الإثنين، 17 يونيو 2024 - 03:41 م

انعقدت قمة السبع في إيطاليا بمشاركة قادة من مختلف أنحاء العالم، وسط أجواء متوترة نتيجة للأزمات الداخلية المتنوعة التي تواجهها الدول الأعضاء.

وقد جاءت هذه القمة كفرصة لمناقشة قضايا عالمية هامة على أجندة الحوار الدولي، إلا أن الأزمات الداخلية التي يعاني منها الزعماء أثرت بشكل كبير على جدول أعمال هذا اللقاء.

ما جعل هذه القمة أكثر أهمية وتحديًا للقادة العالميين في إيجاد حلول فعّالة ومستدامة للمشاكل الراهنة التي تواجه العالم بأسره وعلى رأسها الحرب على غزة، والحرب الروسية الأوكرانية.

الأزمات الداخلية لقادة القمة العالمية

حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القمة تحت وطأة التحديات المتنوعة التي تواجهها اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية، مما دفعه إلى دعوة إلى انتخابات مبكرة لاستجابة النخبة السياسية لهذه الضغوط.

وفي اليابان، يواجه رئيس الوزراء فوميو كيشيدا تراجعًا في شعبيته بناءً على استطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت هناك.
أما في ألمانيا، فإن المستشار أولاف شولتز يجد نفسه في موقف صعب بعد هزيمة حزبه على يد القوميين المتطرفين، مما يفرض تحديات جديدة على الحكومة الألمانية.

وفي إطار القمة، أشار سفير الولايات المتحدة لدى الناتو في عهد أوباما، إيفو دالدر، إلى الأزمات الداخلية المتنوعة التي يواجهها القادة، حيث وتنبأ بأن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لن يحقق الفوز في الانتخابات.

 وأكد دالدر، على أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يواجه انتخابات صعبة، كما أشار إلى ضعف المستشار الألماني أولاف شولتز ووصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأنه "رجل ميت يمشي"، بالإضافة إلى مشاكل خطيرة تواجه رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في الداخل، وفقًا لتعبيره.

ما هي الضغوط التي تُهيمن على أجندة الحوار؟

وحضر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا قمة السبع تحت ضغط نتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت انخفاضًا كبيرًا في شعبيته بين الشعب الياباني، بينما يواجه المستشار الألماني تحديات بعد هزيمة حزبه على يد القوميين المتطرفين.

كما حضر سوناك القمة، متعرضًا لضغوط هائلة من زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر، الذي يستعد لتحقيق فوز كبير على حسابه.

وفي المقابل، يواجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تراجعًا في شعبيته وضعفًا في تأثيره، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة في بلاده، وفقًا لشبكة "العربية" الإخبارية.

وكشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، عن أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تبدو أكثر استقرارًا من زملائها في القمة، على الرغم من التحديات المتزايدة في أوروبا والمشاكل الداخلية التي تواجهها.

زعماء السبع يناقشون استجابتهم للحرب في أوكرانيا

وفي سياق متصل، ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد التوترات الجيوسياسية  بين البلدين، قررت الولايات المتحدة الأمريكية فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا في محاولة للحد من تحركاتها العسكرية في أوكرانيا.

وتشمل العقوبات إجراءات اقتصادية ودبلوماسية مشددة منها تجميد الأصول، واستهداف كيانات روسية معينة، بهدف تقليص قدرة روسيا على تكثيف العمليات العسكرية في أوكرانيا مما يهدف إلى تقييد قدرات روسيا على تمويل ودعم عملياتها العسكرية.

وقدّم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي شكره لحلفائه على الدعم العسكري، مع دعوته إلى "تسريع" تسليم الأسلحة والذخائر، مؤكدًا رغبته في الحصول على المزيد من أنظمة الدفاع الجوي مثل باتريوت، قائلًا: "إنني أطلب منكم أيضًا التسريع في تحقيق الانتقال إلى مقاتلات F-16 الأمريكية، بما في ذلك تسهيل تدريب الطيارين".

إلا أن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، اعترف الخميس بالتحديات التي تواجهه في العثور على أنظمة دفاع جوي جديدة لتسليمها إلى أوكرانيا. 

وردًا على ذلك، صرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال اجتماعه في بروكسل مع نظرائه في الناتو: "ليس لدي أي إعلان حاليًا بشأن أنظمة باتريوت".

قمة السبع «تؤكد» التزامها بالوساطة لوقف الحرب في غزة

وفي ما يتعلق بالأوضاع الراهنة في قطاع غزة، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس يوم الخميس دعم قادة مجموعة السبع للمبادرة الأمريكية المتعلقة بوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أهمية الموافقة السريعة من حركة حماس على هذه الخطوة، وفقًا لقوله.

ومن جانبه، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، بالإجماع دعمها لمقترح الولايات المتحدة المتمثل في وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، وتعزيز الدعم الإنساني للسكان المدنيين هناك.

وسبق لمجموعة السبع أن أعلنت تأييدها لهذا الاقتراح، إلا أن حركة حماس أبدت استعدادها لتعديلات على الخطة، ووصف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، هذه التعديلات بأنها "قابلة للتنفيذ".

بالمقابل، لم تكشف إسرائيل رسميًا عن موقفها ولا تزال تواصل حملتها العسكرية العنيفة في قطاع غزة دون هوادة.