عبدالناصر فراج الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة جامعة حلوان ليس كغيره من شباب الجامعات الذين يحلمون بإنهاء دراستهم والالتحاق بوظيفة حكومية والاكتفاء بأن يتحول إلى موظف كل همه انتظار مرتبه في بداية الشهر.
عبدالناصر حاول أن يخرج عن هذا المسار ويتمرد على هذا الحلم قرر أن يتخصص في مجال بعيد نسبياً عن دراسته فالتحق بالعمل في إحدى الشركات العاملة في إنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية وبدأ في دراسة هذا المجال عن طريق البحث والاستكشاف حتى استطاع أن يبتكر جهازاً جديداً لرش المبيدات بالطاقة الشمسية وقام بتسجيل هذا الاختراع وحصل على براءة اختراع كما قام بتصميم شواحن موبايلات تعمل بالطاقة الشمسية وشارك في إقامة محطة كهرباء قدرتها ٢٠ كيلو وات في إحدى المدارس الدولية بمنطقة أكتوبر.
وتم اختياره لتمثيل مصر في الولايات المتحدة حول بحث تقدم به حول اختراعه الجديد، وسنتعرف على تفاصيل ما حدث من خلال الحوار التالي.
ما تفاصيل اختراعك؟
قررت منذ ٣ سنوات أن اخوض البحث فى مجال الطاقة الشمسية عن طريق التعلم الذاتى والبحث والتحقت بالعمل فى إحدى الشركات الخاصة المتخصصة فى انتاج الكهرباء والطاقة الشمسية وقمت بعمل العديد من التجارب والابحاث والمشاريع إلى أن توصلت لفكرة جهاز لرش المبيدات
يعمل بالطاقة الشمسية هذا الجهاز سيوفر الوقت والجهد والمال والوقود وكذلك اكثر امانا من الناحية الصحية على العاملين فى ذلك المجال وتقدمت للحصول على براءة اختراع وبالفعل حصلت عليها.. وهنا بدأت المشكلة إذ اننى واجهت مشكلة مادية فى تحويل فكرة الجهاز إلى تصميم فعلى فتقدمت للحصول على دعم من الكلية واكاديمية البحث العلمى عن طريق مكتب نقل التكنولوجيا والمعلومات التابع للاكاديمية فى الجامعة الا انهم استخدموا معى اسلوب «فوت علينا بكرة» حتى انتهى الموضوع بالرفض فى نفس الوقت قمت بارسال احد الابحاث التى اجريتها حول هذا المجال إلى إحدى الشركات العالمية فى هذا المجال وفوجئت برسالة منهم تفيد بان البحث الذى تقدمت به تمت مراجعته من جانب لجنة المراجعة التقنية من المنظمة الامريكية للطاقة الشمسية وأنه تم اختياره نظراً لجودة المحتوى والجوهر التقنى وطلبوا منى المشاركة فى مؤتمر منظمة احدى كبرى الشركات فى هذا المجال بحضور رواد المجال ورجال اعمال وشركات عالمية واساتذة وخبراء فى سان فرانسيسكو فى الولايات المتحدة فى شهر يولية القادم.
لكن هنا ظهرت مشكلة جديدة هى أننى لا أملك تكلفة السفر والمشاركة فى هذا المؤتمر والتى تقدر بـ 45 الف جنيه.
لماذا لم تتقدم الى اى جهة لمساعدتك فى تكاليف السفر والمشاركة فى هذا المؤتمر؟
بالفعل تقدمت بطلب للكلية لكنهم رفضوا بحجة عدم وجود إمكانيات فذهبت مرة أخرى الى اكاديمية البحث العلمى وفوجئت بالرد حيث طلبوا منى تقديم طلب وأنه سيتم عرضه على لجنة مختصة وبعد الموافقة عليه سيتم صرف
مبلغ 2000 جنيه كدعم وهذا المبلغ حتى فى حال اعتماده لا يكفى لحجز تذكرة الطيران هذا بخلاف ان اللجنة حتى تنعقد وتقرر وتدرس وتبحث يكون المؤتمر خلص.
لماذا لم تحاول التواصل مع الكلية؟ خاصة ان مجرد ذكر اسم الكلية والقسم فى هذا المحفل الدولى كفيل بمساعدتك؟
تواصلت معهم على الرغم من أننى ادرس بقسم الكهرباء لكن للاسف لا تقوم بدراسة الطاقة المتجددة سوى فى فصل دراسى واحد فقط ولا تدرس طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية بتوسع لكن رد الكلية كان واضحا ان ما فيش امكانيات حتى عندما ذهبت إلى مكتب نقل التكنولوجيا والمعلومات بالجامعة التابع لاكاديمية البحث العلمى ورغم الروتين والبيروقراطية فوجئت بطلب غريب جداً من الموظفة هناك حيث قالت ان اللوائح لا تسمح بصرف أى دعم للطلاب وأنه يمكن الموافقة على صرف الدعم على أن يخرج الشيك باسم احد اساتذة الجامعة فشعرت ان الموضوع غير مريح فمن يضمن أن هذا الاستاذ عندما يحصل على الشيك سوف أحصل منه على المبلغ وماهو الدافع الذى على اساسه سيتم استخراج شيك بهذا المبلغ بأسم استاذ جامعى لن يسافر ولن يشارك فى المؤتمر.
هل تشعر أن الفرصة مازالت موجودة للمشاركة فى المؤتمر ولم يتبق سوى أقل من شهرين على انعقاده؟
الأمل ان يرى أحد المسئولين هذه المشكلة ويقرر إنقاذي مما أنا فيه لأن هناك مشكلة أخرى وهى اننى لم أتمكن من الحصول على براءة الاختراع «الدولية» لهذا الجهاز لأنها تتكلف ما يعادل 1000 دولار وهو مبلغ ليس بمقدورى الحصول عليه.
وبالتالي لا يمكنني حماية جهازي من السرقة خاصة وأنني قد تقدمت بالبحث لأكثر من جهة.
بصراحة ماذا تريد في المستقبل بعد الانتهاء من دراستك؟
كل ما أحلم به الانتهاء من دراستي واستكمال أبحاثي في مجال الطاقة الشمسية الذي يمثل مستقبل توليد الطاقة الكهربائية.