مراحل تصنيع الأورمة الخشبية
مراحل تصنيع الأورمة الخشبية


حكايات| «الأورمة» .. رفيقة الجزارين فى العيد

عفاف المعداوي

السبت، 15 يونيو 2024 - 05:18 م

فى حى قديم من أحياء مدينة الإسكندرية، يتردد صوت المناشير وينتشر عبق الخشب فى الهواء، هناك يحتفظ محمد جابر بتراث عائلى عريق فى صناعة الأورمة الخشبية، التى تعد واحدة من أشهر لوازم ذبح الأضاحى فى يوم العيد.صناعة «الأورمة» مهنة ورثها عن والده الذى ورثها بدوره عن جده، هذه الحرفة التقليدية التى تندرج تحت صناعة النجارة تعكس تاريخًا طويلًا من الإتقان والمهارة.

اقرأ أيضا| انقلاب سيارة نقل محملة بـ٣٠ طن من الكبريت الزراعي بإحدى الترع بكفر الزيات

يبدأ محمد جابر عمله بتقطيع الأخشاب الكبيرة، مؤكدًا أن أفضل أنواع الأشجار المستخدمة فى هذه الصناعة هي: شجرة «السنط» و«الأرو» المصرية، ويوضح جابر: أن هذه الأنواع تتحمل العمل الشاق وتتميز بصلابتها، مما يجعلها مثالية لصناعة الأورمة الخشبية التى يستخدمها الجزارون.

بعد التقطيع وتدوير الأخشاب حسب الحجم المطلوب على المنشار، تُترك قطع الخشب لمدة تتراوح بين شهرين إلى 4 شهور، وممكن أن تصل إلى 12 شهرًا، فى الهواء الطلق لتجف تمامًا من المياه التى تحتويها، هذه العملية ضرورية لضمان جودة الخشب ومتانته.

ويضيف «جابر»: تُصنع الأورمة الخشبية من شجر السنط، بينما تُصنع الأرجل من شجر «التوت» المعروف بقوته وقدرته على التحمل، ويتم تخريط الأرجل حسب حجم الأورمة يدويًا، ويشير جابر إلى أن معظم العمل فى هذه الصناعة يتم يدويًا، حيث يتم صنفرة الخشب وتنعيمه يدويًا، ثم يُدهن بمادة السيلر، ويعقبها الجمالكه، وأخيرًا الورنيش الذى يعمل كمادة عازلة..

يوضح جابر: أن هناك نوعين من الأورمة الخشبية: «العربية» ذات الشكل التقليدى المدور، و «الأفرنجية» المربعة الشكل التى تتطلب عملًا أكثر تفصيلًا، تستغرق عملية صناعة الأورمة من 3 إلى 5 أيام حسب حجمها، وهى عملية تتطلب دقة ومهارة عالية، وعلى الرغم من جمال وإتقان هذه الحرفة، يشير جابر إلى أن المهنة تواجه تحدياتٍ كبيرة.

ويقول: إن مشكلة المهنة إنه لا يوجد أحد حاليًا يريد أن يتعلمها، الشباب يستسهلون العمل على التوك توك عن العمل فى النجارة والأورمة الخشبية؛ لأنه يحتاج مجهودًا، ولو لم يتعلم أجيال جدد المهنة ستختفي.

بينما تتجلى فى ورشة محمد جابر قصة كفاح وصمود، حيث يحافظ على مهنة توارثتها الأجيال ويخشى على مستقبلها، هى ليست مجرد حرفة، بل تراث يعكس جزءًا من تاريخ وثقافة المدينة، ويتطلب المحافظة عليه دعم وتشجيع الشباب على تعلمه واستمراره.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 

مشاركة