ورقــة وقلـــــم

ياسر رزق يكتب : الذراع الطائلة.. وعظمة الجيش المصري

ياسر رزق

الأربعاء، 20 يوليه 2016 - 01:34 م

كانت عروض الاحتفال رائعة، وكان مشهد ما بعد الختام أكثر روعة!

٣٠٠ طائرة شاركت في البيان العملي وعروض الاستعراض والألعاب الجوية، خلال الاحتفال بتخريج الدفعة (٨٣) من النسور، بحضور الرئيس السيسي.

عدد مهول من الطائرات. يقينا هو الأكبر في أي مناورة أو عرض جوي شهدتها سماء مصر علي الإطلاق.

يكفي أن نتذكر أن الضربة الجوية في افتتاحية حرب أكتوبر نفذتها ٢٢٢ طائرة من القاذفات والمقاتلات.

٧ دول من الشرق والغرب والجنوب، هي منشأ الطائرات التي شاهدناها في عرض الأمس.

 رأينا مقاتلات وقاذفات وطائرات متعددة المهمام وطائرات استطلاع وإنذار مبكر ونقل استراتيجي ومعاونة جوية وهليكوبتر، أمريكية الصنع وروسية وفرنسية وإسبانية وبرازيلية وصينية، منها ايضا طائرات مثل (كيه - ٨) و(توكانو)، جري تصنيعها أو تجميعها في مصنع الطائرات المصري بالهيئة العربية للتصنيع.

تنوع في مصادر تسليح قواتنا الجوية، يؤكد استقلال القرار المصري. فحيثما كانت احتياجاتنا نذهب، وحينما تضيق أبواب لا نتردد في فتح غيرها.

< < <

بالذخيرة الحية، جري البيان العملي لقصف وتدمير مواقع إرهابيين يفترض أنهم تسللوا إلي مدينة ساحلية. كانت الإصابات جميعها مباشرة بمختلف أنواع الصواريخ (جو أرض) من القاذفات وطائرات الهليكوبتر، ودمرت كل الأهداف.

هذه أول مرة أشاهد فيها قصفا بالذخيرة الحية في احتفالات تخرج بالكلية الجوية علي مدي ٣٠ حفلا حضرتها في السنين الماضية. كانت أعمال القصف من قبل تتم بأسلوب «تمثيل جو المعركة».

رأيت المقاتلات (ميج - ٢١) السوفيتية التي كانت رأس حربة قواتنا الجوية في معارك أكتوبر.

حضورها البارز في عروض الأمس بعد مرور أكثر من ٤٠ عاما علي دخولها الخدمة، هو شهادة تميز لرجال الصيانة والتأمين الفني بسلاح الجو المصري.

لأول مرة.. تظهر طائرات السيادة الجوية المتطورة «رافال» في بيان عملي. لدينا الآن ٦ طائرات من هذا الطراز الفرنسي بالغ التقدم.

في احتفال السنة المقبلة، ستظهر طائرات جديدة من هذا الطراز بعد وصول الدفعة الثالثة مع نهاية العام الحالي.

مفاجأة أخري سنراها بإذن الله هي المقاتلات المتطورة الروسية طراز (ميج ـ ٢٩) المعدلة التي تصل باكورة صفقتها مع مطلع العام الجديد.

سمعت بأذني قادة كبارا سابقين يلتفون حول الفريق يونس المصري قائد قواتنا الجوية، يهنئونه بالتطور الهائل الذي شهده سلاح الجو المصري، ويقولون للواء هشام طويلة مدير الكلية الجوية عن الاحتفال: إنه الأفضل في تاريخ الكلية.

بدا الفريق المصري فخوراً بأبنائه النسور الجدد، سعيداً بالتطور الذي لمسه الجميع في قواتنا الجوية، وقال عنه: البركة في جهود الرئيس السيسي وعلاقاته بزعماء العالم.

صارت لدينا ذراع طائلة، نمدها إلي حيث ندافع عن أرضنا ومصالحنا.

وستزداد ذراعنا طولاً وردعاً وقوة، في الشهور المقبلة.

< < <

انتهي الاحتفال بعزف السلام الوطني، لكن الرئيس لم يغادر، بل توجه إلي منصة الخطابة ليتحدث، في كلمة قصيرة لم تكن مرتبة. دفعه الي إلقائها روعة العرض، وتميز البيان العملي.

هنأ الرئيس الخريجين وأسرهم، وأشاد بقواتنا الجوية ودورها في حماية سماء مصر وحدودها علي مدار 24 ساعة لتأمينها، بالأخص خلال الشهور الست والثلاثين الماضية.

ثم لخص الرئيس في عبارة واحدة علاقة جيش مصر بشعبها.

قال: إن جيش مصر هو فخر لمصر، وأنه كان دائما عند مستوي أمل وثقة الشعب، لأنه من هذا الشعب، ملك له، ويعمل من أجله.

.. هذه العلاقة هي سر عظمة الجيش المصري.

جيشنا عظيم لأنه لا ينتمي الي حزب أو طائفة أو طبقة أو عرق، إنما هو خلاصة مصر الشابة الحية.

جيشنا عظيم، لأن ولاءه لمصر وحدها، ولأنه لا يأتمر علي غير إرادة الشعب، ولأن شعاره هو: «الله.. الوطن» دون سواهما.

جيشنا عظيم.. لأن دماءه رخيصة أمام قدسية التراب المصري وأمن وسلامة الشعب.

وشعبنا عظيم.. لأن كرامة وشموخ ومجد جيشه، هي مصدر فخره ومبتغاه.

< < <

بعد مغادرة الرئيس السيسي منصة الاحتفال.. أسرني وبقية الحاضرين الذين كانوا يتأهبون للمغادرة، مشهد ما بعد الختام.

فقد خرَّ النسور الجدد ساجدين لله حمداً. وكان مشهداً مهيباً لمن صدق فيهم وصف رسول الله بأنهم خير أجناد الأرض.

تقابلت عند انصرافي مع اثنين من الأبطال.. اللواء طيار حسن محمد حسن، واللواء طيار نصر موسي البطل الأول يحمل وسام نجمة سيناء والثاني يحمل وسام نجمة الشرف.

«النقيب» حسن أسقط طائرتين إسرائيليتين في طلعة واحدة في حرب أكتوبر. و «النقيب» نصر أسقط أكثر من طائرة أثناء الحرب. والأثنان أصغر من حمل هذين الوسامين الأرفع في العسكرية المصرية من نسور أكتوبر.

كان البطلان يسترجعان أيام معارك النصر والشرف باعتزاز ويرنوان إلي النسور الساجدين بفخر وأمل.

وقال لي البطل حسن محمد حسن: انتظر العام المقبل وسوف تري قواتنا الجوية في مزيد من التطور والتقدم.

وافترقنا ونحن ندعوا المولي ان يؤيد نسورنا بالنصر، وأن يحفظهم ويظلهم بظله.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة