لم يعد يخلو شارع من وجوده على هذه الناصية أو تلك، يسارع إليه كل عطشان ليروى به ظمأه في ظل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة الذي تشهده البلاد.

ويعد شهر رمضان من مواسم انتشار النسخة الحديثة من مبردات المياه التي تعددت أنواعها وأشكالها،بداية من الزير والقلة القناوي المصنوعة من الفخار والتي جار عليها الزمن،ووصولا إلى «الكولمان» الكبير والثلاجات أو المبردات المعدنية ذات الحنفيات المتعددة،ويكون ملصقا عليه في العادة، عبارات مثل: « نسألكم الفاتحة» أو «مبرد مياه طريقك إلى الجنة » أو « الدعاء للمرحوم ».

يضم شارع نجيب الريحاني عددا كبيرا من ورش تصنيع وتجميع مبردات المياه التي تستخدم كسبيل في الشوارع والجوامع.

والتقينا فيه بعم «سيف السحيمي» 50 سنة، صاحب إحدى ورش تصنيع مبردات المياه، ويقول إن فصل الصيف هو موسم العمل لدينا،كما أنه كذلك موسم ترتفع فيه الأسعار بشكل لافت للنظر.

ويأتي ذلك نتيجة طبيعية لزيادة الإقبال على شراء المبردات،ويشير إلى أن هناك أنواعا مختلفة منها، فهناك المبرد الشعبي والكويتي والشيش وتتراوح أسعارها ما بين 1200 و4500 جنيه وتختلف الأسعار بحسب قوة الموتور وعدد الحنفيات.

ويعتبر المبرد الشعبي هو الأكثر طلباً من قبل المواطنين لرخص ثمنه،ويعتبر « على قد الأيد «وهو عبارة عن جسم إستنلس بطول 170سم وعرض70سم، وتبدأ أسعاره من 1200 جنيه للحنفيتين و1400جنيه للمبرد أبو 3حنفيات وسعته 30 لتراً، أما «الكويتي»، فسعته 30 لتراً وتكون له 3 حنفيات وعرضه 90 سم وقد يصل سعره إلي1600 جنيه، بينما يحتوى الكولدير الشيش» على 6 حنفيات وتصل سعته 60إلى متراً.

ويوضح "السحيمي" أن أغلب المواطنين الذين يشترون كميات من المبردات يكون هدفهم تركيبها في التجمعات السكانية والشوارع، على سبيل الصدقة الجارية، يقبلون على شراء كميات من مبردات المياه باعتبارها صدقة جارية على أرواح أقاربهم وذويهم.

ويشير إلى أنها أسلوب متطور لعادة مصرية قديمة ظهرت منذ العصر الفاطمي، والدليل والشاهد عليها هو انتشار سبيل المياه في كثير من الأماكن.

ولم تسلم مبردات المياه من أيدي اللصوص،فهم يسرقون مكوناته أو المخربين والعابثين الذين لا يتركونها قبل أن تتعطل،ويكون من المشاهد المألوفة وجود الكثير من المبردات وهى مثل الجثة الهامدة التي لا يستطيع أحد بيعها أو تبديلها.