الخميس، 06 يونيو 2024 - 07:12 م

تسبب مقطع فيديو لمجسم يشبه الكعبة فى نيجيريا يطوف حوله بعض الأشخاص ملبين ومرتدين ملابس الإحرام فى حالة من الجدل حول مشروعية استخدام مجسمات شبيهة للكعبة ولو بغرض تعلم مناسك العمرة والحج. حول ذلك توضح دار الإفتاء أنه لا بأس بتعليم مناسك العمرة بهذه الطريقة، بل إنه قد يرتقى إلى الاستحباب، وإذا لم يُمكِن فَهْمُ المنسك إلا به فقد يجب، على أن يتم ذلك فى جو من التعظيم لشعائر الله كما قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ . 

وتضيف طلب الله سبحانه وتعالى منا الحج والعمرة بقوله: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمرَةَ للهِ﴾ فأمر بالأداء والإتمام، ومعلوم أنه لا عمل قبل العلم، وقد كان من سنة الله تعالى فى تعليم نبيه ومصطفاه صلى الله عليه وآله وسلم التنوع، من هذا ما صرَّح به النبى صلى الله عليه وآله وسلم حيث سُئِل: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَحْيَانًا يَأْتِينِى مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيُفْصَمُ عَنِّى وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِى فَأَعِى مَا يَقُولُ» أخرجه الشيخان عن السيدة عائشة رضى الله عنها. وورد أن الغيب كان يُصَور أمامه كما فى حديث أنس بن مالك رضى الله عنه: أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَال: «وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا فِى عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّى فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ» أخرجه الشيخان.

اقرأ أيضًا| بعد دعوات ذبح الأضاحي خارج مصر| الإفتاء تحذر من عمليات نصب.. وكريمة: تعطيل للشعائر

ومثله ورد فى حادثة الإسراء حين سأل الكفَّارُ النبيَّ  عن وصف بيت المقدس فقال: «لَمَّا كَذَّبَتنِى قُرَيْشٌ قُمْتُ فِى الْحِجْر، فَجَلا اللهُ لِى بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ» أخرجه البخارى ومسلم عن جابر رضى الله عنه. 

وأما عن حكم استخدام بعض تقنيات الذكاء الاصطناعى كالميتافيرس ونحوها فى استخدامها فى القيام بعمرة أو حج بشكل افتراضى دون السفر للأراضى المقدسة فى مكة، فقال د. شوقى علام مفتى الجمهورية: العبادات التى تتطلب حضورًا بدنيًّا كالحج والعمرة لا يجزئ ولا يصلح استخدام بعض أدوات الذكاء الاصطناعى لأن تحل محل الحضور البدنى فى الأراضى المقدسة، مشيرًا إلى مشروعية واستحباب استخدام هذه الأدوات فى رؤية الأماكن المقدسة، كما فى معارض أو متاحف السيرة النبوية.