تركيبة لمنع سقوط الشعر وأخرى لزيادة المناعة

برع الفراعنة فى استخدام النباتات الطبية كعلاج للعديد من الأمراض وظل هذا العلم يرتقى إلى أن حوله علماء المسلمين من العطارة الاجتهادية إلى علم له قواعد وأسس مدروسة. ولقد غابت المعالجة بالأعشاب الطبية سنوات طويلة بسبب انتشار الأدوية المصنعة كيميائيا ومع تزايد الأضرار والآثار الجانبية الناتجة عن استخدام تلك الأدوية، كان لابد من التفكير بطرق غير تقليدية.. ورغم أنها خريجة كلية التجارة الا أن البحث العلمى فى مجال الكيمياء استهوى الباحثة أمينة محمد أحمد ميعاد فتمكنت من ابتكار تركيبة طبية من مواد طبيعية لعلاج الأمراض الجلدية وشامبو للقضاء على تساقط الشعر كما ابتكرت صابونة من قش الأرز.

.للتعرف عن قرب على تفاصيل ابتكاراتها كان لنا معها هذا الحوار..

ما حكاية الصابونة المصنعة من قش الأرز؟
ـ فى البداية أقول إن أبحاثى فى هذا المجال الهدف منها إثبات إمكانية وجود شخصية مفكرة ومبتكرة بالرغم من أنها ليست أكاديمية فى هذا التخصص نظراً للعديد من التحديات التى واجهتنى على مدار عشر سنوات. لذا قررت وحددت هدفى فى صنع شىء يحدث رد فعل غير مسبوق وفى نفس الوقت لا يستغنى عنه أى إنسان. فكانت صابونة من قش الأرز حيث إن قش الارز عدو للبيئة وينتج عنه أمراض عديدة بسبب حرقه فقررت ان أصنع منه شيئا مفيدا علماً بأن فدان الأرز ينتج حوالى 2.5 طن قش أرز، فبدأت القراءة والبحث فى مجال قش الأرز وتعرفت على فوائده حيث إنه يحتوى على البوتاسيوم والنتروجين والفوسفور ونسبة من البروتين ومادة رغوية حيث ان هذه العناصر تساعد فى مكونات هذه الصابونة.
زيوت طبيعية
ما الفرق بين صابون قش الأرز والصابون العادى؟ وما مميزاته؟
ـ الصابون المصنوع من قش الأرز لا يحتوى على شحوم حيوانية ولا أى مواد كيماوية ولكنه يحتوى على زيوت وأعشاب طبيعية وأيضا مضادات حيوية طبيعية. وهذه الصابونة لها مميزات كثيرة فهى تساعد على عدم تراكم الفطريات والدهون على البشرة وإزالة الجلد الميت والقضاء على الحبوب وآثارها وترطيب وتفتيح البشرة وهى تتميز أيضا بأنها خفيفة الوزن.

