خواطر

تجاوزات «أردوغان» وطغيانه دعوة لانقلاب أكثر ضراوة

جلال دويدار

الثلاثاء، 19 يوليه 2016 - 01:36 م

أصاب الانقلاب في تركيا ـ رغم فشله ـ رجب طيب أردوغان بلوثة جنونية تدفعه بقوة إلي التجاوز في الانتقام من خصومه ومن كل من طالته شبهة المشاركة في هذه المحاولة.. هذا التوجه تكشفه تقارير وسائل الإعلام من الداخل التركي والتي تقول ان أعداد المقبوض عليهم وصلت إلي ٩ آلاف حتي الآن.

انفلات هذه النزعة الانتقامية المجنونة أصبح يمثل ضغوطا عليه تجعله يفكر في إعادة عقوبة الاعدام التي كان قد ألغاها عام ٢٠٠٤. هذا الإلغاء كان قد تم استجابة للاتحاد الأوروبي كأحد شروطه لبحث القبول بعضويته التي لم تتحقق حتي الآن.

تأتي هذه الممارسات العصبية المخططة من جانب أردوغان ضمن خطته لاستغلال فشل الانقلاب باعتبارها فرصة لتصفية معارضيه بصورة دموية. ان ما يسعي اليه يعد استكمالا للإجراءات التي اتخذها سابقا للتضييق علي الحريات. ليس من توصيف لما هو متوقع من هذه الإجراءات سوي اتجاه حكمه إلي مزيد من الاستبداد والطغيان وهو ما سوف يؤدي إلي زيادة دائرة النقد والعداء والتمرد علي مستوي الشارع التركي.

ووفقا لردود الفعل الخارجية تجاه هذه التصرفات صدرت البيانات من الناتو بأن ذلك ربما يحرم تركيا من عضوية هذه المنظمة العسكرية التي تقودها أمريكا وتضم كل الدول الأوروبية. في نفس الوقت تم الإعلان عن تجاوزات أردوغان وعودته إلي تطبيق عقوبة الإعدام سوف تؤدي إلي إنهاء كل الاتصالات والمباحثات فيما يتعلق بانضمام تركيا.هذه التداعيات المثارة رغم فشل الانقلاب علي الصعيد الخارجي بالنسبة لتركيا سوف تكون لها انعكاسات من نتيجتها فرض العزلة الدولية علي تركيا.

وفيما يتعلق بالداخل التركي فإن انفلات أعصاب أردوغان وفقدانه القدرة علي السيطرة علي شهوة الانتقام لديه سوف تساهم في زيادة الانقسام الداخلي. أخطر ما يمكن أن تسفر عنه هيمنة هذه الحالة علي اردوغان ازياد الغاضبين من المنتمين للقوات التركية المسلحة علي مالحق  وسوف يلحق بزملاء لهم من مهانة وانتهاك لكرامتهم وهو مايتم تفعيله علي ضوء اتهامهم بأنهم كان لهم دور في الانقلاب الفاشل. هذا التحرك المتمثل في اتساع دائرة الاشتباه والعزل من الخدمة العسكرية والتي طالت أعدادا كبيرة من قيادات ورجال الجيش التركي سوف يكون له تأثير كبير علي هذه المؤسسة العسكرية.. ان الانتماء العسكري سوف يكون عاملا فاعلا لدفع قطاع كبير من الذين لم يشاركوا في الانقلاب الفاشل إلي التفكير فيالمشاركة في أي انقلاب جديد واضعين في اعتبارهم تجنب الأسباب التي أدت إلي هذا الفشل.

وفقا لكل هذه المعطيات فلا جدال أن مشاكل تركيا الداخلية والخارجية قبل الانقلاب الفاشل سوف تتضاعف وتصبح أكثر خطورة في المرحلة القادمة.  في اطار اخطاء وسوء التعامل مع ماحدث من تطورات.. يمكن القول ان أردوغان قبل الانقلاب سوف يتحول إلي أردوغان آخر أكثر استبدادا ودموية في المرحلة القادمة. هذا الأمر سوف يفتح الطريق أمام أحداث أخري لن تكون في صالح أمن واستقرار وتواصل ازدهار الدولة التركية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة