أكد خبراء الأمن وأمن المطارات أن التعامل الأمني المصري مع أزمة الطائرة المختطفة من برج العرب كان على المستوى المطلوب.
وأوضحوا أن الإجراءات الأمنية في المطارات العالمية عندما تتعامل في إدارة مثل هذه الأزمات والحوادث تفترض أسوء الاحتمالات وتتعامل مع الخاطفين على أن تهديداتهم صحيحة بنسبة ١٠٠٪، حتى إن أشارت الدلائل إلى عكس ذلك، وكان تعامل قائد الطائرة مع الخاطف مناسب لحجم التهديدات والاستجابة لمطالبه للحفاظ على سلامة الركاب الذين تخطى عددهم ٥٥راكبا.
واستبعد خبراء الأمن فريضة الدافع الإرهابي وراء الحادث، مرجحين أن الدافع شخصي.
وأكد الخبراء أن مثل هذه الحادثة وقعت من قبل بعدد من المطارات العالمية التي تطبق اشد الإجراءات الأمنية والتفتيشية.
القرار مسئولية الطاقم
وأوضح متخصص الشئون الأمنية بالمطارات، اللواء أشرف أمين، أن الطيار ليس أمامه أي خيارات أخرى وكونه أمتثل لكافة طلبات الخاطف فذلك خوفا على حياة الركاب لأن معظمهم أصيب بحالة من الرعب والهلع نتيجة التهديدات الصادرة منه.
وأشار أمين إلى أن الخدمات الأمنية بمطار برج العرب تجعله مؤمن بأقصى درجة وهو موضوع في قائمة المطارات الأكثر تأمينا على مستوى العالم، وأثناء خدمتي الأمنية كان يحتل المرتبة السابعة عالميا من جهة التأمين ومزود بأحدث التقنيات والتكنولوجيا لكشف المفرقعات.
وأضاف أن الطائرة من الداخل لا يوجد بها سوى ضابط أمن وموجود في الكبينة المجاورة لقائد الطائرة، والمضيفات يعملن على راحة الركاب وقضاء متطلباتهم، موضحا أن مسئولية الضابط تتلخص فقط في شكاوى الركاب وإن أمتد الأمر يكون في رصد أحد الركاب بناء على طلبات أمنية.
وأضاف أن تأمين المجال الجوى يكون متعلق بالدولة التي تخرج منها الطائرة والأخرى المستقبلة وليس للجهات الأمنية التعامل في ذلك.
وأوضح أمين أن ركاب مطار برج العرب غالبا ما يكونون من صفوة المجتمع وطالما كل الأجهزة الأمنية نفت وجود حزام ناسف مع الراكب لذا فكل الأحداث طبيعية وعلى مستوى العالم حدثت أكثر من حادثة مشابهة آخرها في دولة المكسيك وفى النهاية القائم على هذا الحدث يكون مختل عقليا.
الإجراءات التفتيشية سليمة
أكد الخبير في إدارة الأزمات والمخاطر الأمنية د.إيهاب يوسف، أن العامل مع أزمة الطائرة المصرية المختطفة من مطار برج العرب من الجانب القبرصي تم على أعلى مستوى ولكن الثغرة التي تم من خلالها تنفيذ عملية الخطف ترجع إلى التأمينات في مطار برج العرب لأن كافة الدلائل تشير إلى أن المتهم بخطف الطائرة لا يحمل أي أسلحة أو أحزمة ناسفة لذلك كان يجب أن تنتهي الأزمة في مطار برج العرب في حالة كان لدى الأمن ثقة عالية في إجراءاته الأمنية والتأكد بنسبة ١٠٠٪ أن جميع ركاب الطائرة خضعوا للتفتيش الذاتي على الأجهزة واحتمالية وجود أي معادن أو متفجرات مع أي راكب «صفر».
لافتا إلى أنه كان على أمن الطائرة الذي من المفترض أنه مدرب على أعلى مستوى للتعامل مع مثل هذه الحوادث أن يتفهم الحالة النفسية للخاطف ويتعاملوا معه فورا ويلقوا القبض عليه، ولكن ما أدى إلى خروج الطائرة وتغير مسارها هو عدم الثقة الكافية في إجراءات التأمين بالمطار.
استبعاد التقصير الأمني
واستبعد مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء فاروق المقرحي، أن تكون إجراءات الأمن في مطار برج العرب هي المتسببة في وقوع حادث الخطف لأن الإجراءات في المطار على أعلى مستوى خاصة هذه الأيام بسبب ترقب وصول فريق الكرة النيجيري للقاء المنتخب المصري مساء يوم الحادث.
ورجح المقرحي أن تهديدات الخاطف بحمله حزام ناسف غير صحيحة وسط الاستنفار الأمني الذي يشهده المطار وكافة المطارات المصرية بعد حادث الطائرة الروسية ولكن في مثل هذه الأزمات يجب على امن المطار وأمن الطائرة أن يتعامل مع الأزمة على احتمالية أسوء الاحتمالات والتقديرات لذلك استجاب طاقم الطائرة لمطالب الخاطف حفاظا على أرواح الركاب للتفاهم معه خلال فترة وتوجه الطائرة إلى الجهة التي يريد الذهاب إليها ومعرفة أسباب الخطف ودوافعه الشخصية لارتكاب الحادث.
وأضاف المقرحي أنه لا يرى أن الدوافع الإرهابية وراء الحادث، مشيرا إلى أن اغلب دول العالم تشهد مثل هذه الحوادث ويكون الدافع شخصي.