عصام السباعي
عصام السباعي


أمس واليوم وغدًا

عصام السباعي يكتب: تجارة رخيصة !

آخر ساعة

الثلاثاء، 04 يونيو 2024 - 06:59 م

لو كان هناك وقت يجب أن نكون يدا واحدة، وبنيانا مرصوصا، وعلى قلب رجل واحد، وكل الكلمات التي تحمل نفس المعنى، لما كان سوى ذلك الوقت الذي نعيشه، وهذه المحطة الفارقة التي تمر بها المنطقة، والتحديات الصعبة وغير المسبوقة التي يواجهها الوطن، ويحارب فيها صناع القرار في أكثر من ميدان، في ذات اللحظة، ويتعاملون مع أكثر من جبهة في نفس التوقيت، وللحق فقد رفع العالم القبعة للأداء السياسي والدبلوماسي المصري، لتفوقه وحكمته في التعامل مع المواقف الشيطانية والحيل الملتبسة على المستوى الخارجي في العديد من أزمات المنطقة، وخاصة في «أم الكوارث»، تلك الحرب الملعونة التي يشنها برابرة الاحتلال ضد المدنيين العزل في قطاع غزة.

ما أريد قوله إن أهم تلك الجبهات التي تلعب دورا كبيرا في تجاوز الصعاب بكل أنواعها هي الجبهة الداخلية، التي هي أنا وأنت وكل أبناء وفئات الشعب المصري، هي ميدان معارك غير مرئية، ولكن نتائجها مؤثرة، يمكن أن نرصدها ونراها، والانتصار في تلك المعارك، يمهد للانتصار في المعركة الرئيسية، وهي في كل الأحوال معركة وجود، وليس فقط معارك حدود، لأنه ليس من المصادفات أن نجد من يشعل كل الحدود في السودان وفلسطين وليبيا، والمتوسط، ويقوم بتلغيم باب المندب، بعد سلسلة من المهمات في العراق وسوريا ولبنان، وكلها تداعيات زادت من الوعكة الاقتصادية، التي نجحنا في القضاء على أعراضها، ونسعى للانطلاق، واستكمال خطط التنمية ومقررات أجندة التنمية 2030.

الملاحظ أن قراصنة الوعي يحاولون بسط سيطرتهم على الجبهة الداخلية، وكلما عادوا بكيدهم مدحورين مقهورين، أعادوا الكرة بصور أخرى، وخاب سعيهم في كل مرة، منذ أحداث 2011 التي كادت تسقط الدولة، وثورة 30 يونيو التي أحبطت سرقة وعي الناس وإعادة توجيه الدولة وسلب أثمن ما فيها وهو وفاقها الوطني، ومازالت الثعالب الصغيرة والشياطين الحقيرة تحاول اللعب في العقول، من خلال نتائج غير منطقية، ودس السم في العسل بخلط أخبار كاذبة وسط أي سياق، أو استغلال أي أرقام عن اقتصاديات السوق وأسعار الصرف، وترويج قراءات خاطئة له واستنتاجات لا علاقة لها بالحقيقة، أو تشويه مواقف مضيئة للدبلوماسية المصرية، أو الاقتصاد ونتائج الأعمال وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكل إنجاز يتحقق في قطاعات التنمية المختلفة، ولن تحتاج كثيرا من الجهد لتكتشف أن وراء كل كلمة روجت لها الثعالب الصغيرة، قاموسا إخوانجيا، والعديد من القوى صاحبة أطماع، التى لا تريد لجسور الثقة بين الشعب وقيادته أن تتواصل، ولا لحالة الوفاق والانسجام الوطني أن تستمر، ولا تريد لماكينات المصانع أن تدور، ولا أن تستمر أيادينا في قطف ثمار ما زرعناه، ينثرون الغضب، يزرعون الخوف وينشرون التشاؤم، ويطفئون مشاعل الأمل، وعندها يبدأ عمل الشياطين على الأرض، وتنهار الأوطان .

كلنا جنود هذا الوطن في كل المواقع والقطاعات، سلاحنا هو العمل والأمل والثقة، وعدونا الذي نجهله، ويتظاهر بأنه واحد منا، يجب أن نواجهه إذا حاول ضرب وحدتنا، أو خلط الأوراق لخداعنا، وأن نفكر بالمنطق في كل ما نراه أو نشاهده، وهناك دور مضاعف على كل المواقع بالرد على أي شائعة بسرعة وبمنطق وبالحقائق، وأن يواصل مركز معلومات مجلس الوزراء دوره المشهود في كشف الحقائق وتفنيد الأكاذيب، وكم أتمنى لو كان لمراكز الإعلام المحلي في الهيئة العامة للاستعلامات ومراكز الشباب وقصور الثقافة وغير ذلك دور في حماية الجبهة الداخلية وتحصينها ضد سموم ثعالب وشياطين الوطن، وكل من يشارك في تلك التجارة الرخيصة التي لن تربح أبدا.

ودائما ودوما وأبدا .. تحيا مصر.

◄ بوكس

الرياضة أحد المنافذ التي تتسلل منها الشياطين لضرب الأمن القومي، والاستقرار في الشارع الرياضي، وإغلاق تلك المنافذ المفتوحة، أولوية وواجب وطني.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة