![خالد محمود](https://images.akhbarelyom.com//images/images/medium/20240626132253043.jpg)
خالد محمود
خالد محمود يكتب .. ثورة ٣٠ يونيو نبؤة فنية
الأربعاء، 26 يونيو 2024 - 01:22 م
دون شك ، تشكل ثورة ٣٠ يونيو الحدث الأبرز في تاريخ مصر المعاصرة ، ليعبر شعبها العظيم وجيشها الباسل أقصى اختبارات الزمن.. اختبار عمر وحياة اقتنصتها من قبضة دعاة الظلام الإرهاب والتطرف.
وتبقى الفنون أحد العناصر الأساسية التى تنبأت بخطورة المشهد ونبهت لأهمية الوعى فى مواجهة التطرف والثورة عليه وصولا لطريق النور .
نعم ثورة ٣٠ يونيو نبؤة فنية أكد صدق رؤيتها ذلك التحول الكبير في المشهد الذي توجه خروج الملايين لميادين مصر طولا وعرضا، هنا أقصد ذلك المشهد الذى لا ينسى، حيث اندلعت شرارة ٣٠ يونيو الأولى من اعتصام الفنانين والمثقفين والذى تحول إلى مسيرة بدأت من شارع شجرة الدر بالزمالك وانتهت عند قصر الاتحادية.
المبدعون كانوا في طليعة القوى التي واجهت الإخوان وتصدت لمخططات أخونة العبث بالهوية قبيل انطلاق ثورة 30 يونيو ، والمشهد ممتد عبر سنوات مضت حيث نبهت العديد من الأعمال الفنية إلى الفكر الظلامى لجماعة الإخوان الإرهابية، وأشارت لتهديدات حقيقية قبل أن تجئ الجماعة على رأس الحكم، وهو ما يفسر موقف تلك الجماعة شديد العدائية للإبداع والفن.
نبه المخرج عاطف الطيب مبكرا لخطورة وظاهرة التطرف الدينى لجماعة الإخوان وما خرج من تحت عباءتها فى فيلم «الهروب» 1988 بطولة أحمد زكي، تابعنا بشكل غير مباشر خطر الجماعات الإسلامية وامتدادها فى الجامعات حيث انشغلت أجهزة الأمن فى تلك الحقبة بقضية الشاب الصعيدي الذي حولته لسفاح وجعلت من قضيته قضية رأي عام للتغطية على قصور التعامل مع حركة الجماعة داخل الجامعات .
وفى فيلم “ دماء على الاسفلت” 1992، هناك تكرار لمرور رجلين ملتحين بالجلباب الأبيض فى الخلفية أكثر من مشهد بصورة مريبة وملفتة، وعندما سئل عاطف الطيب عن تلك الرؤية قال ان لديه شعور بأن هناك من يراقب ويرصد وينتظر .
وفى” ليلة ساخنة “1994 رصد جزئيا ملامح ظاهرة التطرف الدينى، من خلال شخصيتى حسن وحورية الذين جسدهما نور الشريف ولبلبة بصدق وإحساس.
كان هناك مشهد احتاج إلى التأمل والوقوف عنده، عندما دخل سيد وحورية إلى صيدلية طلبا للمساعدة فى تضميد جراحها رفض الصيدلى الملتحى المساعدة ونظرا لهما بغضب نظرا لملابس حورية، كان المشهد جرس إنذار مبكر لفكر هؤلاء المتطرفين ونظرتهم للمجتمع.
كان أيضا «ليلة ساخنة» أول فيلم نسمع فيه عن سفر أفراد من الجماعات الإسلامية لأفغانستان والعمولات التي حصل عليها كبار المشايخ مقابل سفر هؤلاء الشباب إلى هناك.
وفي فيلم «كشف المستور» 1994 للمؤلف وحيد حامد وإخراج عاطف الطيب، ظهرت نبيلة عبيد وهي تجسد دور إحدى الفتيات التي جندها جهاز المخابرات في فترة الستينيات للعمل معه ويحاول إعادتها، فتكتشف خلال رحلتها أن إحدى زميلاتها انضمت للجماعات الإسلامية وتقوم بدور مهم في التنسيق لجمع التبرعات من الخارج وشراء السلاح من عصابات دولية لصالح الجماعات.
وبصورة مباشرة للمواجهة قدم المؤلف لينين الرملى والمخرج نادر جلال فى نفس العام فيلم «الإرهابي» وقام بالبطولة فيه النجم عادل إمام مجسدا شخصية علي عبد الظاهر الذي جندته الجماعة الإسلامية وشارك في أعمال العنف التى أصبحنا نراها على الشاشة لأول مرة، ومنها السطو على محال الذهب، وحرق محال بيع وتأجير شرائط الفيديو، كما نرى عملية الهجوم ونسف أتوبيس سياحي، وعملية اغتيال الكاتب الدكتور فرج فودة، وينتهي الفيلم بعملية تصفية الإرهابي التائب على عبد الظاهر بعد خروجه على تعاليم الجماعة فيسقط صريعا برصاص أعضاءها وبفتوى خاصة من أميرها!!.
الكاتب الكبير وحيد حامد كان له نصيب الأسد من هذه المواجهات خلال مشواره، حيث قدم أعمالا كشفت زيف جماعة الإخوان وسعيها للوصول إلى السلطة والقفز عليها على حساب الدين وأرواح الأبرياء. وإن بدأت على الشاشة الصغيرة بمسلسل «العائلة» 1994 والذى أخرجه إسماعيل عبدالحافظ، وتناوله قضية الإرهاب والفقر الذي يؤدي بالفقراء إلى الانجراف وراء التيار المتطرف.
في مسلسل «العائلة» قدم حامد جرس إنذار للدولة، لافتاً إلى أن التطرف والفاشية الدينية هو فكر قبل أن يكون كلاشينكوف أو سلاح، وكانت مقولته الدائمة “يجب أن نحارب الإرهاب لا الإرهابيين”.
ودخل في مواجهات أخرى بأفلامه مع المخرج شريف عرفة والنجم عادل، ومنها فيلم «طيور الظلام» حيث قدم وجهًا من أوجه الإخوان وكشف فكر هذه الجماعة وتكالبها على السلطة من خلال شخصية محامي «الإخوان على الزناتى» التى جسدها رياض الخولى.
في فيلمه “دم الغزال” تناول القضية من منظور جديد ومن خلال “رضا” الشاب الفقير الذي يتورط مع الجماعات الأرهابية ويتحول من “طبال” إلي أمير جماعة إرهابية بسبب الفقر والعوز والجهل.
وبعد هذه المواجهات السينمائية عاد وحيد حامد للشاشة الصغيرة بمسلسل «الجماعة» وهو هنا يأخذ زمام المبادرة للتأريخ لجماعة الإخوان المسلمين وأعمالها الإهاربية بالدراما، وهو العمل الذي أشاد به كل نقاد وكتاب الدراما والمهتمين بالشأن العام، فقد نقل إلى الشاشة ما قاله أعضاء الجماعة أنفسهم من خلال مذكراتهم الشخصية.. فمن خلال مسلسل “الجماعة” بجزئيه الأول والثاني، قدم للمصريين والعرب الصورة الحقيقية للإخوان وقيادتها، والممارسات التي كانوا يخفونها من أجل الوصول إلى السلطة.
كما قدم من قريب شخصية مؤسس الجماعة «حسن البنا»، وأفكاره التي رسختها قيادات الجماعة في أذهان عناصرها عبر عشرات السنين وصارت نهجا ودستورا لهم.
كما سلط الضوء على الدور الذي يلعبه الفقر والجهل، في شراكته للإرهاب، وكيف تستقطب جماعات الإسلام السياسي الشباب الذي يعاني من ظروف معيشية صعبة ويفتقر للتعليم، لسهولة السيطرة عليه وسلب إرادته ويصبح رهينة لها ولأفكارها.
من أبرز الأفلام التي أشارت إلى ضرورة 30 يونيو، كان فيلم “جواب اعتقال” للفنان محمد رمضان، واخراج محمد سامى الذي عرض عام 2017، وشارك في بطولته إياد نصار ودينا الشربيني وسيد رجب، حيث تطرق الفيلم إلى شرح شخصية الإرهابي، وحالته النفسية والظروف التي تحوله إلى هذا المسار غير المسالم، ومحاولة شخصيات ذات مصلحة لغسل أدمغة الشباب ضد دولهم وأهاليهم.
أيضا يُعد فيلم “اشتباك” للمخرج محمد دياب من الأعمال التي رصدت بدايات ثورة 30 يونيو، وتناول أحداث الثورة من خلال سيارة ترحيلات تحمل مصريين شهدوا على الاشتباكات التي حدثت بين الإخوان والشرطة.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة
![خيري الكمار يكتب من «البوليفار».. ليلة إستثنائية في الرياض لـ«ولاد رزق»](https://images.akhbarelyom.com/images/images/small/20240627194011804.jpg)
![خالد محمود يكتب: الملف الغائب لوزارة الثقافة](https://images.akhbarelyom.com/images/images/small/20240615125009274.jpg)
![خالد محمود يكتب : مارد الذكاء الاصطناعى خرج من «القمقم» .. هل استعدت السينما لاحتوائه؟](https://images.akhbarelyom.com/images/images/small/20240605111532276.jpg)
![شاهد على الأمن السياسى](https://images.akhbarelyom.com/images/images/small/20240604135228955.jpg)
![محمد عدوى يكتب : الملاذ الآمن .. لا تسلم عقلك لمغرض ولا تكون أداة فى يد من يريد الخراب](https://images.akhbarelyom.com/images/images/small/20240601131931428.jpg)
![أزمة نجوم الزمن الجميل](https://images.akhbarelyom.com/images/images/small/20240601131734656.jpg)
![يحيى وجدي يكتب: لأن الفن لا يحترق أبدًا.. افتتاح مسرح الجزويت.. ملحمة إعادة البناء بعد الحريق](https://images.akhbarelyom.com/images/images/small/20240526132136850.jpg)
![خالد محمود يكتب .. موسيقى عمار الشريعى أقوى من الزمن](https://images.akhbarelyom.com/images/images/small/20240522112413572.jpg)
![محمد عدوى يكتب : أم كلثوم فى شوارع بغداد .. هلال ذهبى .. الفن المصرى حاضر فى « أوسكار العراق »](https://images.akhbarelyom.com/images/images/small/20240521103243050.jpg)
![](https://Images.akhbarelyom.com/UP/20240623230358101.jpg)
![](https://Images.akhbarelyom.com/UP/20240606171418995.jpg)
![](https://Images.akhbarelyom.com/UP/20240606171507780.jpg)
![](https://Images.akhbarelyom.com/UP/20240602112905514.jpg)
![](https://Images.akhbarelyom.com/UP/20240627160008308.jpg)
![](https://Images.akhbarelyom.com/UP/20231115164929716.jpg)
![](https://Images.akhbarelyom.com/UP/20230308143714513.jpg)
![](https://Images.akhbarelyom.com/UP/20230313135302223.jpg)
![](https://images.akhbarelyom.com/UP/20231105181050243.gif)
![](https://Images.akhbarelyom.com/UP/20230609125004009.jpg)