الأحد، 23 يونيو 2024 - 02:03 م

في الأسابيع الأخيرة، اجتاحت صورة لبناء سكنيّ في أحد الأحياء الشعبيّة في القاهرة مواقع التواصل الاجتماعي، مما أثار جنون المصريين وأشعل موجة من النقاشات والجدل، وحصدت الصورة عشرات الآلاف من المشاركات على منصات مثل فيسبوك وإنستجرام، وتباينت آراء المستخدمين حول حقيقتها.

نشر المصمّم والمعماريّ المصريّ حسن رجب الصورة المثيرة للجدل على حسابه في إنستجرام في 8 فبراير 2024، وتظهر الصورة مشهداً لبناء سكنيّ ضخم في أحد الأحياء الشعبيّة، مما جعل الكثيرين يعتقدون أنها صورة حقيقية لعمارة عشوائية في القاهرة، لكن التحقيقات كشفت أن الصورة مصممة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو ما أكده رجب نفسه.

كشف التفتيش والتحقيق في أصل الصورة أن النسخة الأصليّة منها منشورة في حساب المصمّم والمعماريّ المصريّ حسن رجب.

وقد أشار رجب في تعليقه المرافق للصورة أنّها مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي ضمن مشروع تحت عنوان "رسومات القاهرة". وذكر رجب أنه استخدم أدوات مثل Midjourney لتوليد هذه الصور من وصف مكتوب بسيط يعرف بالأمر (prompt).

على الرغم من أن رجب يحرص على توضيح أن تصميماته مولّدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أن كثيرين ما زالوا يعتقدون أنها حقيقية، خاصة عندما تعيد بعض الصفحات نشرها دون الإشارة إلى حقيقتها.

وأوضح رجب أن هذه الظاهرة تعكس توجه منصات التواصل الاجتماعي نحو نشر المحتويات المثيرة للجدل لجذب المزيد من التفاعل، مما يؤدي إلى التضليل.

وتبرز هذه الحالة قدرة الذكاء الاصطناعي على إنشاء صور واقعية تثير الدهشة، لكنها تسلط الضوء أيضًا على أخطار هذه التقنية عندما تستخدم لأغراض التضليل. 

كما أشار رجب إلى أن شكله الواقعي لتصميماته يعود إلى خلفيته كمهندس معماري، مما يجعل الصور تبدو حقيقية لدرجة يصعب معها التفريق بينها وبين الصور الفوتوغرافية.

 تظل هذه القضية مثالاً حيًا على تأثير التكنولوجيا الحديثة على المجتمع وكيفية استخدام الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي بشكل يمكن أن يؤدي إلى تضليل الجمهور، مما يوجب علينا توخي الحذر والتحقق من مصادر المعلومات قبل تصديقها ونشرها.