وما الجديد الذى تقدمه فكرة هذا الابتكار؟

ـ الفكرة هى تحويل قش الأرز من عدو للبيئة إلى صديق لها وأيضا يعود بالعائد المادى على الفلاح بدلاً من أن يكون قش الأرز الشاغل له فى كيفية التخلص منه والقضاء عليه. فيمكن ان يكون مصدر رزق جديداً باستخدامه فى تصنيع الصابون الطبى.
ميدالية ذهبية
ما المسابقات التى شاركت فيها والجوائز التى حصلتِ عليها؟
ـ لقد شاركت فى العديد من المعارض منها معرض جنيف الدولى للابتكار الـ 44 لهذا العام وهو أكبر معرض على مستوى العالم وكان ذلك من خلال أكاديمية البحث العلمى حيث تم دعمى بالـ Partition فى المعرض وأيضا تم تكريمى وإعطائى جائزة مالية قدرها ستة آلاف جنيه ودرع الأكاديمية. وفى المعرض حصلت على الميدالية الذهبية ولكن أكثر ما أسعدنى فى جنيف أن الصابونة نالت إعجاب الكثير من أعضاء اللجنة العلمية المحكمة وأيضا إدارة المعرض والزوار من حيث الفكرة والشكل والمضمون. ولهذا أتمنى من الله أن نغزو العالم بـ (صنع فى مصر). فنحن قادرون على ذلك.
وماذا عن ابتكارك الثانى لمنع تساقط الشعر؟
ـ لقد لاحظت وبعد استطلاع رأى الكثير ان العديد من المشاكل التى تسببها المواد الكيميائية فى فروة الرأس هى سبب من ضمن الأسباب الرئيسية فى تساقط الشعر. ولهذا ركزت أبحاثى العلمية فى المجال حتى توصلت إلى شامبو اسبراى طبيعى 100% ويحمى الشعر من التساقط ويحتوى على أعشاب وزيوت طبيعية وخال من أى مواد كيميائية، ويحتوى على فيتامين A. C.E الطبيعى الذى يساعد على تحفيز البصيلة ويمنع تساقط الشعر. ولقد شاركت به أيضا فى معرض جنيف الدولى لسنة 2016 وتم تكريمى بميدالية برونزية عن هذا الابتكار.
آمنة تماما
وماذا عن ابتكارك الثالث فيما يخص علاج تساقط الشعر؟
ـ هو عبارة عن تركيبة طبيعية 100% لإعادة إنبات الشعر وحل جميع مشاكله وليس لها أى آثار جانبية وآمنة تماماً على الأطفال والكبار ومفيدة لكل الحالات.
ما الجديد الذى يضيفه هذا الابتكار فى مجال علاج الصلع الكلى أو الجزئي؟
ـ الجديد هو إعادة إنبات الشعر من جديد حيث ان هذه التركيبة تحتوى على فيتامينات تساعد على تحفيز البصيلة من جديد وأيضا تساعد على تكسير طبقة الشموع المتراكمة على فروة الرأس.
ما الدافع الذى ساعدك فى البحث عن علاج هذه المشكلة؟
ـ لاحظت أثناء البحث وجود طبقة شمعية نتيجة استخدام المواد الكيميائية التى تتسبب فى غلق مسام فروة الرأس وبالتالى تمنع التغذية السليمة للبصيلة وفى نفس الوقت تمنع الدورة الطبيعية للشعر من تجديدها مرة ثانية علماً بأن هذه الشموع تتراكم طبقات متتالية بعضها فوق بعض بالإضافة إلى التهابات تحت الجلد لا ترى بالعين المجردة مما يتسبب فى عدم نمو الخلية فى بيئة ملتهبة بالإضافة إلى عوامل أخرى تنبع من خلال الشعيرات الدموية.
وكيف يتم التغلب على هذه المشاكل التى تعوق إنبات الشعر؟
ـ يتم التغلب عليها بتحقيق معادلة بين الحامض والقلوى ومضادات حيوية طبيعية وبالتالى حدث تعادل فى P.H الذى يساعد على توازن فروة الرأس. والحمد لله نجحت التجربة.
كيف تحققتِ من ذلك؟
ـ تم إجراء التحاليل الخاصة بهذه التركيبة فى الهيئة العامة للرقابة الدوائية وهيئة المواصفات والجودة وأيضا التجارب على أصعب الحالات مع اختلاف الأعمار والتشخيص.
مشكلة سائدة
ولماذا كان اهتمامك بحل هذه المشكلة تحديدا؟
ـ لأنها أصبحت مشكلة يعانى منها الكثيرون، فهناك إحصائية علمية تقول إن حوالى 900 مليون سيدة تعانى من تساقط الشعر وفقدانه دون الرجال والأطفال على مستوى العالم، حيث إن هذه المشكلة سائدة وتتفاقم يوماً بعد يوم وبالتالى هذه الفكرة تقدم الحل الأمثل لهم.
ما المحافل التى شاركتِ فيها بهذا الابتكار؟
ـ العديد من المحافل الدولية على سبيل المثال أمريكا وكوريا الجنوبية والكويت ومعرض القاهرة الأول للابتكارات وتم تكريمى من قبل شركة محمد خميس بجائزة مالية وأخيراً عام 2015 وقع حدث غير مسبوق حيث كانت أول مرة يرفع علم مصر منذ حوالى 43 عاما باسم هذه التركيبة وباسمى على القائمة الرئيسية فى معرض جنيف الدولى وحصلت على ميداليتين ذهبيتين واحدة بناء على تحكيم لجنة علمية متخصصة فى هذا المجال وأخرى من الصين فى نفس المعرض حيث تم إقامة حفل خاص للابتكارات المتميزة فى نهاية المعرض وقمت بتمثيل مصر للابتكارات المتميزة كما أنى شاركت فى برنامج القاهرة تبتكر وأتمنى أن أكون مبتكرة مصر الأولى فى فئة الحر.
هل تقدمتِ للحصول على براءة اختراع عن هذه الابتكارات ؟
ـ لقد تقدمت إلى أكاديمية البحث العلمى عام 2011 للحصول على براءة اختراع عن تركيبة زيت طبيعى يحمى الشعر من التساقط وفى عام 2015 سجلت أيضا براءة اختراع لتركيبة الشامبو الاسبراى ومع بداية هذا العام سجلت تركيبة الصابونة المصنوعة من قش الأرز وفى انتظار الحصول على براءات الاختراع عن جميع ابتكاراتى.
هل تم تنفيذ هذه الابتكارات؟
ـ نعم تم تنفيذ بعض منها على أرض الواقع ولم يعد مجرد بحث ورقى والبعض الآخر إن شاء الله جار تنفيذه.
هل لديك ابتكارات أخرى؟
ـ الحمد لله أنعم الله على بالعديد من الأفكار التى تحولت إلى ابتكارات وأتمنى أن تخرج للنور لكى يستفيد منها كل البشر وبالتالى يعود على وطنى الحبيب مصر بالخيرات. منها تركيبة خاصة بزيادة ورفع مناعة الجسم للأطفال والكبار طبيعية 100% وهناك أكثر من فكرة اعمل عليها هذه الفترة.
ما طموحاتك المستقبلية؟
ـ أحلامى وطموحاتى كثيرة حيث أتمنى ان أستمر فى الابتكارات الطبية وأن أمتلك مصنعا به أكثر من خط إنتاج ذى جودة عالية أنافس به السوق الخارجي. فنحن لدينا القدرة على المنافسة ولا ينقصنا غير الإمكانيات المادية.
ما المشاكل التى تواجهك كباحثة؟
ـ مشاكل عديدة منها عدم توفير معمل خاص للمخترعين. إقامة معرض دائم لعرض وصف مختصر للابتكار لكل تخصص وبالتالى تكون القاعدة عريضة للمستثمرين ورجال الأعمال لاختيار ما يناسبهم من إقامة مشاريع. وعدم توفير مكتب خاص بالتوجيه والإرشاد لكل مخترع وأيضا نريد مكتباً خاصاً للتواصل مع المخترعين لحل مشاكلهم تحت رعاية رئاسة الجمهورية. وتوفير إدارة خاصة لإنهاء إجراءات كل ما يخص المشروع. واهم المشاكل التى تقابل اى باحث فى مصر هى التمويل.