يحل، السبت 5 مارس، ذكرى وفاة أشهر رجل في جهاز المخابرات المصري، صلاح نصر النجومي، أحد مؤسسي الجهاز والذي تولى رئاسته من عام 1957-1967.


يعد صلاح نصر أشهر رئيس للمخابرات المصرية وله دور بارز في تاريخ الجهاز، وتمنت أسرته المتوسطة الحال أن يصبح طبيباً لكنه فضل أن يدخل المدرسة الحربية ليتخرج ضابطاً.
ولد صلاح نصر في 8 أكتوبر 1920 في قرية سنتماي، مركز ميت غمر، محافظة الدقهلية وكان والده أول من حصل من قريتهم على تعليم عال، وكان صلاح أكبر أخوته.

تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة طنطا الابتدائية وتلقى تعليمه الثانوي في عدة مدارس نظرا لتنقل أبيه من بلدة لأخرى فقد درس في مدارس طنطا الثانوية، وقنا الثانوية، و«بمبة قادن الثانوية» بالقاهرة، ونشأ في طبقته الوسطى وأمضى طفولته وصباه في مدينة طنطا، ثم التحق بالكلية الحربية.
في 23 أكتوبر 1956 استدعاه جمال عبد الناصر وطلب منه أن يذهب إلى المخابرات العامة ليصبح نائباً للمدير، الذي كان في هذا الوقت علي صبري.
وبعد عدة شهور أصبح علي صبري وزير، وتولى «نصر» رئاسة الجهاز في 13 مايو عام 1957، والمعروف أنه كان مديراً لمكتب عبد الحكيم عامر نائب جمال عبد الناصر وقائد قواته المسلحة.

جهوده في تأسيس الجهاز
واستطاع صلاح نصر باتصالاته المباشرة مع رؤساء أجهزة المخابرات في بعض دول العالم أن يقدموا عونا كبيرا، لبناء جهاز المخابرات، واكتفى صلاح نصر بإرسال عناصر من كبار الشخصيات داخل الجهاز بإعداد قليلة لتلقي الخبرات والعودة لنقلها بدورهم إلى العاملين في الجهاز.
واستطاع الجهاز بمجهوده الخاص أن يبحث عن المعدات الفنية التي مكنته من تحقيق أهدافه وقام صلاح نصر بالتغلب على مشكلة التمويل حين قام بإنشاء شركة للنقل برأسمال 300 ألف جنيه مصري تحول أرباحها لجهاز المخابرات، وحين اخبر صلاح نصر جمال عبد الناصر بأمر هذه الشركة طلب منه زيادة رأسمالها واتفق معه على أن يدفع من حساب الرئاسة 100 ألف جنيه مساهمة في رأس المال على أن يدفع عبد الحكيم عامر مبلغا آخر من الجيش وتقسم أرباح الشركة على الجهات الثلاث.

محاكمة «صلاح نصر»

أمر الرئيس المصري جمال عبد الناصر باعتقال صلاح نصر وقدمه للمحاكمة وأدانه في قضية انحراف المخابرات بالسجن لمدة 15 سنة وغرامة مالية قدرها 2500 جنيه مصري، وحكم عليه أيضا لمدة 25 سنة في قضية مؤامرة المشير عبد الحكيم عامر. لكنه لم يقض المدة كاملة، إذ أفرج عنه الرئيس المصري أنور السادات في 22 أكتوبر 1974 ضمن قائمة أخرى وكان ذلك بمناسبة عيد النصر.
ويقول خبراء سياسيون إن ممارسات «نصر» كان لها أثرا سلبيا واضحا شوه صورة النظام المصري، في حقبة الرئيس «ناصر» ، وذلك نتيجة القمع والإرهاب، وظاهرة «زوار الفجر» بالإضافة إلى ما يقال عن انحرافاته والتي روتها زوجته اعتماد خورشيد.
توفي صلاح نصر 1982، بعد معاناة مع المرض