الأربعاء، 12 يونيو 2024 - 05:35 م

عمر محله في مدينة أسيوط تعدي الـ ١٠٠ عام، ورث صنعته أباً عن جد، برع في مهنة صناعة الجلود ما زال يصنع الأحذية على اليد مهنة الإسكافي التي حل محلها المستورد والجاهز من جلود الجمال والبقر والجاموس، يقف خلف ماكينة خياطة الجلود يده امتلأت صبغاتٍ بالوان الأحذية ليبرع في إحياء مهنة مصرية اندثرت مع التاريخ معبراً «الناس بتستسهل وتحب تشتري الجاهز».

 ويعمل على صناعة وتفصيل الأحذية اليدوية حتى اليوم رغم انقراض المهنة ليس في الصعيد فقط ولكن على مستوى الجمهورية، لذلك يقدس العديد من المواطنين الذين يعلمون قيمة الأحذية المصنوعة يدوياً ويبحثون عنه دائماً في قلب مدينة أسيوط يفد إليه المواطنون من جميع المراكز والتي تبُعد 100 كيلو متر عن المدينة لصناعة الحذاء اليدوي.

اقرأ أيضا| حكايات| ملك الفورمات.. «مصطفى» يُحيي الأحذية اليدوية من «البقري والجاموسي»

قال مصطفي علي صاحب أقدم محل لصناعة وتفصيل الأحذية يدوياً : ورثت هذه المهنة أباً عن جد وكان والدي يصنع الحذاء بدءاً من دبغ الجلد أو قصه وحتي يُصبح حذاء يعيش عشرات السنوات، يُصنع البوت الشتوي من جلود الأبقار الخفيفة والناعمة والتي تعيش فتراتٍ طويلة من الزمن، على عكس بعض الأحذية التي تتطلب الجلد الجاموسي ويكون سمك الجلد أكبر ويُصنع منها بعض الأحذية التي تكون أمانة أو "سيفتي"

 وكذلك أصبحت صناعة اليدوي لا تتطلب الكثير من الجهد ، حيث إن الخامات تأتي جاهزة من مدابغ الجلود ومستوردة، من منطقة باب الشعرية والغورية ما زال بها مدابغ تقوم بدبغ وصناعة الجلود.

وأوضح أن النعال الخاصة بالأحذية المصنوعة يدوياً إما أن تكون من البلاستيك أو من المورتان أو من السيلكون، وكلها مصنوعة بالخارج ولكن نتمنى أن نعيد إحياء هذه الصناعات والتي كانت تُصنع بمصر وكانت هي الأفضل على مستوي العالم، لذلك نحن لم نتخلِ عن مهنتنا التي ورثناها، لافتاً إلى أنه وبرغم من ذلك الأحذية المصنوعة  يدوياً أرخص بكثير من الأحذية المستوردة أو نحن نسعي جاهدين في إحياء هذه المهنة التراثية والتي اندثرت وحل محلها المستورد، في حين أن مصر كانت رائدة قبل ذلك في هذه الصناعات الجلدية.

وتابع مصطفي: " كان والدي يسبق المصانع في ابتكار شكل و"فورم" الحذاء، ويتعامل مع جلود الأبقار والجاموس والجمال وتحويلها إلى أحذية ذات مظهر عالٍ ونحن نسير على دربه مع استعمال جلود وفرم مصنعة مسبقاً ونعال مصنوعة في المصانع، ونتمنى أن نصنع في يوم من الأيام حذاء مصرياً بنسبة 100 % ونسير على هذا النهج في كافة الصناعات اليدوية".