خواطر

مصر بتراثها وحضارتها تستحق قيادة اليونسكو

جلال دويدار

الخميس، 21 يوليه 2016 - 02:42 م

قامت منظمة اليونسكو كأحد روافد الأمم المتحدة علي أساس أنها الحامية والراعية والحافظة للثقافة والتراث باعتبارهما تجسيدا للحضارة الإنسانية. إنها وفي هذا الإطار جري الحرص علي أن تنأي بنفسها عن السياسة بمواصلة تعظيمها لدورها في هذا المجال علي المستوي الدولي.علي هذا الأساس فإن الاضطلاع بهذه المهمة يحتم أن يِجسد المسئول عن إدارتها  أهدافها ومبادئها. وهو ما يتطلب أن يكون إفرازا لهذه البيئة علي قدر الإمكان.

بناء علي هذه الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها. فإن ما تملكه مصر من كل هذه المقومات يؤكد أن من أرضها ومن فكر وإنجازات أبنائها كانت بداية الحضارة الإنسانية. أنها وبما لديها من آثار خالدة تتحدي الزمن وباعتراف  كل العالم تعد الأولي عالمياً في الاستحواذ علي مؤهلات شغل هذا المنصب.

لا يمكن أن يكون خافياً أن سعيها  لتولي هذه المسئولية قد واجه في مرات سابقة مناورات وتدخلات لا علاقة لها بالمؤهلات التي يجب توافرها للقيام بهذه المسئولية.. وآخرها ترشيح الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق الذي فقد الحصول علي هذا المنصب بأغلبية ضئيلة. ما حدث أتمني ألا يتكرر بعد إقدام مصر علي الترشح للمنصب في الدورة الجديدة للمنظمة.

قرار مصر تقديم مرشح لها هذه المرة يعكس إحساسها بجدارتها لقيادة هذه المنظمة الثقافية العالمية لخدمة الأهداف التي أنشئت من أجلها. كم أرجو أن تكون هناك استجابة للجهود التي بذلتها وسوف تبذلها الدولة بأجهزتها المختلفة لصالح المرشح الذي تقرر الدفع به في هذه المعركة. وهي السفيرة المخضرمة والوزيرة السابقة مشيرة خطاب.

ووفقاً لما تم تداوله إعلامياً فقد اهتم الرئيس السيسي بطرح اسمها ومساندتها في لقاءاته مع القادة الأفارقة في قمتهم التي عقدت في العاصمة الرواندية كيجالي قبل أيام قليلة. وتأكيدا لوقوف الدولة المصرية رسميا وراءها بقوة. دعا رئيس الوزراء شريف إسماعيل كل القوي السياسية والإعلامية وأعضاء المجتمع المدني إلي تجمع أمس الأول في حديقة المتحف المصري عنوان قمة الحضارة الإنسانية لإعلان قرار الترشيح.

نجاح هذه المرشحة المصرية التي تعد قيمة مشرفة لمشاركة المرأة في النشاط والدور الدبلوماسي التي تقوم به الخارجية المصرية مرهون بفاعلية الجهود التي سوف تبذل مع الدول أعضاء هذه المنظمة. إن سندنا في ذلك يعتمد بشكل أساسي علي رصيدنا الثقافي والتراثي الذي لا ينكره أحد. وعلي علاقاتنا العربية والإفريقية والإسلامية بالإضافة إلي دعم ومساندة الأصدقاء في كل قارات العالم.

إلي جانب كل هذا فإن تحقيق هذا الأمل الأدبي دولياً يتطلب أن تقوم وفود علي أعلي مستوي بجولات للتعريف بالمرشحة من أجل الدعم والتأييد لترشيحها. إن نجاح هذا المسعي مرهون بطبيعة الجهد الذي سيبذل خارجيا بمشاركة الرموز المصرية المرموقة المنتشرين في كل انحاء العالم.   لا جدال ان  تحقيق هدف انتخابها يحتاج مساندة وتشجيع ودعم الداخل وهو ما كان هدف الدعوة إلي تجمع المتحف المصري.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة