي في القاهرة: قصر الأميرة تتر ومدرسة الأيتام

قصر الأميرة تتر ومدرستها، اللذان شيدا في حي الجمالية بالقاهرة، يشهدان اليوم حالة من الانحطاط والتدمير. فقد تم تدمير معظم القصر والمدرسة بفعل الأمير جمال الدين الأستادار، وهو أحد رجال عصر المماليك الجراكسة، الذي استولى على أملاك وأوقاف السابقين.

المدرسة، التي كانت ملحقة بالقصر، كانت تتألف من إيوانين لتدريس مذهبين فقط، وكان محرابها مجوفًا على هيئة نصف دائرة، وقد تم تزيينه بألواح من الرخام الملون ومحاريب صغيرة من ألوان متعددة. وطاقية المحراب كانت تتكون من صنجات مزخرفة بالرخام الأبيض والأحمر والأسود، وكانت تزين بزخارف من التوريق والأرابيسك.

المنبر الخشبي كان مصنوعًا من الخشب العزيزي والساج الهندي، وكان مزينًا بالعظم بدلاً من العاج، وكان الشريط الكتابي مصنوعًا من الجص ومكتوبًا عليه آيات من القرآن الكريم على أرضية زخارف نباتية.

أما المئذنة، فكانت حجرية ومكونة من ثلاث دورات، لكن الدورة الثالثة التي تضم شرفة المؤذن قد انهارت وتم فقدها، بينما بقيت الدورتان المثمنتان.

وفي النهاية، تقع القبة في الجانب الشمالي الغربي للمدرسة، وتحمل بقايا كتابات مسجلة بخط الثلث المملوكي، تذكر اسم زوج الأميرة تتر وتواريخ وفاته وألقابه.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة