أطفال غزة تحت المعاناة
أطفال غزة تحت المعاناة


إبادة «فراشات غزة» بنيران الاحتلال| إسرائيل على قائمة مرتكبي الانتهاكات ضد الأطفال

آخر ساعة

السبت، 15 يونيو 2024 - 03:21 ص

كتبت: دينا توفيق

معاناة إنسانية.. قسوة ووحشية.. حالة من الفزع والرعب يعيشها أطفال غزة مع القصف المستمر من قبل جيش الاحتلال. تستيقظ هذه الفراشات البريئة على دوى المدافع والتفجيرات، ووسط الأنقاض يتواجدون، الموت يحيط بهم من كل مكان. الأطفال إن ظلوا على قيد الحياة، يعانون وضعًا يعجز الكلام عن وصفه.

ومع استمرار الكيان الصهيوني فى حملة الإبادة الجماعية، وانتهاك القانون الدولي، وقرارات محكمة العدل الدولية؛ أدرج أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة إسرائيل على قائمة الدول والجماعات المسلحة التى ترتكب انتهاكات ضد الأطفال.

◄ استشهاد 13 ألف طفل فلسطيني

◄ مصر تحمل إسرائيل المسئولية القانونية والأخلاقية

ثمانية أشهر وأنين أطفال غزة لا يهدأ جراء الحرب على قطاع غزة.. قصف وحشى من قبل جيش الاحتلال أودى بحياة 13 ألف طفل، ومهما ظن المجتمع الدولى مشاركتهم أوجاعهم والشعور بهم، فإنه لن يضاهى ألم فقدان الأهل وانتهاك وطن.

وتأتى أنباء إدراج إسرائيل على القائمة بعد يوم من القصف الإسرائيلى لمدرسة تابعة للأمم المتحدة بمخيم النصيرات فى وسط غزة، والذى أدى إلى مقتل أكثر من ١٥٠فلسطينيًا، بعضهم أطفال. وتعد القائمة جزءا من تقرير حول الأطفال والصراع المسلح من المقرر تقديمه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فى 14 يونيو الجاري. ويغطى التقرير عمليات القتل والتشويه والاعتداء الجنسى واختطاف الأطفال أو تجنيدهم، ومنع وصول المساعدات، واستهداف المدارس والمستشفيات.

ووفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية، أعدت التقرير الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة فرجينيا جامبا. والقائمة المرفقة بالتقرير تهدف إلى تسمية وفضح أطراف الصراعات على أمل ردع العنف ضد الأطفال. وكانت هناك ادعاءات من قبل موظفى الأمم المتحدة بأن إسرائيل قد تم استبعادها من قائمة المجرمين فى السنوات السابقة بعد ضغوط سياسية من المسئولين الإسرائيليين.

وقال مدير منظمة قائمة مراقبة الأطفال والصراعات المسلحة الحقوقية إيزيكيل هيفيس: لقد مرت سنوات قليلة وتم التحقق من الانتهاك التى ارتكبتها القوات الإسرائيلية، لكن لم يتم إدراجها مطلقًا. وأضاف أن الأمم المتحدة أجرت مناقشات فى السنوات السابقة مع الجيش الإسرائيلى والجانب الفلسطينى سعيًا لإقناعهم بتخفيف الضرر الذى يلحق بالأطفال.

وفى بيان صادر عن وزارة الخارجية، أدانت مصر الاعتداءات الإسرائيلية على مخيم النصيرات الانتهاك السافر لكافة أحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، وجميع قيم الإنسانية وحقوق الإنسان. وحمّلت مصر إسرائيل المسئولية القانونية والأخلاقية عن هذا الاعتداء السافر، مطالبة بامتثالها لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، ووقف الاستهداف العشوائى الذى يطال الفلسطينيين المدنيين، بما فى ذلك المناطق التى نزحوا إليها، والتدمير الغاشم لكافة خدمات البنية التحتية فى القطاع.

كما طالبت مصر الأطراف الدولية المؤثرة، ومجلس الأمن، بضرورة التدخل الفورى لوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، والتحرك المسئول من أجل إنهاء هذه الأزمة الإنسانية التى راح ضحيتها ما يزيد عن 36 ألف شهيد، مؤكدة على حتمية التوصل لوقف إطلاق النار فى كامل قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة كاملة ودون عوائق من كافة المعابر البرية للقطاع.

◄ اقرأ أيضًا | ارتفاع ضحايا غزة إلى 37266 شهيدًا منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي

فيما أكد السفير أحمد أبو زيد، مدير إدارة الدبلوماسية العامة والمتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن مصر لن تتوقف عن إدانة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. وتابع أبو زيد على حسابه بموقع «إكس» قائلًا «استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للحقوق الفلسطينية اليوم تلو الآخر على مرأى ومسمع من العالم المتحضر، قصف متعمد لمدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين «الأونروا» بمخيم النصيرات يودى بحياة 40 شخصًا بينهم عشرات الأطفال».

كما أكد أن مسيرة بالأعلام فى القدس المحتلة تشمل ممارسات عنصرية وإجراءات تقييدية على حركة الفلسطينيين».

وأشار إلى أن مصر ‏لن تتوقف عن إدانة تلك الممارسات المشينة، وستعمل جاهدة مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل حماية الحقوق الفلسطينية حتى تُقام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ووفقًا للصحيفة البريطانية، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بيانًا قال فيه إن الأمم المتحدة «أضافت نفسها إلى القائمة السوداء للتاريخ عندما انضمت إلى أولئك الذين يدعمون قتلة حماس».

وحذر وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، من أن القرار سيكون له تأثير فى علاقات بلاده مع الأمم المتحدة، والتى هى بالفعل متوترة. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية ترفض التعامل مع الأونروا.

◄ اقرأ أيضًا | «الاستجابة الإنسانية لغزة».. دعوة مصرية جديدة من أجل فلسطين | فيديو

وفى ديسمبر الماضي، سلطت مجلة «تايم» الأمريكية الضوء على الواقع المروع المتمثل فى احتجاز إسرائيل المنهجى للأطفال الفلسطينيين. وقد تم توضيح آثار هذه القضية خلال وقف إطلاق النار الذى استمر سبعة أيام فى الفترة من 24 إلى 30نوفمبر الماضي، والذى شهد إطلاق سراح 105 رهائن احتجزتهم حماس مقابل إطلاق سراح 240 امرأة وطفلًا فلسطينيًا. وحينها أثارت الصفقة تساؤلات حول سبب احتجاز هذا العدد الكبير من الأطفال فى السجون الإسرائيلية، والحقيقة هى أن التهمة الأكثر شيوعًا الموجهة للأطفال هى رشق الحجارة.

ووفقًا للمجلة الأمريكية، تم احتجاز ما يقدر بنحو 10 آلاف طفل فلسطينى فى السجون العسكرية على مدى السنوات العشرين الماضية، حيث أشارت منظمة إنقاذ الطفولة إلى أنهم «الأطفال الوحيدون فى العالم الذين تتم محاكمتهم بشكل منهجى فى المحاكم العسكرية». وحتى 20 نوفمبر الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية ما يصل إلى 880 طفلاً فلسطينيًا خلال عام 2023، وهى ممارسة أصبحت تنفذ بموجب القوانين العسكرية الإسرائيلية الصارمة.

وبحسب تصريحات المحامى وكبير مستشارى السياسات فى الحركة الدولية للدفاع عن الأطفال فلسطين، براد باركر، لمجلة «تايم»، فإن العديد من الأطفال يواجهون خطر إعادة الاعتقال، وتقييد حرية الحركة، وانخفاض فرص الحصول على تصاريح السفر. وأفاد تقرير منظمة إنقاذ الطفولة خلال العام الماضى أن غالبية الأطفال الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلى تعرضوا للإيذاء الجسدى والمعنوي، حيث تعرض 86% من الأطفال للضرب فى السجون الإسرائيلية، و69% للتفتيش العاري، و42% للإصابات أثناء اعتقالهم. و60% للاحتجاز فى الحبس الانفرادي.

ويضيف باركر موضحًا أن الأمر لا يتعلق بالأطفال الذين يرشقون الحجارة أم لا، بقدر ما يتعلق باستهداف الأطفال وقرى محددة لتسهيل الهدف النهائى للاحتلال، وهو السيطرة على المدنيين. ويتم اعتقال العديد من الأطفال الفلسطينيين خلال المداهمات الليلية، ويحتجز بعضهم رهن الاعتقال الإداري، دون محاكمة أو حكم. ويقول باركر إن الأطفال هم الضحايا الـرئيسيـــــون للحـــــرب، يتـــــم تجنيــــدهـــم واختطافهم واغتصابهم ودفنهم بشكل روتينى تحت الأنقاض، بالنسبة للأطفال المحظوظين الذين ظلوا على قيد الحياة، فإن الحرب سيكون لها آثارها على حياتهم لفترة طويلة بعد توقف القنابل عن السقوط.

ووفقًا لمجلة «ذى نيشن» الأمريكية، أن إنهاء الظلم والحروب الآن يعنى إعطاء مجال للغد وجلب المزيد من الإمكانيات والتجارب السلمية لأطفال غزة وأطفال فلسطين وأطفال الإنسانية فى كل مكان. إن عدم السماح للأطفال بتحمل الحرب مرة أخرى هو ما قد يشفى إنسانيتنا الجريحة فى القرن الحادى والعشرين.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة