جامع الناصر محمد بن قلاوون
جامع الناصر محمد بن قلاوون


أصل الحكاية | جامع الناصر بن قلاوون.. تحفة معمارية وتحولات تاريخية «صور»

شيرين الكردي

الأحد، 30 يونيو 2024 - 11:09 م

شُيد جامع الناصر محمد بن قلاوون في سنة 718هـ / 1318م، منذ نحو 700 عام، ويقع وسط قلعة صلاح الدين الأيوبي تقريباً، كان يشغل قديماً الزاوية الجنوبية الشرقية من الساحة التي كانت تعرف باسم "الرحبة الحمراء"، في مواجهة باب القلعة، كان يقابله الإيوان الناصري الكبير في الزاوية الشمالية الغربية.

وكان هذا الجامع هو الجامع الرسمي بالقلعة خلال العصر المملوكي، حتى أقام محمد علي باشا جامعه في مقابله، ثم أعاد بناءه في عام 735هـ / 1335م.

جامع الناصر محمد: تحفة معمارية وتحولات تاريخية

حظي هذا الجامع بعناية سلاطين المماليك اللاحقين، وكان يستخدمه قاطنو القلعة من المماليك، يُعد جامع الناصر محمد أحد أبرز المعالم المعمارية للقلعة، ويتكون من صحن أوسط مكشوف وأربعة أروقة.

** التخطيط المعماري

يتكون التخطيط المعماري لجامع الناصر محمد بن قلاوون من مساحة تخطيطها مربع الشكل لها ثلاثة مداخل، يقع المدخل الرئيسي في الناحية الشمالية الغربية، ويوجد فوقه لوحة تأسيسية من الرخام باسم الناصر محمد بن قلاوون مؤرخة بتاريخ البناء الأول سنة 718هـ / 1318م، أما الباب الثاني فيقع في الجدار الجنوبي الغربي وكان يتم الدخول منه إلى قصور الحريم السلطانية وهو مغلق حالياً، الباب الثالث يقع في الناحية الشمالية الشرقية، واجهات الجامع خالية من أي زخارف على غير عادة هذا العصر ويعلوها شرفات، والجامع من الجوامع المعلقة إذ يوجد تحته طابق آخر مغلق حالياً.

** التخطيط الداخلي

شُيد الجامع على غرار الجوامع الأولى المبكرة، إذ يتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة الذي يقع أمام محرابه قبة مجاز محمولة على أعمدة جرانيتية ضخمة وفوقه قبة مغطاة من الخارج ببلاطات من القاشاني الأخضر، يتميز الجامع بوجود الأعمدة الرخامية التي تحمل السقف، وهي أعمدة من عصور مختلفة منها الفرعونية والبطلمية والرومانية أعيد استخدامها بروعة وبهاء، تحمل هذه الأعمدة عقوداً من الحجر المشهر أي باللونين الأحمر والأبيض، وعلى محيط الجامع من أعلى توجد فتحات نوافذ كانت مغشاة بأحجبة جصية رائعة الجمال، كما امتازت جدرانه بالزخارف الفسيفسائية الرخامية الملونة، ولا تزال بعض آثار هذه الفسيفساء موجودة في الجدارين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي.

** التحولات التاريخية

للجامع مئذنتان، وقد كسيت قمتيهما والقبة من الخارج ببلاطات خزفية (قاشاني) خضراء متخذة طابع المشرق الإسلامي، تزين القبة من الداخل كتابات تحمل آيات قرآنية واسم وألقاب الناصر محمد وتاريخ تجديد المسجد، يمتاز المسجد بالأسقف المزخرفة بالأشكال الهندسية الجميلة، والمنبر الخشبي المطعم بالعاج والصدف الذي يحمل اسم الملك فاروق.

اقرا ايضا: أصل الحكاية| الأمير آقوش ومسجد الطباخ في العصر المملوكي

في عهد الاحتلال البريطاني (1882م)، استخدم الجامع كسجن ومخازن، مما أدى إلى تدميره. وفي عام 1948م، تم ترميمه ليعود إلى سابق عهده كمتحف يعكس جمال وروعة العمارة الإسلامية.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة